رام الله - معا - أقيم في مدينة رام الله حفل خيري لصالح دنيا المركز التخصصي لأورام النساء التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي لمناسبة الذكرى الخامسة على إفتتاحه بحضور عدد كبير من المتبرعين والأصدقاء والإعلاميين والمهتمين وذلك في فندق جراند بارك بالمدينة.
وفي كلمتها أكدت المديرة العامة لمؤسسة لجان العمل الصحي شذى عودة أن المؤسسة أخذت على عاتقها كما كانت ولا تزال الإنحياز الكامل والمطلق لجانب شعبها وفق فلسفة ورؤية وطنية تنموية صحية فجاء المركز ليرى النور ضمن هذه الفلسفة ولم يكن الثامن من آذر قبل خمس سنوات توقيتاً عبثياً أو غير مدروس لتكون الولادة للمركز وإنما جاء هدية وضرورة لنسائنا الفلسطينيات اللواتي يكابدن وسط ظروف إستثنائية سببها الاحتلال الإسرائيلي الجاثم فوق أرضنا والمتسبب الرئيس بكل المآسي التي لا تسلم منها النساء وأخرها حرب غزة في آب 2014.
وأضافت عودة: إن مؤسسة لجان العمل تدير أكثر من 17 مركزاً وبرنامجاً صحياً وتنموياً من منظور حقوقي منحاز للفقراء والمهمشين فهي تصل إلى المناطق النائية والمهمشة والمصنفه ج عبر طواقم عياداتها المتنقلة في الأغوار الشمالية وفي الجنوب من منطقتي بيت لحم والخليل، وتؤمن أن جذور المشاكل الصحية لها محددات إجتماعية وثقافية وإقتصادية لذلك يتكامل المفهوم التنموي بالصحي والذي يقوم على تنمية المجتمعات المحلية بفئاتها المختلفة وتمكينها وتعزيز قدراتها للتعامل مع مشكلاتها وإحتياجاتها عبر بناء النماذج التنموية الصحية وتحديداً للفئات الأكثر تضرراً وتهميشاً كالنساء، والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة ونحن كمؤسسة ومنذ نشأتنا لم نتخلى عن هذه الفئات من باب المسؤولية المجتمعية والروح الوطنية المعززة لتنمية الصمود والتحدي نحو التحرر والاستقلال وبناء الدولة. وإن سر النجاح يكمن في أن عملنا المجتمعي التنموي هو قاعدي وليس وفق منهج فوقي ويؤمن بأهمية مشاركة أفراد المجتمع المحلي والشراكة معهم سواء مع الهيئات المحلية أو المؤسسات القاعدية أو الأندية وكذلك معالقطاع الخاص والمؤسسات الرسمية ونؤمن تماماً أن مواردنا كشعب فلسطيني محدودة وأن التمويل الخارجي غير مستدام لذا فالأجدى أن ننمي مواردنا الذاتية البشرية والمادية وأن نتعاون ونتعاضد كمؤسسات وأفراد وقطاع خاص في الحفاظ على إرثنا وقيمنا التاريخية التي حافظت على النسيج الاجتماعي وعززت من صموده وهذا التفكير والمنهج يستحق إعادة الاعتبار له فنحن كفلسطينيين المؤسسين له وليس مناهج التنمية القادمة من الخارج ومن وكالات التنمية المختلفة أو الممولين الخارجيين. وهناك تجارب زاخرة في فترة السبعينات والثمانينات والإنتفاضتين الأولى والثانية وما زالت في راسخة في الذاكرة الفلسطينية.
وحول مركز دنيا قالت عودة: لقد شكل المركز منذ إنطلاقته بارقة أمل للنساء الفلسطينيات اللاتي يعانين من السرطان وبات علامة فارقة في المنظومة الصحية الفلسطينية لجهة تقديم الخدمات التشخيصية والتثقيفية للنساء في مواجهة هذا المرض الذي يحتل مركزاً متقدماً كأحد الأسباب للوفاة في صفوف النساء على المستوى العالمي ومنه فلسطين. وما كان للمركز أن يقوم بدوره لولا الدعم المحلي والإحتضان المجتمعي والدعم الشعبي من أبناء الشعب الفلسطيني والأصدقاء الدوليين وإنسجام إعلامنا الوطني الذي يتحفز ويطلق طاقاته كل عام خلال حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي
وأضافت: نود التأكيد هنا بأن المؤسسة وضعت خططاً تطويرية للمركز نأمل بأن ترى النور قريباً وما يبشر بذلك هو حضوركم الدائم معنا كشركاء أصيلين.
وأوضحت أنه في فلسطين وحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية لسنة 2012 فان عدد حالات سرطان الثدي في فلسطين 292 وفي سنة 2013 فإن عدد حالات سرطان الثدي إرتفع إلى 401 حالة، مما يؤشر على التزايد المستمر لمرض سرطان الثدي. علماً أن نسبة الوفيات في فلسطين أعلى منها في الدول المجاورة بسبب التشخيص المتأخر للسرطان.
من جهتها، شددت مديرة مركز دنيا الدكتورة نفوز مسلماني على أهمية إستمرار الدعم الشعبي الذي لاقاه المركز منذ إنطلاقته ليحقق ما وصل إليه مشيرةً إلى أنه تسجل حالة وفاة كل ربع ساعة في العالم بسبب سرطان الثدي ولكن في المقابل فإن فرص النجاة تصل لتسعة من عشرة في حال الكشف المبكر عن هذا الورم داعيةً النساء للقيام بهذه الفحوصات.
وقالت د. مسلماني إن هذا المرض بات اليوم يطال نساء صغيرات في السن أقل من أربعين عاماً حيث سجلت 60 حالة في فلسطين العام 2013 واعدةً بأن يستمر المركز في تقديم خدماته وتطوير قدراته وتدريب كوادره.
بدورها المهندسة نادية حبش إحدى المستفيدات من خدمات المركز أرجعت الفضل في حضورها الحفل للدور المتميز لطاقم المركز في الكشف عن إصابتها بسرطان الثدي رغم أنها أجرت قبل ذلك فحوصات لدى أطباء آخرين قبل توجهها لدنيا دون أن يتمكنوا من تشخيصها كمصابة بالمرض.
وطالبت حبش النساء بالقيام بالفحص الذاتي كخطوة مهمة تقيهن من الإصابة بالمرض لأن الكشف المبكر هو سبيل النجاة حيث أنه بعد تشخيصها في المركز بدأت رحلة علاج تكللت بالشفاء ما أعطاها القدرة على مواصلة عملها كمهندسة وعضوة في بلدية رام الله.
وتخلل الحفل وصلات فنية للفنان كامل العيساوي وفرقة نادي المسنين التابع للجان العمل الصحي في بيت ساحور وتكريم المتطوعات في إنجاح الحفل ومن ثم فتح مزاد على شال مطرز ولوحة فنية ذهب ريعها لصالح المركز إلى جانب تقديم الشكر لكل المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام الشريكة للمركز في حملاته.