نشر بتاريخ: 23/03/2015 ( آخر تحديث: 24/03/2015 الساعة: 15:27 )
رام الله - معا - قالت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية، اليوم، إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شخص مخادع.
وأكدت أن الخدع السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي في الآونة الأخيرة أثبتت أنه شخص انتهازي من النوع الأسوأ، ويجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن دعم سلوكه السيئ.
وقال المجلة في عددها الصادر اليوم: في الأسابيع الأخيرة، أظهر نتنياهو مرة أخرى أنه سيفعل أي شيء من أجل البقاء في السلطة. حتى لو كان هذا الأمر سيؤدي إلى إضعاف العلاقة الإسرائيلية بالولايات المتحدة، وهي حليفة إسرائيل الأكثر أهمية، فإنه سوف يقوم بذلك. وحتى لو كان ذلك يعني الغرق في القاع مثلما حدث لأسعار النفط الخام، فإنه سوف يذهب إلى القاع. ولو كان ذلك يعني القيام بإلقاء كمّ كبير من الأكاذيب التي يمكن لأي شخص لديه مستوى معقول من الذكاء أن يكتشفها، فإنه سوف يقوم بإلقاء هذه الأكاذيب.
وأكدت أن النقطة الجوهرية لفهم شخصية نتنياهو والتي يجب أن تأخذها كأمر بديهي؛ هي أنه لا يهتم سوى بشيئين فقط: البقاء في السلطة، والحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على أرض الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت إلى أن الانتصار الانتخابي الذي حققه نتنياهو في 17 آذار صدم كلّا من الليبراليين الإسرائيليين والمراقبين الأجانب. حيث كانت الحكمة التي يتم الترويج لها أثناء الحملة الانتخابية هي أن المواطنين العاديين يهتمون بالقضايا الاقتصادية أكثر من القضايا الأمنية، وأن خطاب 3 آذار المثير للجدل الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي لم يفشل فقط في إكسابه دفعة في استطلاعات الرأي، وإنما أثار بالفعل رد فعل عنيف لعلاقاته المتضررة مع الولايات المتحدة.
وأضافت المجلة: بدا أن الأساليب البهلوانية التي يمارسها نتنياهو، كما يسميها أحد زملائه، لم تعد مجدية. ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تم إجراؤها قبل الانتخابات بيوم، حصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 20 مقعدا، في حين حصل الاتحاد الصهيوني منافسه الرئيس على 24 مقعدا. ولعل بقاء نتنياهو في السلطة لفترة طويلة جعلته غير قادر على فهم ناخبيه!
وتابعت: لكن اتضح فيما بعد بالطبع أن نتنياهو قد فهمهم على نحو أفضل بكثير من أي شخص آخر. حيث توجه بشكل أساسي خلال الأيام التي سبقت يوم الانتخابات مباشرة إلى قاعدته الشعبية بخطاب شعبوي هو الأكثر ابتذالا وعنصرية يمكن أن تتخيله. حيث خاطب مخاوف الناخبين وحاجتهم إلى الانتماء إلى فصيل معين؛ وهو الفصيل الداعم لحزب الليكود، وطالبهم بولاء لحزبهم بلا تردد، كما يوالي الرجل الإنجليزي فريقه المفضل لكرة القدم.
وأكدت المجلة: قام نتنياهو في يوم الانتخابات نفسه بتسجيل فيديو مدته 30 ثانية على فيسبوك ظهر فيه واقفا أمام خريطة الشرق الأوسط كما يقول بشكل عاجل، لاستدعاء احتياطي الجيش لمواجهة طوارئ الأمن القومي: "حكومة اليمين في خطر. العرب يخرجون بأعداد كبيرة إلى مراكز الاقتراع. والمنظمات غير الحكومية اليسارية تنقلهم بالحافلات"؛ حتى إنه قام باستخدام مصطلح "Tzav 8" الذي يشير إلى حالة استدعاء الطوارئ في الجيش.
وأشارت المجلة إلى أن العالم قد صُدم من حقيقة هي أن إسرائيل أصبحت مجتمعا يمينيا؛ حيث تشيع اللغة العنصرية بشكل سافر. الطعم العربي هو مصطلح مألوف لدى العامة، وعلى سبيل المثال، اعتدى المشرعون اليمينيون في السنوات الأخيرة على أعضاء الكنيست من العرب عندما كانوا يقومون بإلقاء الخطابات، وهناك الكثير من الأمثلة التي قد تصدم الليبراليين الغربيين، ولكنه يتم تجاهلها في إسرائيل. وقد ألقى أعضاء في الكنيست خطابات أشاروا فيها إلى المهاجرين من السودان على أنهم "سرطان في جسدنا".
وأوضحت أن وسائل الإعلام الدولية لم تسلط الضوء على رفض نتنياهو لتأسيس دولة فلسطينية. وفي شهر يوليو الماضي، عندما قال في خطاب له إنه لن يسمح بدولة فلسطينية بدون حضور عسكري إسرائيلي على أراضيها -وهو مجرد اسم آخر للاحتلال العسكري- مر هذا الخطاب دون أن يتم تناوله في الإعلام الدولي تقريبا، وتم تناوله بالكاد في الإعلام الإسرائيلي.
وبينت أن البيت الأبيض أشار إلى أن إسرائيل سوف تواجه عواقب وخيمة على الصعيد الدبلوماسي بسبب تنكرها لحل الدولتين. وقبل أشهر قليلة، نشرت صحيفة هارتس تقاريرا لوثيقة مسربة من الاتحاد الأوروبي توضح عقوبات سوف يتم فرضها على إسرائيل في حال رفضها بشكل رسمي التفاوض على الانسحاب من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية. وفجأة يبدو أن نتنياهو ربما قد يذهب بعيدا.
وتساءلت المجلة: هل ستستمر الولايات المتحدة في عملية تمكين نتنياهو أم لا. بعد يومين من تصريحه باللغة العبرية، بشكل واضح وبدون أي مواربة، أنه لن يسمح أبدا بقيام دولة فلسطينية خلال مدة ولايته. وبعد أن أخبر الصحفي الأمريكي بهدوء باللغة الإنجليزية التي يتحدثها بطلاقة وبدون لكنة غريبة، أنه لم يكن يقصد ما قاله.
وأضافت: احتلت إسرائيل الضفة الغربية منذ ما يقرب من 50 عاما حتى الآن. وحافظت على الإغلاق العسكري لقطاع غزة لما يقرب من عِقد من الزمان، دون أي إشارة إلى تغيير حتى على مستوى السياسات، وهذا الموقف لا يمكن استمراره دائما. فهناك ما يقرب من 13 مليون نسمة يعيشون في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ولكن يوجد 8 مليون فقط يمتلكون حق التصويت.
وأكدت المجلة: عند نقطة ما، سوف يضطر الأمريكيون الذين يتحدثون عن القيم المشتركة إلى التساؤل عما إذا كانت عملية التمييز العنصري هي أحدى هذه القيم أم لا. وبالنظر إلى الخطاب المتدفق عاطفيا الذي ألقاه أوباما أمام جسر إدموند بيتوس في الذكرى الخمسين لمسيرة "سلما" السلمية، فربما سوف تكون الإجابة لا. حيث ينبغي على إدارة أوباما أن تتوقف عن التظاهر بأنها لا ترى أن نتنياهو يكذب عليها، وأنه لا يمكنها أن تثق به. وأفضل شيء يمكن أن تفعله هذه الإدارة أن تعلن أن رئيس الوزراء هو شخص غير مرغوب فيه.