الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل عاد الريال المُرعب حقاً؟

نشر بتاريخ: 16/03/2015 ( آخر تحديث: 16/03/2015 الساعة: 15:44 )
هل عاد الريال المُرعب حقاً؟
بقلم: مجد البهو
كلُ الصحافيين ووسائل الإعلام ومتابعي الكرة الإسبانية ومشجعي ريال مدريد بشكل خاص، طرحوا هذا السؤال بالأمس بعد فوز الملكي في البرنابيو بهدفين نظيفين على الضيف "الخفيف" ليفانتي في الجولة السابعة والعشرين من الليجا الإسبانية، لكن ما الذي يعنيه هذا الفوز مع الحفاظ على نظافة الشباك قبل خوض الكلاسيكو الذي يراهُ الكثيرون مُحدداً لمصير الليجا لهذا الموسم؟
مكاسب عديدة حققها ريال مدريد من فوز الأمس وضرب عدة عصافير بليفانتي:

عودة لوكا مودريتش وراموس
من قال أن الريال لم يتأثر بغياب الساحر الكرواتي؟ إليه الدليل الآن، فقد لعب كرويف البلقان في مباراة شالكه الكارثية 30 دقيقة، وقد بدا التحسن على آداء الريال وسط الملعب واضحاً حتى وإن خسر الريال بوجود مودريتش، بعد السقوط أمام الألمان، لعب الكرواتي مودريتش أساسياً أمام ليفانتي في الدوري، وقد بدا واضحاً تنظيم خط الوسط بالنسبة لريال مدريد بوجود لوكا، فبالإضافة إلى استخلاص العديد من الكرات والكم الهائل من التمريرات السليمة للَّاعب، وقّع مودريتش على الهدفين المدريديين حيث كان المحطة التي تنطلق منها الهجمات.

عودة الكرواتي تشبه إلى حد بعيد، عودة تشابي ألونسو من الإصابة بداية الموسم الماضي، حيث بدا الريال تائهاً متخبطاً إلى حين عودة ألونسو الذي معه حقق الريال العديد من الانتصارات وحقق التوازن وسط الملعب في المباريات المهمة وحصد الألقاب بكثرة. إذن، تتأكد قيمة الدُولي الكرواتي مودريتش والدور الذي يقوم به وسط الميدان، مع تأكيد النظرية التي تقول إن هناك لاعباً محورياً يُعد العمود الفقري في تشكيلة المدرب المخضرم أنشيلوتي، وهذا اللاعب أصبح مودريتش منذ رحيل الدولي الإسباني تشابي ألونسو.

لسان كل لاعب في مدريد وكل مشجع للنادي يقول: "أهلاً بعودتك مودريتش، غيابك أدخلنا في الحيط!"
لقد عاد القائد! الملهم! المنقذ سيرخيو راموس، هذا اللاعب الكاريزماتي الذي يُعد الأهم في تشكيلة الريال رفقة مودريتش من وجهة نظري، فبقدر ما ساهمت أهداف الصاروخ رونالدو بإحراز العاشرة، ساهم السيرخيو راموس أيضاً فهو الذي قضى على أحلام ميونخ وأنهى المباراة باكراً في نصف نهائي الأبطال الموسم الماضي، وحطم معنويات الأتلتيكو بهدفه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في المباراة النهائية، ما أعطى الريال القدرة على العودة في المباراة.

بغياب سيرخيو راموس، بدا البرتغالي بيبي المتألق هذا الموسم تائهاً وحيداً في خط الدفاع، خصوصاً وأن الفرنسي رافاييل فاران بعيداً عن مستواه هذا الموسم ودكة البدلاء خالية ممن هو قادر على سد الفراغ الذي يتركه لاعب بحجم راموس، وقد لاحظ الجميع عودة التوازن والتنظيم الدفاعي للريال مجدداً بعودة راموس، حتى وإن كان الخصم صغيراً ولا يمتلك أسلحة هجومية مُخيفة، لكن من شاهد مباريات الريال الأخيرة يُدرك حجم المشكلة التي عاناها أنشيلوتي في خط الدفاع، ومن شاهد مباراة الأمس يُدرك بأن التنظيم الدفاعي للريال بدا جيداً في ظل غياب أي فرصة خطيرة للفريق الخصم.
إذن، عودة المصابين والخروج بشباك نظيفة، أعطى الفريق الثقة مجدداً بقدرته على المنافسة والفوز في أي مباراة كانت.

عودة جايث بيل
لقد ظهر حجم الضغط الذي تعرض له الويلزي في قلعة البرنابيو من طريقة الاحتفال بالهدف الأول الذي أحرزه جايث بيل، الجماهير والصحافة ضغطت عليه كثيراً، لكن الجيد في الموضوع استمرار دعم الإدارة والمدرب للَّاعب الذي يمتلك الكثير من المَهارات والإمكانيات في جُعبته حتى وإن بدا بعيداً عن مستواه في الآونة الأخيرة، لكن لا أحد ينسى ذلك المرعب في توتنهام، ومن أحرز الهدف الماراثوني في شباك برشلونة وقبض على كأس الملك العام الماضي، هذا فضلاً عن الهدف الثاني في نهائي دوري الأبطال الذي أمَّن كأس بلاتيني أيضاً! بيل يمكن أن يعود في أية لحظة وسيعود! إحرازه الثنائية في مباراة الأمس أعطاه دفعة معنوية قوية ليُقدم أفضل ما لديه في قادم المباريات، فالدوري ودوري الأبطال كذلك ما زالا في الميدان!

ليس فقط جاريث بيل، انتصار الأمس أنعش خط الهجوم بأكمله، فبعد أن ظهر الريال عاجزاً هجومياً عن خلق الفرص في عدة مباريات، أتت مباراة الأمس لتؤكد أنه ومع الوصول السليم للكرة من خط الوسط (وهذا يعيدنا إلى أهمية عودة الرواتي الأنيق مودريتش)، صنع الريال العديد من الهجمات، ولو كان هناك القليل من الحظ ولو لم تعاندهم الخشبات الثلاث، لخرجوا بنتيجة كبيرة جداً.

أخيراً، ارتاح توني كروس
بعد الحديث الطويل من الصحافة حول الدور الذي لعبه الألماني وسط الميدان والعبء الذي تحمله بغياب لوكا مودريتش، والإنهاك الذي حل به نتيجة عدم إراحته ولعبه عدد كبير من الدقائق، فضلاً عن الدور البدني الذي قام به وسط الملعب، جاءت المباراة التي ارتاح فيها وقد جاءت في الوقت المناسب قبل الكلاسيكو المرتقب، هذا يُعطيه الفرصة للانتعاش والعودة بحيوية أكبر في منتصف الملعب حيث من المرجح أن يلعب كروس بجانب الكرواتي مودريتش وسط الملعب على أن يتسلم إيسكو الفنان دور صانع اللعب خلف المهاجمين.

في النهاية، بإمكاننا القول أن الريال عاد "نسبياً"، عاد التوازن والتنظيم الدفاعي وخلق الفرص أو ما يسمى بالنجاعة الهجومية، كل هذه العوامل تعطي الريال مزيداً من الإصرار والمعنويات قبل موقعة الكامب نو، التي ربما لو فاز بها الريال سيؤثر كثيراً على معنويات الكتلان الذين يعيشون أفضل حالاتهم هذه الفترة، ما سيسمح للريال بالعودة مجدداً إلى مقدمة الترتيب وربما الظفر باللقب.