رام الله - معا - قام بيتر كنيب مدير الوكالة الدولية لإتحاد البلديات الهولندية بزيارة مدينة روابي، رافقه خيرت كابمان نائب رئيس ممثلية هولندا ورئيس التعاون في مكتب الممثلية الهولندية لدى فلسطين، وكارلا هوسمان مستشارة العلاقات الدولية للإتحاد، وناصر الشيخ علي المدير المقيم للإتحاد في فلسطين.
وقد تضمنت أجندة الزيارة تجديد توقيع إتفاقية التعاون المشترك مع بلدية روابي للسنة الثانية على التوالي، والإطلاع على سير أعمال البناء في المدينة وآليات التحضير المتسارعة فيها على كافة الصعد تحضيراً لتسليم ساكنيها شققهم في أيار المقبل.
وكان في استقبال الوفد رئيس بلدية روابي ماجد عبد الفتاح الذي رافقهم في جولة ميدانية في المدينة بدأت بالحيين الأول والثاني واللذين شارفا على الإنتهاء، حيث اطلعهم على ما يوفره كل حي من مرافق خدماتية متميزة تضمن أعلى مستوى من الراحة لساكنيها وزائريهم، كما اطلع الوفد على تسارع وتيرة مشاريع تعبيد الطرق الداخلية في المدينة، وسير أعمال البناء في الحيين الثالث والرابع والتي ستبدأ عمليات التشطيب فيها لمئات الوحدات السكنية خلال الأيام القليلة القادمة.
فيما تركت زيارة مركز المدينة، إضافةً إلى مدرج ودينا ذات الطراز الروماني انطباعاً إيجابياً كبيراً عن المدينة والحياة القادمة فيها لديهم، أبدوا خلالهما إعجابهم الشديد بتحقيق رؤية مطوري روابي والمتمثلة بتشييد مدينة تجمع بين الحداثة والعراقة بركائزها الثلاث من سكن وعمل وحياة.
وقدم عبد الفتاح للوفد فكرة عامة عن البنية التحتية وآليات تخطيطها وتنفيذها وفق أعلى المعايير العالمية، مستعرضاً دور البلدية في الإستفادة منها وتحويلها إلى خدمات تلبي احتياجات سكان المدينة المستقبليين بشكل حديث يضاهي المدن الحضارية في العالم، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، وبالإستفادة من التعاون المشترك مع الوكالة الدولية لإتحاد البلديات الهولندية.
وبعد الجولة، جرت في مقر البلدية مراسم توقيع إتفاقية التعاون المشترك للعام الحالي، حيث قام بتوقيعها عن الوكالة الهولندية رئيسها كنيب، وعن بلدية روابي ماجد عبد الفتاح وبحضور أعضاء المجلس البلدي. وفي تعليقه على هذا الحدث قال كنيب: "لقد أدهشني ما لمسته من نتائج إيجابية منبثقة عن الجهد المشترك بين القائمين على المدينة ومجلسها البلدي. ونحن ملتزمون بمواصلة دعمنا لهذا التعاون، لأن روابي هي أيضاً مثال وفرصة حقيقية للتنمية الإقتصادية المحلية".
وفي نفس السياق قال كابمان: "بصفتي ممثلاً عن الممثلية الهولندية أقول أننا سعيدون جداً بأن كان لنا دور أساسي في تحقيق علاقة الشراكة الحالية هذه، والتي أثمرت عن تطوير قدرات بلدية روابي ومساعدتها على التخطيط للمراحل القادمة، وسنسعى لإستمرارها وتطويرها في المستقبل. نحن نرى روابي مشروعاً رائداً يستحق أن يفخر به كل فلسطيني".
وفي وصفه لأهمية هذه الشراكة قال عبد الفتاح: "لقد ساهمت علاقة التعاون المشترك بيننا وبين الوكالة الدولية لإتحاد البلديات الهولندية خلال العام المنصرم بتطوير قدرات بلدية روابي في بعض المجالات الإدراية، أهمها إصدار وثيقة التوجهات الإستراتيجية والحضرية للمدينة للسنوات الخمس القادمة، تمهيداً لوضع خطة عمل لتنفيذها". وأضاف: "نحن نتطلع إلى دور أكبر هذا العام استعداداً لإنتقال السكان، وكلّي أمل بأن تفتح هذه الشراكة في عامها الثاني آفاقاً جديدة لتطوير التعاون، وبناء شراكات جديدة مع البلديات الهولندية، وأن تشكل أيضاً مدخلاً لعلاقات جديدة مع بلدات ومدن في دول الإتحاد الأوروبي للمساهمة في زيادة نطاق تبادل ونقل الخبرات المكتسبة".
وفي لقائهم الخاص معه هنأ الوفد بشار المصري بحل مشكلة المياه، وجرى تبادل الحديث حول هذه القضية وما سببته من عراقيل صعبة أمام المدينة. كما تطرق النقاش إلى استعراض أهم معالم المرحلة القادمة والتي ستبدأ من تاريخ الإنتهاء من تمديد الخط وتسليم الشقق لمالكيها. واستعرض المصري توجه القائمين على المدينة لإستقطاب مشاريع وأعمال في قطاعات واعدة تضمن ازدهار المدينة كقطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات والطاقة المتجددة، موجهاً دعوته من خلال الوفد، إلى الشركات الهولندية للإستثمار في فلسطين، ونقل الخبرات والتجارب الهولندية الناجحة في مجال الإستثمار للسوق الفلسطيني لما لذلك الأمر من أثر في دفع عجلة النمو الإقتصادي.
يذكر أن وثيقة التوجهات الإستراتيجية التي أصدرتها بلدية روابي بالتعاون مع الوكالة الدولية لإتحاد البلديات الهولندية، تهدف إلى تحقيق رؤية روابي بتوفير أسلوب حياة يتسم بجودته المتقدمة، وتوفير الخدمات النوعية التي ستمتد لتشمل سكان المناطق المجاورة، وأن تكون روابي مركزًا اقتصاديًا إقليميًا. وتشجع المدينة ساكنيها على المشاركة في تخطيطها وإدارتها من خلال لجان الأحياء، وهي فكرة تطبق لأول مرة في فلسطين، حيث يتم إنتخاب أعضاء هذه اللجان من سكان كل حي بالتنسيق والتعاون مع بلدية روابي، لتُعنى بجميع المرافق والخدمات المشتركة والعامة داخله وتنظيم شؤونه، وبما يضمن الحفاظ على بيئة مريحة ونظيفة وآمنة للسكان، وقد تم تطوير نظام متكامل لتشكيلها وآليات عملها مستقبلاً.