رام الله - معا- أكد الأكاديمي والسياسي الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د. نبيل شعث، أن الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة للمشروع الوطني تعتمد على "التدويل واستخدام المواجهة غير المسلحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، وأن هذه الإستراتيجية الجديدة تأتي كإستراتيجية ثالثة تم تبنيها في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث سبقت ذلك استراتيجيتان في حقب السياسة الفلسطينية المختلفة: الأولى تبني الكفاح المسلح، والثانية المفاوضات.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، اليوم السبت، بعنوان: "الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة" قدمها د. شعث، وأدارها نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال د. غسان الخطيب.
وأوضح د. شعث أن الإستراتيجيات السياسية تتغير بناء على اختلاف الحقب والظروف السياسية، حيث إن الإستراتيجية الحالية تعتمد على الكفاح الشعبي غير المسلح، بعد أن كان الكفاح المسلح الخيار الأساسي لإنهاء الاحتلال منذ ستينيات القرن الماضي، وحظي آنذاك بالدعم العربي والشعبي.
وأضاف د. شعث: "يجب أن تعتمد الإستراتيجية الجديدة على التضامن والحراك الدولي المتنامي ضد السياسة العنصرية الإسرائيلية، وضرورة أن يسعى الفلسطينيون لتوحيد صفوفهم وبناء مؤسساتهم حتى يتسنى لهم جني ثمار هذا النوع من الكفاح الشعبي السلمي الذي حقق نجاحات مشهودة في أكثر من رحلة كفاح".
وفي حديثه عن المفاوضات، وهي الإستراتيجية الثانية التي تبناها الفلسطينيون، أكد أن المفاوضات تنقسم إلى 3 مراحل، الأولى تميزت بأنها سعت لتحقيق السلام، أما الثانية، فتميزت بأنها استخدمت للسيطرة على الأزمات التي من الممكن أن تحدث، وأما المرحلة الثالثة، فيمكن وصفها بأنها "حصان طروادة"، فقد استخدمتها إسرائيل للتمويه على سياساتها، مجددًا الموقف الفلسطيني الرافض للعودة لمفاوضات عبثية في ظل بناء متواصل للمستوطنات وانتهاكات للحقوق الفلسطينية.
من جهته، أكد د. الخطيب أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة لقاءات الدبلوماسية والمساق المتخصص حول التواصل الإستراتيجي الذي ينظمه معهد إبراهيم أبو لغد، مؤكدًا أن جامعة بيرزيت تولي اهتمامًا خاصًّاً بالتواصل الاستراتيجي، وتسعى بشكل كبير للمواءمة بين التواصل المحلي والدولي، إيمانًاً منها بضرورة بلورة الرسالة الفلسطينية لإعطاء الصورة الإنسانية والوطنية المستحقة عن الشعب الفلسطيني، مؤكدًاً أن الجامعة ومن خلال معهد إبراهيم أبو لغد ستعمل قريبًاً على تقديم دبلوم متخصص في التواصل الإستراتيجي.