بيت لحم- معا - بالرغم من عدم دخول المفاوضات الائتلافية لتشكيل الحكومة رسميا... وبالرغم من قول نتنياهو في أعقاب فوزه بأنه سيشكل الحكومة خلال 3 أسابيع، الا أنه سيواجه العديد من الصعوبات في توزيع "الكعكة" على أعضاء "الليكود" وكذلك أحزاب الائتلاف المفترضين.
فقد سارع نتنياهو على تشكيل طاقم لمفاوضة كافة الأحزاب لتشكيل الحكومة برئاسة المحامي دافيد شمرون وفقا لما تناولته المواقع العبرية يوم الخميس، مستبعدا كل من "المعسكر الصهيوني والقائمة المشتركة وحزب ميرتس" من حساباته الائتلافية، مبقيا على أحزاب اليمين والمتدينين مع بقاء الباب مفتوحا أمام حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد.
ومع تمتع حزب "الليكود" بعدد كبير من أعضاء الكنيست "30 عضوا" ما دفع البعض للحديث عن سهولة تشكيل حكومة يمين متدينين، فإن العديد من القضايا التي ستصعب على نتنياهو تشكيل الحكومة وتضع بعض العراقيل والتي تتطلب منه تنازلات في توزيع كعكة "الحكومة" ولجان الكنيست المختلفة، ومع ذلك فإن المؤشرات تؤكد بأنه سينجح في هذا التشكيل ولكن من المفيد عرض ما رشح من شروط وطلبات للمشاركين في الائتلاف المفترض.
بداية ما يدور في أوساط حزب "الليكود" والذين يريدون من هذا التشكيل الاحتفاظ بالوزارات التي لها علاقة بالجمهور وتترك أثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وفق مبرر احداث تغيير ملموس نحو الأفضل ليشعر به الجمهور الاسرائيلي خاصة ان "الليكود" فرض بها في الحكومات السابقة، وعلى رأس هذه الوزارات المالية التي يصر عليها حزب موشيه كحلون "كولانو" كشرط في الانضمام لحكومة نتنياهو.
"البيت اليهودي" يطالب هذه المرة بثلاث وزارات بالرغم من تراجعه الى 8 مقاعد، ويريد وزارة رئيسية لزعيم الحزب نفتالي بينت قد تكون الأمن الداخلي، ووزارتين لكل من اوري ارائيل وايلات شاكيد، ويعتبر "البيت اليهودي" هذا استحقاق يجب ان يقدمه نتنياهو كون الحزب ساهم بشكل كبير في فوز نتنياهو لولاية رابعة.
"كولانو" بزعامة موشيه كحلون – لا زال هذا الحزب على موقفه من تسلم وزارة المالية بالرغم من عدم تصريحه علنا بذلك، ولكنه صرح بأنه سينضم لأي حكومة تضع القضايا الاقتصادية والاجتماعية على سلم أولوياتها، وهذا اشارة واضحة الى وزارة المالية وكذلك يطلب حقيبتين غير المالية.
"حركة شاس" بزعامة ارئي درعي – وزارة الداخلية هي الحقيبة التي المطلب الرئيسي لهذه الحركة، وفي حال قدمها "الليكود" سيكون أو الموقعين على الائتلاف الحكومي ارئي درعي.
حزب المتدين الغربيين "يهودات هتوارة" – يطالبون بوزارة الصحة وكذلك تسلم لجنة المالية في الكنيست الاسرائيلي، والتي تعتبر من أهم اللجان التابعة للكنيست الاسرائيلي.
"اسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان – لا زال يُصرّ على وزارة الجيش بالرغم من حصوله على 6 مقاعد في الكنيست الاسرائيلي، ولكن هذا الاصرار يريد تدعيمه من خلال اتفاقيات ثنائية مع أحزاب ستشارك في الائتلاف الحكومي، بمعنى اتفاق بدخول الحكومة بشكل مشترك مع حزب أخر ليضمن خضوع نتنياهو لهذا الطلب.
يبقى القول أن عدد أعضاء الحكومة سيكون 18 رئيس الحكومة بالاضافة الى 4 نواب فقط، ولن يستطيع نتنياهو زيادة هذا العدد الا بموافقة 70 عضوا من الكنيست وهذا لن يستطيع الحصول عليه حال لم يدخل لبيد في هذا الائتلاف، وعليه فإنه سيجد نفسه أمام تنازلات قد تكون كبيرة في توزيع الحقائب الوزارية والتي ستكون على حساب أعضاء "الليكود"، ولكن عودنا نتنياهو بأنه لديه الاستعداد للتنازل عن أقرب المؤيدين له مقابل بقائه على الكرسي.