رام الله - معا - نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية بجامعة القدس المفتوحة، يوم الاثنين الموافق 23/03/2015م، مؤتمراً علمياً بعنوان: "تأثير الأجهزة الذكية في نشأة الطفل"، وذلك برعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.
ونظم المؤتمر الذي تولى عرافته أ. إياد إشتية، في مدينة رام الله، وعبر نظام الربط التلفزيوني مع قطاع غزة، وحضره أ. د. خولة الشخشير وزيرة التربية والتعليم العالي، وأ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، ومحافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ومستشار رئيس دولة فلسطين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رئيس مؤسسة شركاء للتنمية المستدامة د. صبري صيدم، وعدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية، وممثلو المؤسسات الاجتماعية، إلى جانب نواب رئيس "القدس المفتوحة"، ومساعديه، ومديري الفروع، والعمداء، وباحثين ومهتمين.
وقالت د. غنام إن الاهتمام بتأثيرات الأجهزة الذكية في الأطفال هو موضوع يشغل المجتمع بشكل كبير، داعية إلى دراسة تأثير هذه الأجهزة في الكبار أيضاً.
إلى ذلك، قالت أ. د. خولة الشخشير إن تنمية الطفل ورعايته مسؤولية العائلة والمدرسة والمجتمع، وإن الأجهزة الذكية تغلغلت في التربية والبيت، مشددة على ضرورة الحد من مضار هذه الأجهزة، وقالت: "لا نستيطع الانعزال عن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، لكن واجبنا يكمن في أن نحسن من استخدامه والتعامل معه"، مبينة أن سوء استخدام الأجهزة الذكية يقود المجتمع إلى المجهول، كما دعت الكبار في العائلة إلى ضبط استخدام الأجهزة الذكية لدى أبنائهم، وأعربت عن أملها في أن يساهم المؤتمر في تقديم إضافة نوعية في هذا المجال للمجتمع الفلسطيني.
ودعا عمرو إلى تبني نهج تربوي سليم في استخدامنا الأجهزة الذكية كي نجنب الأسرة التفكك، مؤكداً أن سوء استخدام هذه التكنولوجيا سيخلق خصاماً صامتاً ينعزل فيه أطفالنا عن محيطهم الاجتماعي.
وتمنى عمرو أن تنبثق عن هذا المؤتمر توصيات جادة وقابلة للتطبيق، تستند إليها مؤسساتنا الاجتماعية والتربوية في معالجة ما ينشأ عن استخدام الأجهزة الذكية من مشكلات تصيب الأطفال والأسر، شاكراً كل من ساهم في إنجاح المؤتمر.
وفي كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أكد د. عماد اشتية، رئيس اللجنة التحضرية وعميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، أن هذا المؤتمر سيناقش-وفق ما جاء في أوراقه المختلفة-الآثار التي تركتها استخدامات الأجهزة الذكية على نشأة الطفل وسلوكه، ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة في حماية الأطفال من تأثيراتها الصحية والاجتماعية والنفسية، مؤكداً أنه، في عصر الأجهزة الذكية، سنحتاج أيضاً إلى أسرة أكثر ذكاء، وأكثر قدرة على المتابعة والتوجيه والحماية، متسائلاً ما إذا كانت الأجهزة الذكية تعد صديقا للأطفال، وتعبر عن صداقتها لهم بجعلهم يبنون علاقتهم ضمن فضاء افتراضي، وتنحصر علاقتهم الاجتماعية ضمن دور العلاقات الاجتماعية الضيقة، وداخل الأسرة النووية الصغيرة.
وتساءل د. اشتية في كلمه: هل نحن أمام عصر الأسرة الافتراضية بعد أن تحولت الأسر من نووية إلى ممتدة؟
وشكر إشتية اللجان التي عملت من أجل إنجاح المؤتمر، وشكر أيضاً رئيس الجامعة ونوابه ومساعديه.
إلى ذلك، ركز د. صبري صيدم على ضرورة أن نتجنّب تحويل المؤتمر إلى تظاهرة معادية للتكنولوجيا المصاحبة لانتشار الهواتف الذكية، داعياً إلى تكريس الجهود ليخرج المؤتمر بتوصيات تنظم عملية التعامل مع الأجهزة الذكية.
وطالب صيدم بضبط استخدام الأجهزة الذكية بدلاً من ممارسة "القمع الرقمي" ضد أطفالنا، الذي يخلق عادةً رغبة أكبر لديهم لاقتناء هذه التكنولوجيا، وتابع: "باتت الأجهزة الذكية جزءاً أصيلاً من حياتنا، لذا فمن المهم أن ندرس التأثير الاجتماعي والنفسي والصحي لهذه الأجهزة في الأطفال، من خلال التحاور معهم والتركيز على التنشئة والسلوك. ثم أشار إلى إمكانية توظيف التكنولوجيا واستخدامها في أمور مفيدة، مثل استبدال ألعاب تعليمية تساهم في تطوير المعرفة لدى الأطفال بألعاب العنف.
جلسات المؤتمر:
كانت الجلسة الأولى بعنوان: "الأجهزة الذكية وتأثيراتها الصحية والنفسية على الطفل"، وترأسها أ. داوود الديك الوكيل المساعد للتخطيط والتنمية الإدارية في وزارة الشؤون الاجتماعية، وقدمت خلالها الدكتورة سهير الصباح، وأ. هناء جنازرة وهما من جامعة القدس، بحثا بعنوان:" الاجهزة الذكية ودورها في تحسين جودة الحياة لدى المراهقين"، كما قدمت أ. طروب سعد من فرع القدس المفتوحة في محافظة جنين ورقة حول المخاطر الصحية الناتجة عن فرط تعرض الأطفال لموجات نظم الاتصالات والاجهزة الذكية وطرق التعامل الآمن معها، فيما قدم أ. خالد أبو الهيجاء وأ. ابراهيم رمضان من فرع جنين التعليمي ورقة عن التأثيرات الجسمية والنفسية للأجهزة الذكية وتطبيقاتها على الأطفال من سن 10-18 عاما في مدينة جنين. وتحدثت د. نهى عطير من جامعة فلسطين التقنية "خضوري" حول الأجهزة الذكية وتأثير استخدامها على الصحة الجسمية والنفسية لأطفال فلسطين من عمر 5-14 عاما من وجهة نظر آبائهم".
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. إياد ابو بكر وجاءت بعنوان:" الاجهزة الذكية وتأثيراتها السلوكية"، قدم أ. د. نظمي عودة أبو مصطفى وأ. إسلام أبو مصطفى من جامعة الأقصى بغزة بحثا حول التنبؤ بالمشكلات السلوكية في ضوء استخدام الاجهزة الذكية لدى الأطفال، وقدم د. سمير الجمل من فرع القدس المفتوحة في الخليل ورقة حول الآثار السلبية للهواتف الذكية على سلوكيات الطلبة من وجهة نظر المرشدين التربوين ومديري المدارس في جنوب الخليل، وتحدثت د. سهلية شاهين من فرع رفح التعليمي حول دور الأجهزة الذكية في التفكك الأسري وانحراف الأحداث، وقدم أ. حمد عليان وأ. منال القيسي من وزارة الشؤون الاجتماعية في القدس ورقة حول واقع استخدام الاجهزة الذكية في محافظة القدس وعلاقتها بالتفكك الأسري.
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها د. طه إمارة، وجاءت بعنوان:" دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في الحد من مخاطر استخدام الأجهزة الذكية على الطفل"، قدم فيها أ. د. سامي أبو إسحاق ود. عماد اشتية ود. زهير النواجحة من القدس المفتوحة ورقة بعنوان:"المساندة الأسرية والتدفق النفسي لدى عينة من طلبة الصف الثامن الأساسي من مستخدمي الاجهزة الذكية"، وتحدثت أ. مي الشامي من جامعة القدس المفتوحة في طولكرم عن دور الأسرة في توجيه أطفالها لاستخدام الأجهزة الذكية، كما قدم د. شاهر نصار من فرع القدس المفتوحة بشمال غزة ورقة بعنوان دور الأسرة الفلسطينية في الحد
من استخدام أطفالها للأجهزة الذكية، وقدم د. رأفت العوضي من الكلية العربية للعلوم التطبيقة ورقة حول تأثيرات استخدام الاجهزة الذكية على ضوابط الحوار الاجتماعي والأسري للأبناء في مجتمعنا الفلسطيني من وجهة نظر الآباء.
وفي جلسة الختام، تلا د. يوسف أبو زر عميد كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية التوصيات، والتي كان من اهمها: متابعة مؤسسات التنشئة الاجتماعية، (بخاصة الأسرة والمدرسة)، الأطفال وتوجيههم لاستخدام هذه الأجهزة الذكية بطريقة إيجابية.
كما دعا المشاركون الأهالي إلى تخصيص أوقات محددة لأطفالهم لاستخدام الأجهزة الذكية، وإشغال وقت الفراغ لدى الأطفال بالأنشطة الاجتماعية التي تعزز من تواصلهم الاجتماعي وبما يضمن تطوير هواياتهم في المجالات المختلفة، وطالبوا بتفعيل دور وسائل الاعلام لأخذ دورها في بناء البرامج التوعوية التي تحد من سوء استخدام الاجهزة الذكية وتاثيراتها الاجتماعية والنفسية والصحية الناتج عن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، وتعزيز دور الأهل وتمكينهم ليكون لديهم من المعرفة والمهارة ما يمكنهم من توجيه أطفالهم ومتابعتهم وحثهم على الاستخدام الامثل لهذه الاجهزة وبرامجها المختلفة، وتوجيه ذوي الاختصاص الى ضرورة التوعية في البرامج الحديثة التي تطرحها الشركات الالكترونية، وبيان سلبياتها وايجابياته وتأثيراتها، والعمل مع وزارة التربية والتعليم- قسم الارشاد التربوي على تكثيف التوعية بين طلبة المدارس بالاستخدام الأمثل للبرامج الالكترونية بما يتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية، وضرورة وضع التشريعات التي تنظم استخدامات الاطفال لمقاهي الانترنت ووضع اليات متابعة واضحة لمرتادي هذه المقاهي.