الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"دعنا" يعمل حارسا لمنزله

نشر بتاريخ: 17/03/2015 ( آخر تحديث: 17/03/2015 الساعة: 08:54 )
"دعنا" يعمل حارسا لمنزله
الخليل - معا - حارس على منزله، هذه هي المهنة الجديدة التي أجبر عليها المواطن كايد دعنا، منذ نحو الشهرين، الى جانب عمله كمزارع في أرضه الواقعة في منطقة واد الحصين المتاخمة لمستوطنة "كريات أربع".

"رشقنا المستوطنون بالحجارة هذه الليلة، والحمد لله لم يصب أي أحد من افراد عائلتي أو من السكان الذين يزيد عددهم عن 100 نسمه، نعيش بجوار سياج مستوطنة "كريات أربع" والتي التهمت أراضينا وتريد أن تلتهمنا مع ما تبقى منها". هذا ما قاله كايد دعنا لمراسل معا في الخليل.

وتابع دعنا:" الرشق بالحجارة كان قبل عدة أشهر يتم أيام السبت من كل اسبوع، ومنذ شهرين زادت وتيرة رشقنا بالحجارة من قبل المستوطنين واصبحت ثلاثة او أربعة أيام في الاسبوع، وهذا دليل واضح على أن المستوطنين يريدون اجبارنا على الرحيل عن بيوتنا وأراضينا، لكننا باقون هنا".

وأضاف دعنا لمراسل معا في الخليل:" في كل مرة يقوم فيها المستوطنون برشقنا الحجارة نقوم بالاتصال ببعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، أو في الصليب الأحمر، لكن ما أن يحضر أحد بسيارته الى المنطقة حتى يهرب المستوطنون وكان شيئا لم يحدث، حتى اننا قدمنا شكاوى للارتباط العسكري الفلسطيني ضد المستوطنين".

وقال دعنا:" وفي بعض الاحيان نقوم بابلاغ الشرطة الاسرائيلية، لكن طول الانتظار امام مركز الشرطة الاسرائيلية، يجعلنا نحجم عن تقديم شكوى، ناهيك عن الاهانة التي قد نتعرض لها من قبل شرطة وجيش الاحتلال".

وزاد في حديثه وهو يضحك ساخراً:" منطقة واد الحصين وسياج مستوطنة "كريات أربع" تحت مراقبة كاميرات الاحتلال، فعندما يقترب أي مواطن من سكان المنطقة من سياج المستوطنة، او يتجول في المنطقة، سرعان ما يقوم جنود الاحتلال بايقافه وتدقيق هويته وتفتيشه وسؤاله عن سبب حضوره الى منطقة واد الحصين، لكن حينما يتم الاعتداء علينا من قبل المستوطنين، فلا رقيب او عتيد، وتصبح كاميرات المراقبة بلا فائدة".

وكانت سلطات الاحتلال قد قامت بفتح شارع يصل بين مستوطنة "كريات اربع" والحرم الابراهيمي، وقد توجهت لجنة اعمار الخليل، عام 2010 للمحكمة العلياالاسرائيلية بطلب عاجل (أمر احترازي) لوقف اعمال شق الطريق في منطقة واد الحصين ونجحت بذلك، وفي عام 2012 قررت المحكمة الاسرائيلية التأكيد على الأمر العسكري القاضي بمصادرة اراضي المواطنين وشق الشارع متذرعة بعدم إمكانية مخالفة الأمر العسكري لأغراض أمنية.

وهذا الشارع يضع منطقة واد الحصين بين فكي كماشة المستوطنين، وأصبح مصير 500 مواطن في حكم المجهول جراء أعمال التنكيل والعربدة والاعتداء من قبل المستوطنين عليهم، كما ان سلطات الاحتلال قامت قبل أعوام باغلاق شارع واد الحصين، وحرمت المواطنين من التواصل مع عائلاتهم الذين يسكنون في منطقة خارج حدود واد الحصين، وفي المقابل كما قال كايد دعنا:" سنبقى صامدين فوق هذه البقعة من الارض، ولن نرحل عنها مهما تصاعدت وتيرة اعتداءات المستوطنين".