الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو علام في ذاكرة الأيام

نشر بتاريخ: 21/03/2015 ( آخر تحديث: 21/03/2015 الساعة: 20:12 )
أبو علام في ذاكرة الأيام
كتب : ماهر الشوا

هناك رجال يصنعون التاريخ وهناك رجال يصنعهم التاريخ والقائد الوطني والرياضي المغفور له بإذن الله عبد الكريم الشوا هو واحدا من أولئك الرجال الذين ساهموا في كتابة التاريخ ورسم ملامح الشخصية الوطنية الرياضية.

انخرط في شبابه في الحركة الوطنية والرياضية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين وتولى مناصب قيادية رفيعة وعالية وساهم في عملية الحراك الشبابي في سنوات صعبة وقاسية مرت بها القضية الوطنية الفلسطينية ونجح في ترجمة همومه ومعاناة شعبنا للعالم عبر مشاركاته في المؤتمرات والدورات والملتقيات الشبابية والرياضية.

كان الفقيد الراحل عبد الكريم الشوا قائدا وطنيا بامتياز ورياضيا فذا عرفته كل القطاعات الرياضية والشبابية خلال العقود الماضية.

كان له دور بارز وفعال في تعزيز جسور التواصل الرياضي الفلسطيني على صعيد الداخل والشتات ,عشق فلسطين حتى النخاع وعايش جيل الرواد والعمالقة وكان مثالا للعطاء وللقيم والمبادئ والأخلاق العالية.

لعب كرة القدم والمصارعة وكمال الأجسام وأصبح من القيادات الفذة لعميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي.

عمل في منظومة العمل الإداري والرياضي وتولى مناصب في كل اللجان حتى وصل إلى عضوية مجلس إدارة العميد وسكرتيرا عاما للنادي.

أمام هذا الزخم وهذا الحضور وهذه الانجازات التي صدرته إلى أن يكون بجدارة واستحقاق رئيسا للاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال وكمال الأجسام حيث جاء هذا القرار من الحاكم الإداري العام المصري لقطاع غزة في سبتمبر عام 1962م لتكبر المسؤوليات ويزداد حجمها ولكن الفارس الراحل عبد الكريم الشوا واصل مسيرته المظفرة وتولى قيادة العديد من الوفود والبعثات الرياضية على المستويين الإقليمي والدولي كان أبرزها دورة الصداقة في إندونيسيا عام 1963م وشارك الفقيد الراحل في اللجنة الاولمبية الدولية في طوكيو عام 1964م ممثلا لفلسطين وفي دورة كمبوديا عام 1966م كان رئيسا لبعثة رفع الأثقال وحازت فلسطين على خمس ميداليات من الفضة والبرونز.

بعد نكسة العام 1967م برز دوره الوطني والرياضي في إدارة دفة قيادة عجلة الحركة الرياضية في سنوات الاحتلال ونجح في إعادة دوران الحركة من خلال توفير كل مقومات الدعم والصمود للحركة الرياضية وبدعم كبير ومساندة ومؤازرة من راعي الأسرة الرياضية وأحد أبرز روادها وعمالقتها مؤسس ورئيس نادي غزة الرياضي المرحوم الحاج رشاد الشوا رئيس الهيئة الخيرية لمساعدة ابناء القطاع.

عمد الراحل عبد الكريم الشوا على خلق جيل قيادي وطني قادر على حمل المسؤولية وإعادة اللحمة الوطنية والرياضية في الوطن ونجح في تعزيز الوحدة الجغرافية مع الضفة والقطاع وكانت له مساهماته في صياغة مرحلة جديدة للحركة الرياضية الفلسطينية تمخض عنها الهيئة التأسيسية لرابطة الأندية.

لم يتوقف الفقيد الراحل عن لقاءاته واتصالاته بالقيادة الوطنية للثورة بالخارج طوال العقود الماضية بل وكان حلقة الوصل بين الداخل والخارج مما عزز من صمود الشعب والحركة الرياضية رغم الظروف المادية والمعنوية الصعبة التي عاشها الوطن خلال سنوات الاحتلال.

هذه سطور متواضعة أخطها بمداد قلمي علها تكون بلسما شافي لكل الرياضيين الذين قدموا وأعطوا وكانوا رفاق درب ومسيرة مع الفقيد عبد الكريم الشوا "أبو علام"