نشر بتاريخ: 23/03/2015 ( آخر تحديث: 23/03/2015 الساعة: 17:40 )
رام الله- معا - صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله، عدد خاص من فصلية "سياسات"، مخصص بالكامل للاحتفاء بذكرى مرور خمسين عاما على انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، ويقع في 240 صفحة.
ويضم العدد، بين دفتيه مشاركات تتضمن إضاءات على الذاكرة، إلى جانب قراءات تغطي المسار والرؤى والاستراتيجيات، والنجاحات والإخفاقات، وكيفية التعاطي مع الأسئلة الصعبة التي لا تزال تفرض نفسها على الفلسطينيين.
وتحت عنوان "بين (فتح) وياسر عرفات" سرّ خلطة الوطنية الفلسطينية"، كتب د. عاطف أبو سيف في افتتاحية العدد عن كيفية تحول "فتح" إلى الاسم الحركي لفلسطين، واسم العلم الأكثر ترددا في السياسة الفلسطينية، بعد نجاحها في تقديم نفسها كحركة تحرر قادرة على استيعاب مكونات الشعب الفلسطيني وترجمة تطلعاته وآماله إلى شعارات غير مشبعة بالأيديولوجيا والأفكار الكبرى، "إذ كانت فكرة "فتح" الكبرى فلسطين، وغير فلسطين لم يكن لـ"فتح" طوال نصف قرن أي فكرة كبرى أخرى".
وفي استعادة للذاكرة كتبها وليم نصار إضاءات شخصية حميمة على مرحلة البدايات، وقراءة في روايات متعددة عن ميلاد "فتح"، حيث يتكشف تراكم الفعل من الخلية القيادية الأولى، وما تلاها من اندماجات، نحو الانطلاقة الكبرى.
وتحت عنوان "فتح: أسئلة الاستراتيجية"، يبدأ د. سمير عوض بتشخيص الأزمة الحالية، بمعناها الخارجي والداخلي أيضا، عبر تجزئة التحديات ورد كل منها إلى مصدرها، وصولا إلى ضرورة بلورة استراتيجية وطنية شاملة، تتجاوز كونها هجوم سلام، لتكون خطة دفاعية سلمية إستراتيجية.
وفي العدد مساهمة انتقادية للدكتور إبراهيم أبراش تحت عنوان "حركة فتح بعد نصف قرن: شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة"، تلقي أضواء على اشكاليات الممارسة الفتحاوية، وتقدم مراجعة فكرية "خارج صندوق استحقاقات وحسابات اللحظة الراهنة المأزومة والملتبسة، مراجعة خارج حسابات السلطة ومنافعها واستحقاقاتها، وخارج حسابات التسابق على المواقع والمناصب في التنظيم، وخارج حسابات الانقسام وتداعياته، وخارج حسابات التسوية السياسية ومآلها".
واستضافت "سياسات" في عددها اثنين من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، حيث قدم د. نبيل شعث كشف حساب عن وجود "فتح" على الساحة الدولية، وكيفية مراكمة هذا الحضور تاريخيا، والأدوات المستخدمة في تجنيد الدعم السياسي للقضية الوطنية عبر العلاقات مع الأحزاب في كافة أرجاء الساحة الدولية، خاصة المؤثر منها، فيما قدم محمود العالول قراءة في حال "فتح" من منظور المحطات الرئيسة التي عبرتها نحو مشروع الدولة، وما تواجهه من تحديات نابعة من التغيرات في المشهدين العالمي والاقليمي.
واستعاد العدد تجربة الشهيد صلاح خلف "أبو إياد"، عبر دراسة أنجزها الباحث رشاد توام حول كتاب "فلسطيني بلا هوية"، بما يشكله من وثيقة فكرية مهمة تركت أثرها على الفكر السياسي الفلسطيني، كما اسهمت في تقديم الرواية الفلسطينية للعالم.
وضم العدد مساهمات أخرى تحت عناوين: رؤية "فتح" الاجتماعية لعبد الغني سلامة، حركة "فتح": أسئلة مشروعة، ومتطلبات رؤية جديدة لأحمد غنيم، النظام الداخلي والمشاركة في المؤتمر السابع لحركة "فتح" لبكر أبو بكر، "فتح" قمة الضرورة الوطنية ليحيى رباح، تجربة الحركة الأسيرة مع إضاءة على تجربة "فتح" لإسماعيل الداعور، تعلمت من "فتح" (شهادة) لفتحي البس، "فتح" رائدة السينما الفلسطينية النضالية أيضا ليوسف الشايب، وقراءة أنجزها أمين دراوشة في كتاب "حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات" لمحمود الناطور، إلى جانب مسرد لأعضاء اللجان المركزية والمجالس الثورية منذ انطلاقة "فتح" إلى اليوم.
يرأس تحرير المجلة د. عاطف أبو سيف، ويدير تحريرها أكرم مسلم.