الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفقاعة الإسرائيلية ببرلين صوتت لـ "ميرتس"

نشر بتاريخ: 20/03/2015 ( آخر تحديث: 20/03/2015 الساعة: 22:36 )
الفقاعة الإسرائيلية ببرلين صوتت لـ "ميرتس"
بيت لحم- معا - حتى قبل صدور النتائج الاولية التي تشير الى هوية رئيس حكومة اسرائيل القادم، الانتخابات في برلين تقررت بسرعة. والنتيجة لم تكن مفاجئة، حزب "ميرتس" اليساري فاز بأغلبية ساحقة: 21 من أصل 47 صوتا. التصفيق على هذا الاعلان الذي نبع من الجمهور كان الاعلى صوتا خلال الليل. النتائج الرسمية التي كانت تصل باستمرار، والتي كانت معروضة أمامهم على الحائط، منعتهم من الاحتفال.

حوالي 100 إسرائيلي، من سكان برلين وحفنة من الزوار، تجمعوا مساء الثلاثاء لمشاهدة النتائج المباشرة للانتخابات الاسرائيلية في مطعم بأسلوب أمريكي، والذي تحول في الليل الى تجمع على أكلة حمص وسط المدينة.

دعي الحضور ايضا للإدلاء بأصواتهم في صندوق اقتراع مؤقت، أو أن يخمنوا النتائج على لائحة زرقاء معلقة. توقعاتهم كانت متشابهة: المعسكر الصهيوني سوف يفوز، بفارق مقعد واحد على الأقل. لا أحد منح الفوز لنتنياهو. لكن مع اتضاح أن اغلبية الاصوات في اسرائيل اعتقدت بشكل مختلف، جو التفاؤل بدأ يتبخر بسرعة. "أنا أشعر بخيبة امل، كنت أتوقع تغييرا في القيادة"، اعترفت ليان، والتي هاجرت الى اسرائيل من كندا، وغادرت اسرائيل فقط بعد سبع سنوات.

بالرغم من ذلك، لو توجهت هذه الانتخابات الى طريق مختلفة، لما كان ذلك كافياً لإقناعها بالعودة الى البلاد. "لا اعتقد انه يوجد أمل هناك، وهذا هو سبب مغادرتي"، اعترفت ليان. أعرب مشاهد آخر عن عدم أمل مماثل من الوضع السياسي. "لا يهم من سيفوز بالانتخابات"، يدعي إيليا، طالب علوم سياسية، ويقول "الجميع متشابهون، انا كنت أشجع يتسحاك هيرتسوغ، فقط لكي يرى الجميع انه لا شيء سيتغير في هذه البلاد".

"الاختيار بين اليسار واليمين هناك، هي مثل الاختيار بين هامبرغر بالجبنة والدجاج المقلي"، قال إيليا. "قد يبدو مختلفاً، لكن جميعها نفس القرف". آخرون انتقدوا هيرتسوغ بالذات لأنه لم يخلق صورة صارمة لنفسه. "ظل يقول، "هذا ليس أنا، أريد أن أكون طبيعيا"، لماذا؟ هل نتنياهو طبيعي؟"، تساءل أحدهم. "هل يوجد جزء حقيقي في شخصيته؟ الآن سيكون هيرتسوغ طبيعيا في المعارضة".

"ما زالت هنالك فرصة أن يسعى بيبي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية"، يقول إيليا مضيفاً "وعندها البلاد ستستمر بالمضي الى لا مكان، كما يحب نتنياهو". ووفقا له، حتى الخوف من أن اربع سنوات أخرى من حكم الليكود يمكنها أن تعمق عزلة اسرائيل الدولية، ليست بالضرورة أمر سيء: "قد تجلب إسرائيل عقوبات دولية على نفسها، ربما هذا ما تحتاجه. ربما إذا رفص أحدهم بيع السلاح الى اسرائيل، شخص ما سيدرك أننا بحاجة الى تغيير".

محاولة توقع الائتلاف القادم وسياسته تبدلت بلعبة تخمين جديدة -متى ستكون الحرب القادمة. "عامين؟ مستحيل، أنا أقول 6 أشهر"، قال منتقد متشائم. "السؤال الحقيقي الوحيد هو من سنقاتل مجدداً، حماس أم حزب الله؟". آخرون رأوا حتى خياراً مخيفاً أكثر حسب رأيهم: "انتظروا"، قطع مستمع النقاش، "هل نفتالي بينيت سيكون وزير الجيش الآن؟ اوه لا، والداي لا زالا في إسرائيل".

في صباح اليوم التالي معلق مجلة "دير شبيغل" وصف "فوز نتنياهو المفاجئ" باسم "انتصار الذعر". أكبر صحيفة يومية المانية "Sueddeutsche Zeitung" تعلن أن "عرض الرجل الواحد يستمر" في إسرائيل. مراسل "دي زيت" يلوم نتنياهو لتعبيره عن العنصرية السافرة من أجل الفوز بالانتخابات، وكاتب مقالات في صحيفة "دي ويلت" يطالب بتشكيل ائتلاف كبير من اجل مواجهة موقف اسرائيل المتفاقم في المجتمع الدولي.

لكن مع استمرار تحليل نتائج الانتخابات في غرفة مليئة بالأشخاص الذين لم يشاركوا بها، لم يعبر أحدهم عن فكرة أن صوته كان بإمكانه أن يصنع الاختلاف. "اتمنى أن أكون قادرة على التصويت لكن تذكرة الطيران للبلاد كانت باهظة الثمن"، تشرح طال، التي كان لها الشرف في فرز أصوات برلين والاعلان عن فوز ميرتس. ياعيل، من جهة أخرى حضرت العرض كسائحة، عشية رحلة عودتها الى اسرائيل. "قبل مغادرتي، نجحت بإقناع 3 أشخاص الذين لم يخططوا للتصويت، أن يصوتوا بإسمي"، قالت ياعيل. "هذا افضل من أن اتواجد هناك بنفسي".

"i24 news"