القدس - تقرير معا - لم تعد الصحف الاسرائيلية بعيدة عن الصراع الحزبي بل صارت تقوده وبشكل كبير، وسرعان ما انحسم امر الكثير من وسائل الاعلام لصالح هذا المرشح او ضد ذاك، وخلعت الصحف هالة الاستقلال وغطست في معارك حامية و"وسخة" احيانا من اجل اثبات وجهة نظرها قبل تغطية الحدث الانتخابي.
ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هو اول مسؤول اسرائيلي ينهي اسطورة مهنية واستقلال وسائل الاعلام الاسرائيلي، انهاها من خلال دعم وتشكيل صحيفة "اسرائيل اليوم" التي توزع مجانا وتحاول افلاس الصحف الاخرى اضافة الى سن قوانين او عدم سن قوانين تخدم بقاء التنافس والتنوع ما هدد باغلاق القناة العاشرة وادى الى افلاس وسائل اعلام اخرى.
اسرائيل هيوم صحيفة يمينية مقربة جدا جدا من بنيامين نتانياهو توزع في محطات الوقود وعلى الشوارع مجانا ويدعمها اصحاب المليارات واصحاب الاجندات الموالية لنتانياهو، في حين ترى عائلة موزيس ( مالكة صحيفة يديعوت احرونوت ) ان ما قام به نتانياهو هو عمل رخيص وقذر يهدف الى البقاء على سدة الحكم باي ثمن ما دب الصراع حاميا بين اكبر صحيفة في اسرائيل "يديعوت احرونوت" وبين نتانياهو وصحيفته "اسرائيل هيوم".
ومنذ بدء الحملة الانتخابية شنت "يديعوت احرونوت" ومعها الكثير من وسائل الاعلام حملات ساخنة ضد نتانياهو وزوجته سارة التي سرقت "رهنية" زجاجات النبيذ واظهرتها كلصة حقيرة وتافهة تدني نفسها لسرقة 4 الاف شيكل ( ما يعادل الف دولار )، ويرد نتانياهو لاحقا باتهام يديعوت احرونوت وعائلة موزيس انها تريد احتكار السوق الاعلامي المطبوع في اسرائيل.
يشار الى ان نتانياهو اخطأ نفس الخطأ قبل مرة وعادى الصحافة فهزم هزيمة كبيرة عام 2000 وفاز حينها ايهود باراك. وهو يكرر التجربة اليوم ما يعني مغامرة ومقامرة كبيرة من جانبه. كما ان هناك مواقع الكترونية لا ترى في نتانياهو وزوجته الا وصمة عار في جبين اسرائيل مثل موقع قضايا مركزية ورئيس تحريره رامي يتسهار.
موقع " واللاه " اليميني ورئيس تحريره آفي الكلعي الذي ايد مجلة شارل ايبدو وقت الرسومات ضد النبي محمد وصحيفة معاريف اليمينية "المفلسة" يقفان على الحياد احيانا ويصطفان الى جانب احزاب اكثر يمينية من نتانياهو غالبا ما يعني ان صحيفة اسرائيل اليوم هي التي تبقى في الميدان تدافع عن ولي نعمتها نتانياهو.
المرشحة تسفي ليفني لم تفوت الفرصة بل كتبت بوست صباح اليوم تنتصر فيه لصحيفة يديعوت احرونوت وتهاجم صحيفة "اسرائيل اليوم" فتقول : ان جمهور اسرائيل فعلا لم يتبق معه ثمن صحيفة ليشتري يديعوت احرونوت ويعرف الحقيقة، ويضطر ان يقرأ صحيفة مجانية مضللة مثل "اسرائيل اليوم" وهذا ما يريده نتانياهو.