الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانسحاب الإسرائيلي يروي ظمأ أهالي منطقة السيفا المتعطشة للحرية ولقاء الأهل

نشر بتاريخ: 12/09/2005 ( آخر تحديث: 12/09/2005 الساعة: 19:34 )
غزة - معاً- ضخ الانسحاب الإسرائيلي جرعات كبيرة من الحياة و الأمل في قلوب أهالي منطقة السيفا الذين عانوا الأمرين أثناء وجود الانسحاب الإسرائيلي الذي أذاقهم كل ألوان العذاب متفنناً في تجويعهم و حصارهم ,

اليوم و بخروج آخر جندي إسرائيلي من القطاع شعر الأهالي باسترجاع جزء من كرامتهم التي طالما حاول جنود الاحتلال امتهانها و النيل منها .

وكالة معاً كانت من أول الناس الذين وصلوا منطقة السيفا بين مستوطنتي "دوغيت" و "إيلي سيناي" المحررتين لتلتقي أهلها و تشاركهم فرحتهم بالانتصار و كان لها اللقاءات التالية
قالت المواطنة ماجدة أبو خوصة " أعجز عن وصف مشاعري فأنا في قمة السعادة و أشعر بنشوة الانتصار و الحرية و هذه ليست كلمات أجاملكم بها كإعلاميين و إنما مشاعر أعجز عن ترجمتها ووصفها ( بعد معاناتنا الكبيرة و القاسية في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي لا أرجعه الله فقد حرمني هذا العدو من رؤية أخي أربع سنوات و ها أنا اليوم أتمكن من لقائه و الارتماء في أحضانه) .
وأضافت ماجدة (ما عانيناه لم يكن بالأمر البسيط أو الذي يحتمل فقد رأينا منازلنا تتهدم أمام أعيننا و مارس جنود الاحتلال كل أنواع الترهيب بحقنا و بحق أبنائنا ما خلف لديهم أمراضاً نفسية و حالات من القلق و الكوابيس و ها قد جاء اليوم الذي تهدمت فيه بيوتهم أمام أعينهم و أعيننا الأمر الذي أثلج قلوبنا و أعاد النبض إليها ).

أم مجدي أبو خوصة عبرت عن فرحتها بالانسحاب بإطلاقها زغرودة ألهبت مشاعر الحاضرين و زادتها هيجاناً و سعادة مباركةً لأهلها و للشعب الفلسطيني كافة بالانسحاب الإسرائيلي لاستحقاقه إياه بعد ما قدمه من شهداء و أسرى و تضحيات داعيةً السلطة لتطوير المنطقة و الاهتمام بها و بسكانها و مدها بالكهرباء و المياه و شبكات الصرف الصحي بعد انقطاعها عنها لمدة ثلاث سنوات .

انتصار أبو غدين التي تسكن في بيت من الخشب و القماش حيث كانت تطلق صواريخ الهاون و القسام من أمام بيتها بعد ترحيلها عدة مرات من بيتها الأصلي و اضطرارها للانتقال إلى هذا البيت المتواضع عبرت عن سعادتها الممزوجة بالخوف الشديد من المستقبل القادم و تخوفها الشديد من أن تطردها السلطة الفلسطينية من بيتها كونها موجودة على أرض حكومية مشيرةً إلى أن هذه الأراضي أصبحت من حق سكانها الذين سكنوها منذ أكثر من 45 سنة فاستحقوها باسم القانون و باسم تضحياتهم .

أم شادي و أم جابر عبرتا عن سعادة كبيرة و فائقة بالانسحاب الإسرائيلي بعد أن كانت قوات الاحتلال ترشقهم بالنيران في كل الأوقات و تقلق نومهم و أمنهم بل و تمنعهم من تناول طعامهم أحياناً بسبب الكلاب التي كانت تتحسس طعامهم و تفتشه ما دفع أم شادي للقول " نحن سنبدأ الآن فقط في عيش حياة بشرية بعد أن كنا نعيش حياة غير بشرية إطلاقاً فسنهنأ بهذه الحياة و لن نسمح لأحد بأن يمسها أو يفسدها علينا لا من قبل الاحتلال و لا السلطة التي لن نسمح لها أن تخرجنا من منازلنا."

اندحر الاحتلال و الاستيطان عن أراضي القطاع الفلسطينية طامساً الكثير من عذابات الأسر الفلسطينية التي عانت الأمرين في غضون وجوده و لكن هل ستشكل هذه نهاية مأساة هذه الأسر و بدء نيل حقوقها و تعويض ما عانته أم بداية دخولها صراع مع السلطة الوطنية الفلسطينية على الأراضي الحكومية .