الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عريقات يوجه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي

نشر بتاريخ: 22/03/2015 ( آخر تحديث: 22/03/2015 الساعة: 19:35 )
عريقات يوجه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي
رام الله -  معا - وجه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات رسالة رسمية إلى مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، دعا فيها الاتحاد الأورروبي إلى تنفيذ التوصيات التي أوصى بها تقرير رؤساء البعثة في فلسطين واتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد إسرائيل قبل أن ينهار الوضع الحالي في القدس المحتلة بشكل كامل. معتبراً أن تنفيذ التوصيات من شأنه انقاذ حل الدولتين من الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الفصل العنصري ومنع سياسات الضم التهويدية وخاصة في مدينة القدس.

وأعرب عريقات في رسالته عن تقديره البالغ لتصريحات الاتحاد الأوروبي حول الضرورة الملحة لتحقيق سلام عادل ودائم من خلال إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة تعيش جنبا إلى جنب، في سلام وأمن، مع بقية جيرانها. وقال: "إننا نتخذ التقرير الأخير الذي قدمته ممثلية الاتحاد الأوروبي في فلسطين فيما يتعلق بحالة القدس على محمل الجد".

وشدد عريقات أنه آن الأوان لبذل الجهود وتركيزها من أجل إنقاذ حل الدولتين من التلاشي التام، وذلك من خلال محاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على انتهاكاتها المنظمة لقواعد القانون الدولي، ودعم الصمود الفلسطيني وبناء المؤسسات والمبادرات الدبلوماسية ونهج المقاومة الشعبية.

كما جاء في نص الرسالة:" من الواضح أن لدى الاتحاد الأوروبي، من خلال رصده المنتظم وتعاونه الحثيث مع الشركاء الدوليين الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم، أحدث المعلومات عن حالة القمع الشديد وسياسات التهجير القسري التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وخصوصاً في مدينة القدس المحتلة ومحيطها. وإن الحملة الإسرائيلية المستمرة لتغيير هوية المدينة المحتلة، من بناء للمستوطنات وشن الهجمات ضد المواقع الدينية المسيحية والإسلامية ومصادرة الهويات وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، يهدد بتلاشى حل الدولتين إلى الأبد، حيث لن تقوم قائمة لدولة فلسطينية مستقلة من دون عاصمتها القدس الشرقية ذات السيادة".

وأضاف: " إن هذا هو الوقت المناسب لكي يقوم الاتحاد الأوروبي بتنفيذ التوصيات التي أوصى بها تقرير الممثلية الأوروبية قبل أن نشهد انهياراً تاماً للوضع الحالي في القدس المحتلة، حيث سيتم اعتبار تنفيذ توصيات التقرير بمثابة بيان سياسي هام صادراعن الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على الفرصة الأخيرة لتحقيق حل الدولتين من الاحتلال الاسرائيلي وسياسات الفصل العنصري، وبخاصة فيما يتعلق بسياسات ضمها في القدس المحتلة .

وختم قائلاً: "وفي هذا الصدد، فإن دولة فلسطين لا تزال ملتزمة بإقامة سلام عادل ودائم وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

هذا وكان رؤساء بعثات الدول الأوروبية في فلسطين قد أصدروا تقريراً سرياً ، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض تفاصيله أمس، وأوردت فيه جزءاً من رسالة عريقات. وقد حذر التقرير "بأن اسرائيل قد تعيش حالة استقطاب وعنف خطيرين لم يشهد لهما مثيلاً منذ الانتفاضة الثانية، ويضع إسرائيل أمام نقطة الغليان وخاصة في مدينة القدس بسبب استمرار ابناء الاستيطاني شرقي الخط الأخضر ومواصلة الخروقات للمسجد الأقصى الأمر الذي يهدد حل الدولتين" ، مشيراً إلى الأحداث التي وقعت بالمدينة ومقتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير على يد المستوطنين وبعض الأعمال التي قام بها الفلسطينيون.

وأكد التقرير أن الحوادث التي وقعت في القدس العام الماضي تأتي على خلفية الزيادة المنتظمة في النشاط الاستيطاني، والتوتر المستمر بخصوص الحرم الشريف.

وقد جاء في نصه: "لم تكن القدس مقسمة بهذا الشكل الحاد منذ عام 1967 حين احتل الجيش الإسرائيلي شرق القدس، وأن استمرار البناء غير القانوني بالقدس، والتوتر المتصاعد حول المسجد الأقصى والخروقات التي سجلت هناك طيلة العام الماضي من قبل المستوطنين والناشطين المتدينين تحت حماية القوات الإسرائيلية قد تفجر موجة عنف مفرغة تهدد جدوى حل الدولتين بسبب الاستيطان في المناطق الحساسة في القدس واتباع السياسة الجائرة والتدابير العقابية من عمليات الهدم والإخلاء".

وتتمثل أبرز التوصيات التي وردت في التقرير في "فرض قيود جديدة ضد المستوطنين الذين يدعون إلى أعمال العنف وذلك فيما يتعلق بأنظمة الهجرة في الدول الأعضاء للاتحاد ألأوروبي، واتخاذ خطوات منسقة لضمان وجود المزيد من المستهلكين الأوروبيين الواعين والقادرين على ممارسة حقهم في اختيار منتجات المستوطنات وفقاً لقواعد الاتحاد الأوروبي الحالية، وبذل الجهود لرفع مستوى الوعي بين الشركات الأوروبية حول مخاطر العمل مع المستوطنات، والنهوض بالمبادئ التوجيهية الطوعية لمشغلي السياحة لمنع دعم الأعمال الاستيطانية".