نشر بتاريخ: 24/03/2015 ( آخر تحديث: 24/03/2015 الساعة: 07:50 )
رام الله - تقرير معا - عبر قنوات الصرف الصحي تبدأ رحلة التلاميذ في مدرسة الطيرة بيت عور الفوقا الثانوية. هذه القنوات هي الدرب الوحيد المسموح لهم عبورُه عبر الجبال وصولاً إلى مقاعد الدراسة، بعد أن فصل شارع استيطاني فيما بينهم وبين مدرستهم.
ويسلك أكثر من 200 من طلبة قريتي الطيرة وبيت عور الفوقا المتجاورتين طريقاً محاذياً لجدار الضم والتوسع يمتد على مسافة 4 كيلو متر ويعترضهم المستوطنون المسلحين عليه بشكل شبه يومي بالإضافة إلى حواجز جيش الاحتلال.
قنوات للصرف الصحي تكون مليئة بالأمطار شتاء، ومليئة بالزواحف والأفاعي صيفاً، وقوات الاحتلال تتصيد الطلبة أثناء عودتهم ظهراً، وتطاردهم وتطلق صوبهم قنابل الغاز المسيل للدموع.
في الصباح الباكر يخرج الطلبة من منازلهم، ليقطعوا مسافة أربعة كيلو مترات، ويمضون ما بين نصف ساعة وأربعين دقيقة مشياً ليصلوا إلى مدرستهم المحاصرة.
أجسادهم صغيرة، إلا أن أحلامهم تفوق أعمارهم بكثير، فهم لا يحلمون بسفر إلى روما أو وجبة عشاء فاخرة على ضوء القمر، كل ما يرتجونه الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم بسلام لإكمال تعليمهم ونيل أعلى الدرجات من التميز والنجاح لتحقيق أحلامهم البعيدة.
معاناة متواصلة، حيث يحاصر المدرسة جدار الضم والتوسع من ثلاث جهات كما أقيمت على أطرافها مستوطنة "بيت حورون" ومعسكر تدريبي لجيش الاحتلال ومن الجهة الرابعة أقيم شارع لخدمة المستوطنين العابرين من القدس إلى تل أبيب، فباتت قريتا الطيرة وبيت عور الفوقا أشبه بالسجن الكبير.
ويقول مدير مدرسة الطيرة بيت عور الفوقا الثانوية المختلطة، سامر بدر إن طلاب المدرسة يضطرون إلى قطع 4 كيلو متر يومياً ذهاباً، ومثلها في العودة، من أجل الوصول إلى المدرسة عبر قنوات الصرف الصحي لتحقيق أهدافهم وأحلامهم.
وأضاف: المعاناة تزداد وتتفاقم عند حلول فصل الشتاء، فقنوات الصرف الصحي تصبح مخزناً لتجميع المياه العادمة، ولا يتمكن الطلاب من الوصول إلى المدرسة وبالتالي سيؤثر سلبا علي المسيرة التعليمية.
ويبين بدر أن الظروف العسكرية والأمنية التي أحيطت بها منعت إمكانية تطويرها وأجبرت الطلبة، من الصف السادس الأساسي وحتى التوجيهي، على الدراسة في صفوف مليئة بالرطوبة شتاءً.
ويضطر طلبة المدرسة، الذين يصل عددهم 212 طالبا وطالبة هذا العام، للمشي بدون مواصلات نحو 4 كيلو متر يومياً بجانب جدار الضم والتوسع وتحت خطر المستوطنين وحواجز الاحتلال.
كما تتعرض المدرسة لمرات عديدة في العام لاقتحامات متكررة من جيش الاحتلال وتنكيل بمعلميها وطلبتها وخاصة خلال أي محاولة لتطوير المدرسة أو إصلاح صفوفها.
الطلاب من أبناء بيت عور الفوقا يخضعون للتفتيش على تلك الطريق السريعة أثناء توجههم إلى المدرسة. أما الطلاب من قرية الطيرة فيضطرون لعبور نفق أنشئ تحت الطريق السريعة لتتجمع فيه مياه الأمطار ويصبح المرور فيه محفوفا بالخطر خلال فصل الشتاء.
ويسرد مؤمن فرج الطالب في المدرسة معاناته عند الوصول إلى مدرسته، حيث يخرج عند الساعة 6:45 صباحاً ليصل إلى المدرسة قبل الساعة 8 صباحاً موعد الدخول إلى الفصول المدرسية.
ويؤكد فرج أن معاناته في الوصول إلى المدرسة كما باقي الطلاب يجعلهم غير قادرين على التركيز في الدراسة.
وذكر الطالب في المدرسة أيمن عبد الفتاح أنه وزملاءه يواجهون نوعاً آخر من الصعوبات حيث يعمد المستوطنون الى التحرش بهم.
وأكد عبد الفتاح أن التلاميذ يشعرون بالخوف من الجنود الإسرائيليين الذين يلتقون بهم في طريقهم إلى المدرسة.
وليست قنوات الصرف الصحي هي كل مشاكل المدرسة، بل أنها تعاني من وجودها ملاصقة لمستوطنة إسرائيلية، تحيط بالمدرسة من جهتين، لتصبح محاصرة من ثلاث جهات ولم يترك لها سوى طريق وحيد يصل إلى قرية بيت عور الفوقا، محاذٍ لجدار المستوطنة، ولكن سلطات الاحتلال قدمت عروضاً لإدارة المدرسة لنقلها من مكانها.
وأنشئت مستوطنة "بيت حور" الاسرائيلية في المنطقة العام 1977 بالقرب من المدرسة، ثم جاء جدار الضم والتوسع الذي بدأ إنشاؤه العام 2006 ليفصلها عن المدرسة.
تقرير: فراس طنينة