بيت لحم- معا - يُجمل الجيش الإسرائيلي في هذه الأيام تحقيقاته الخاصة بالحرب الأخيرة على غزة او كما يدعوها عملية "الجرف الصامد" وشكلت قدرات القوات البرية على مواجهة الأنفاق والقتال فيها الدرس والعبرة الأساسية المتآتية من هذه التحقيقات وفقا لما كشفه يوم الاثنين، موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهل" الالكتروني.
وقال الموقع بأن تدريب وتأهيل الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي قد تغيّر واختلفت استنادا لهذه الدروس والعبر وان الجيش لم ينتظر رئيس الأركان "غادي ايزنكوت" الذي من المقرر أن ينهي في الأيام القليلة القادمة عملية تلخيص، وأجمل نتائج التحقيقات الخاصة بالأداء الميداني التنفيذي واتخذ عدة خطوات وقرارات وادخل تغييرات جوهرية في سياق إعادة التأهيل والتدريب والتنظيم.
واشارت الإجراءات العسكرية المتخذة إلى تهيئة الجيش وإعداد قواته على اعتبار أن الحرب داخل الأنفاق نفسها سيكون جزءا أصيلا من أي عملية عسكرية قادمة وذلك عبر إخضاعها لتدريبات خاصة وتجهيزها بالمعدات المناسبة.
ويخطط الجيش إلى حصر مهمة القتال داخل الإنفاق بوحدات خاصة عالية التدريب والوحدات المختارة التابعة لهيئة الأركان وبكتائب الطليعة "الدورية" التابعة للألوية العسكرية النظامية.
وأضاف "غالي تساهل" ان هذه الاستعدادات والتدريبات لا تعني أن القتال داخل الأنفاق سيكون الخيار الأول، لان قتالا من هذا النوع يعج بنقاط الضعف، لكن الحديث يدور عن زيادة الوعي بأن الأنفاق واقع حقيقي تواجهه إسرائيل وبالتالي يتوجب عليها الاستعداد لمثل هذا الخيار لان الأنفاق تحولت إلى جزء أصيل من ساحة القتال، لهذا يجب أن تتوفر الكثير من الوحدات المدربة على مثل هذا القتال يلجا إليها الجيش في حال اضطر لخوض الحرب وهذا يعني "ثورة" فينظريات القتال للقوات البرية وتأهيل وحدات عسكرية جديدة والتزود بالمعدات اللازمة لمثل هذا القتال.
وتتضمن عملية التحضير التهيؤ للقتال داخل الأنفاق واستثمار مئات ملايين الشواقل في وضع الخطط المختلفة الهادفة إلى ردم الفجوات التي ظهرت أثناء عملية "الجرف الصامد" حيث تعمل القوات البرية على ملائمة قواتها ووحداتها لمواجهة التحديات الجديدة.
وتمر عدة قواعد تدريب وتأهيل تابعة للجيش الإسرائيلي بعملية ملائمة تشمل إقامة أبنية ومنشآت تدريبية تشبه الأنفاق على أن يخضع الجنود لهذه التدريبات منذ المرحلة الأولى لتجنيدهم وضمن عمليات التدريب الأساسية، كما تجري عملية شراء واسعة النطاق لتجهيزات عسكرية خاصة بهذا النوع من القتال وتحسين قدرات قوات الهندسة والمعدات الهندسية الثقيلة ما يعني ضرورة تحويل أموال طائلة لتحقيق هذه الغاية ولجأت القوات البرية إلى مراسيم داخلية سهلت تحويل الأموال المطلوبة وذلك لإدراكها بضرورة القيام بهذه المهمة وبسرعة.