بيت لحم- معا- مع اقتراب الذكرى الخامسة لانفجار الأزمة السورية التي اختلفت تسمياتها حسب الجهة التي تسألها فهناك من يصر على تسميتها بالثورة وأخر يصر على كونها حربا أهلية وثالث يؤكد بانه حربا لصد العدوان الخارجي وإحباط المؤامرة الدولية ظهرت للعلن هذه المرة خلافات أمريكية حول مصير الرئيس السوري وهل يتوجب العمل على إسقاطه أو يجب منع "داعش" و " القاعدة" من شرق الطريق نحو العاصمة دمشق لإسقاط النظام فيها.
وظهر الخلاف الرسمي الأمريكي على شكل تباين للمواقف بين وزارة الأمريكية التي تؤيد إسقاط النظام السوري والمخابرات الأمريكية CIA التي تحذر من خطورة هذه الخطوة .
وقال رئيس المخابرات الأمريكية " جون برنر" خلال مؤتمر عقد يوم أمس " الجمعة " في واشنطن لمناقشة القضايا الخارجية ان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد سيفتح الطريق أمام المنظمات المتطرفة مثل "داعش" و" القاعدة لإقامة نظام حكمها الإرهابي الخاص .
وأضاف" الولايات المتحدة قلقة حول الجهة التي سترث النظام السوري وهذا قلق مشروع ولان داعش والقاعدة مجودتان ألان في سوريا وأخر الأشياء التي نحتاجها هو السماح لهما بشق طريقهما نحو دمشق بيسر وسهولة"
وأدت أربع سنوات من الحرب الطاحنة في سوريا إلى تدمير الاقتصاد وانخفاض متوسط عمر الإنسان فيها بحوالي 20 عام بحيث أصبح متوسط عمر الإنسان السوري 55 عاما كما فر من البلاد 3:3 مليون شخص وترك ملايين الأطفال مقاعد الدراسة إضافة لقتل ربع مليون طفل .
وصدر تقرير أممي جديد يصف الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب والدولة السورية وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لهذه الكارثة التي تحل يوم غد " 15/3/2015 " .
ويقدر التقرير عدد القتلى خلال السنوات الأربعة الماضية بحوالي 250 ألف قتيل فيما قارب عدد الجرحى الـ 840 ألف وبلغ عدد اللاجئين الذين فروا خارج سوريا الى دول الجوار وشتات الأرض 3:3 مليون سوري.
وحتى هذه الأرقام التي استعان بها "برنر" غير كافية لتبني سياسة تهدف لإسقاط الرئيس الأسد الذي يعتبر أفضل الخيارات مقارنة بالبدائل المطروحة وأنا ليس الوحيد هنا الذي يفكر بهذه الطريقة بل لا الولايات المتحدة ولا روسيا ودول التحالف ولا الدول الإقليمية ترغب أو تريد رؤية انهيار النظام في دمشق حسب تعبير مدير المخابرات الأمريكية في المؤتمر المذكور .
وللتدليل على خطورة "داعش" قال " برنر" يجب ان لا نصف منظمة " الدولة الإسلامية " كمنظمة إسلامية أو مسلمة بل كمنظمة تعاني اضطراب عقلي "سيكوباتي "
جاءت أقوال رئيس المخابرات ساعات معدودة بعد أن وجهت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية " جن ساكي" للرئيس السوري دعوة طالبته فيها بتنازل عن السلطة قائلة " يجب تغير نظام الحكم في سوريا فورا ودون مغادرة الأسد لن يكون بالإمكان إعادة الاستقرار لهذه الدولة ".