الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاولة أمريكية للتأثير في تركيبة حكومة نتنياهو

نشر بتاريخ: 24/03/2015 ( آخر تحديث: 25/03/2015 الساعة: 12:46 )
محاولة أمريكية للتأثير في تركيبة حكومة نتنياهو
بيت لحم- معا- وصف المحلل العسكري والأمني لموقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني "روني بن يشاي" تسريب قضية تجسس اسرائيلعلىالولاياتالمتحدةخلال عملية التفاوض مع إيران وذلك عبر التقرير الصادر اليوم "الثلاثاء" في صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه غير عادل وتافه.

"الإدارة الأمريكية والموظف الكبير الذي سرب النبأ للصحيفة المذكورة يعرفان تمام المعرفة أن إسرائيل تملك وسائل مشروعة عبر الشركاء الآخرين في المفاوضات للحصول على معلومات، إضافة لعمليات مشروعة أخرى عبر أجهزة الاستخبارات التي ليس من السر الحديث عن امتلاكها قدرات ووسائل لمعرفة ما يجري في المفاوضات الجارية من خلال الاتصالات التي تتم بين إيران وممثليها في الخارج" قال "بن يشاي".

وأضاف"من يرى عيوب إسرائيل يجب عليه أن يرى عيوبه أولا، فوفقا للنبأ اعترضت الولايات المتحدة اتصالات إسرائيلية أثبتت لها أن إسرائيل تتجسس عليها هل يسمح للأمريكان الذين لا يواجهون تهديدات أمنية مباشرة التجسس على حلفائها في الشرق الأوسط؟ فيما يمنع ذلك عن حليفتها "إسرائيل" التي تواجه التهديدات الأمنية الإيرانية المباشرة ويمنع عليها ان تعلم وتفحص ماذا تفعل الولايات المتحدة من خلف ظهرها؟".

"ومع ذلك وبعيدا عن الأسئلة المنطقية والأخلاقية يجب علينا أن نفهم بان تسريب نبأ التجسس الإسرائيلي كما يبدو جزء من المعركة التي تديرها الولايات المتحدة وتتضمن مفاهيم وأبعاد سياسية وليس مجرد عملية سياسية انتقامية فقط ضد نتنياهو بل عملية سياسية محسوبة جيدا خططتها إدارة الرئيس اوباما قبل الانتخابات بفترة طويلة تحسبا لإمكانية فوز نتنياهو" قال "بن يشاي".

يمكن القول بكل صدق إن نتنياهو كسب العاصفة الإعلامية التي أدارها البيت الأبيض ضده رغم أنه وعبر خطابه أمام الكونغرس وإعلانه بان دولة فلسطينية لن تقوم في عهده وهو الإعلان الذي تراجع عنه وتصريحاته ضد عرب إسرائيل والتي اعتذر عنها زود إدارة اوباما بالذخيرة التي تحتاجها لاهانة نتنياهو ردا على أهانته للرئيس الأمريكي حين أصر على إلقاء الخطاب رغم انفه وانف إدارته.

يقف من وراء المعركة التي تديرها الإدارة الأمريكية ضد نتنياهو مخاوف عميقة تتعلق بموضوعين، الأول خطر قيام إسرائيل بإحباط اتفاق نووي مع إيران والثاني الخشية من تسبب حكومة يمينية بمواجهة عنيفة مع الفلسطينيين في الضفة ومع حماس في غزة كما تخشى الإدارة الأمريكية من أن تجبرها حكومة إسرائيلية يمينية متعنتة على استخدام الفيتو ضد كافة الاقتراحات والقرارات المعروضة على مجلس الأمن بما في ذلك تلك التي تقدمها حلفاء الإدارة الأوروبيين بل أسوأ من ذلك أن تجبرها على الدخول في مواجهة مع جزء كبير من يهود أمريكا ومؤيديهم في الحزب الجمهوري الأمر الذي حذر منه مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي حين دعا اوباما إلى عدم منح نتنياهو فرصة أحداث شرخ مع اليهود مؤيدي الحزب وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستجري عام 2016.

وتساءل "بن يشاي" عما تريد الإدارة الأمريكية تحقيقه من هذه المعركة الإعلامية والدبلوماسية، قائلا "بأنهم يريدون تخفيض ارتفاع السنة اللهب والمواجهة الأخذة في التطور بين الرئيس الفلسطيني ابو مازن ونتنياهو ولهذه الغاية تريد الإدارة الأمريكية التأثير على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية القادمة ولسان حالها يقول إذا كان بالإمكان منع إقامة حكومة يمينية ضيقة او في حال قامت هذه الحكومة يجب أن يتولى الوزارات الهامة المفتاحية وزراء "معتدلين" نسبيا لان نفتالي بينت في وزارة الخارجية هو "كابوس" بالنسبة للأمريكان.

وتحاول الإدارة الأمريكية أيضا التأثير على "الخطوط العريضة" للحكومة حيث يريد أن تتضمن وثيقة الخطوط العريضة نصا واضحا يقول بان إسرائيل ملتزمة بحل الدولتين لشعبين وستعمل كل ما في وسعها لتحقيق وتنفيذ هذا الحل ألان وليس في المستقبل البعيد.

تفضل واشنطن رؤية حكومة وحدة وطنية في إسرائيل ويبدو أن الضغط الأمريكي يهدف لتحقيق هذه الغاية كما تحاول الإدارة الأمريكية الضغط على نتنياهو لإنهاء تجميد أموال الضرائب الفلسطينية وهذا بالضبط ما قصدته الإدارة الأمريكية حين قالت بأنها معنية بالأفعال وليس بالأقوال وتهدد الإدارة الأمريكية بدعم قرارا امميا ضد الاستيطان وتهدف من هذا التهديد إجبار إسرائيل إلى اتخاذ قرار بتجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات التي لن تبقى تحت سيطرتها.

واختتم "بين يشاي " تحليله بالقول"تهمة التجسس هدفت اولا قبل كل شيء تقييد حرية وإضعاف قدرة أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري الذين يخططون لاتخاذ خطوات ضد اتفاق متوقع مع إيران وكل عضو كونغرس ديمقراطي او جمهوري سيستخدم معلومات حصل عليها من إسرائيل بهدف التأثير عليه للتصويت ضد الاتفاق سيكون عمليا متهما بنوع من الخيانة كونه استخدم معلومات ومواد تم الحصول عليها عبر عمليات تجسس أجنبية استهدفت الولايات المتحدة.

لذلك يمكن القول بان الحملة التي تديرها إدارة اوباما ضد نتنياهو لا تهدف فقط للانتقام منه بل لتحقيق أهداف سياسية إستراتيجية قبل قيام الحكومة الإسرائيلية الجديدة وقبل أن يصبح تحقيق هذه الأهداف متأخرا جدا.