القدس - معا - نظم قسم تعليم الاجتماعيات (كلية التربية) في جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع جامعة كوبنهاجن الدنماركية، الأحد ، ندوة حول تاريخ فلسطين القديم، حاضر فيها خبراء من جامعة كوبنهاجن.
ورحب رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو بالحضور والمحاضرين، وبيّن اهتمام الجامعة بهذه الفعاليات كونها تساهم في فهم المنظور الأجنبي فيما يخص القضية الفلسطينية، وتعززها على صعيد دولي، ذاكراً أن القيادة الفلسطينية ابتكرت "القدس المفتوحة" لتكون صرحاً علمياً يمثّل الكلّ الفلسطيني ويهتم بقضاياه، وبخاصة تلك التي تتمحور حول معركتنا ضد الاحتلال، حتى نيل حرّيتنا وقيام الدولة الفلسطينية.
وأثنى أ. د. عمرو على جهود الباحث الفلسطيني في جامعة كوبنهاجن الدنماركية ومنسق الندوة د. محمود عيسى، إذ تعاون مع عدد من العلماء الأجانب للتعمق في الرواية الفلسطينية وإيصالها إلى العالم، وإظهار ظلم الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "لقد توصلوا من خلال بحوثهم إلى أن النصوص العبرية مجرد نصوص أدبية لا علاقة لها بالدين أو العقيدة، ما يثبت أن هذه الأرض فلسطينية، وأن ما يروى في الروايات المغايرة لذلك محض افتراء.
وبيّن عيسى أن أهمية البحوث التي أجراها العالمان الدنماركيان، بالتعاون معه، تنبع من أنها خلقت انقلاباً بالمفاهيم الواردة في الرواية التوراتية حول أحقية إسرائيل بهذه الأرض، فهي نصوص أدبية لا تثبت أي شيء، ولا علاقة لها بالتاريخ.
وأوضح عميد كلية التربية د. هاني أبو الرب أن الجامعة سعت-بتوجيهات من رئيسها-إلى استضافة مؤرخي مدرسة كوبنهاجن للتعرف على رؤيتهم للقضية الفلسطينية، أملاً أن تنطلق من منظور علمي موضوعي، لا من منظور توراتي لاهوتي.
وتحدث البروفيسور (توماس) عن مشروعه الذي جاء وجماعته من أجله، وهو كتابه تاريخ فلسطين منذ أقدم العصور حتى الوقت الحاضر، بالتنسيق مع وزارتي التربية والآثار الفلسطينيتين، وبالاعتماد على أكاديميين ينطلقون من رؤية علمية بعيدة عن أي خلفية سياسية.
وتحدث أيضاً عن تاريخ الكنعانيين، وعن الدولة اليهودية التي قامت في فلسطين، ذاكراً أنها كانت صغيرة غير متواصلة، خلافاً للنصوص التوراتية ووجهة النظر اليهودية التي لم تثبتها الكشوفات التاريخية.
ثم تحدثّت الخبيرة في علم الأنثروبولوجيا الدكتورة (انغريد يلم)، عن الطائفة السامرية من حيث أصولها البشرية، ومعتقداتها الدينية، وكتابها المقدس، وأماكنها المقدسة، والعلاقة بينها وبين اليهود واليهودية، نافية عنها صفة اليهودية، وبينت أن آراء المؤرخين فيها انقسمت إلى قسمين: منهم من قال إن السامرة جاءت من الخارج مع الأشوريين أو اليونانيين، ومنهم من قال إنها من سكان البلاد الأصليين.