نشر بتاريخ: 13/03/2015 ( آخر تحديث: 13/03/2015 الساعة: 20:20 )
غزة- معا - في العالم المظلم الشيق داخل غرفة كبيرة مغلقة اقرب ما تكون الى قاعة تجلس ريما بجوارها رمزي يقلبوا انظارهم الى الشاشة البيضاء الفضية، التي لا تجد لها مكان أو جغرافيا واحدة بقطاع غزة الذي يعج بالسكان يتابعوا فليم قصير ضمن مهرجان "ايام السينما في فلسطين" لا يضرهم امعان اعين الوافدين الى القاعة التي تغص بالحضور ذكورا بإناث.
حيث بدء قطاع غزة يتدحرج نحو حياة ليبرالية اكثر وإن كان يقتصر في مدينة غزة، والتي تعتبر العاصمة الادارية والجغرافية للقطاع الذي يشكل 2% من مساحة فلسطين التاريخية.
بين الرومانسية، الحب، النضال، المعرفة، السياسة، والاقتصاد ثم الوطنية، حاكى مهرجان "ايام السينما في فلسطين" قصص ابتعدت او اقتربت من الوان علم فلسطين الا انها استطاعت ان تجلب حضورا لافتا في قطاع غزة الذي يتحامل "بالعادات والتقاليد" و"التعليم الاسلامية" التي تحد من انتشار السينما والفنون المختلفة، حيث حرقت السينما الوحيدة في القطاع ابان الانتفاضة الفلسطينية الاولى في عام 1994، على يد مجهولين يعتقد انهم راديكاليين.
مع نغمات الموسيقى الصورية لـ20 فليم قصير شدت نبضات وقرانيات مئات الحاضرين مدة 4 ايام على التوازي، والتي شهدت حضورا فنيا "مهما" في "مركز القطان للطفل" بغزة تمثلت في مشاركات صوتية من المغرب العربي، مصر، وسوريا بالإضافة الى الافلام الايرانية واللبنانية والعراقية والتي تعرض لأول مرة في قطاع غزة.
يقول المخرج الفلسطيني فايق جرادة "إن واقع السينما والعروض الفنية يفرض عليك ان تهتم بالقضية الفلسطينية، لأننا اصحاب قضية بالتوازي مع ذلك نتحدث عن الانسان، لذلك تشاهد افلام اكثرها تساند القضية الفلسطينية التي تحتل مركز مهم في شاشات العرض الدولية والاقليمية بل انها وصلت في ذروتها لجوائز الاوسكار العالمية في عام 2013 حيث وصلت 5 افلام فلسطينية ان ذاك".
وتخلل المهرجان مشاركات من مخرجين ومصورين واخصائيين سينمائيين عرب مثل كامل عبد العزيز، ورشيد مشهراوي ولما طياره من سوريا، عبر تقنية المحادثة بالـ( السكايبي).
فيما يخص المعيقات يقول جرداة والذي يدير مؤسسة سينمائية في غزة "في المجتمع الفلسطيني هناك مشكلة هي الانعزال عن المجتمعات المجاورة عربيا وعالميا(..) ولكن المفترض عدم الاختباء وراء هذه المعيقات، لان قوة الانتاج مع الحضور الشبابي يدل على تعطش حقيقي للوصول الى النهاية الجميلة في العرض السينما حتى وان لم يكن هناك دور عرض للسينما في غزة.
ويعتبر قطاع غزة خالي تماما من دور العرض السينمائية التابعة لوزارة الثقافة او لجهة حكومية وتقتصر على مركز اهلية وخاصة مثل "مركز رشاد الشوا الثقافي"، "جمعية الهلال الاحمر".
ورد جرادة عن السينما الاسرائيلية مقارنة بالفلسطينية بالقول " نحن اصحاب كيان وطني نضالي حقيقي(..) ما تبثه اسرائيل من فنون يعتبر غير مقنع ومزيفة لانهم يفتقدوا للقضية، الوضع الفلسطيني مثل قضايا العدالة الدولية مواجهة الاحتلال هي سلاح فني من خلال السينما فيها شكل من النضال الفلسطيني وعلى الفصائل الفلسطينية ان تدعم التوجه الفني السينمائي بكل قوة".
وعن امكانية رقي وتطور السينما الفلسطينية يقول جرادة والتي كان يشير الى عرض فليم قصير عن القدس يظهر قيام مجموعة فلسطينية بعرض فلكلوري محلي ما ادى الى اشادة كبيرة من الحضور خاصة ان الاعمال الفنية القادمة من القدس تعتبر ضعيفة " نحن نملك قوة شبابية حقيقة(..) هناك عدة افلام فلسطينية وصلت للاوسكار ومسابقات عربية مهمة(..) الوضع التقني التكنلوجي المتطور دفع الى تقليل من الامكانيات المادية المرهقة في العروض الفنية والسينمائية حيث اصبحت الافلام وانتجها في متناول اليد، لذلك نحن نسير بقوة نحو نشر الوان فلسطين في مختلف بقاع العالم، دون النظر الى المعيقات التي تعتبر احيانا قاسمة".
وكان الفيلم الفلسطيني ذائع الصيت (عمر) انتشار بشكل كبيرا عالميا، حيث يتحدث عن دراما فلسطينية بحته، وصدر في سنة 2013.الفيلم من إخراج وتأليف المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد, هو الفيلم الخامس للمخرج أبو اسعد والثاني له الذي وصل لترشيحات الاوسكار بعد فيلم (الجنة الآن) عام 2005 , حيث صور الفيلم بالكامل في فلسطين.
ودفع هذا الفيلم بنشوة للفنون المرئية في الارضي الفلسطينية والتي تعيش واقع سياسي مدرج بالإحباط وخيبة الامل، حيث تنقسم الضفة الغربية مع السلطة الفلسطينية والتي تتزعمها حركة فتح، في حين يعيش قطاع غزة واقع الحصار الاسرائيلية المركز منذ سيطرة حركة حماس الاسلامية المستمر على القطاع منذ صيف2007 الا ان ذلك لم يمنع السينما الفلسطينية من محاولة النهوض من سبات مستمر بوجود دور عرض سينمائية مؤقتة او صغيرة تجمع عيون فرقتها السياسية.
تقرير: يوسف حماد