رام الله -معا - تحت رعاية محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام وبحضورها، نظم اتحاد العمل النسوي بالتعاون مع اتحاد شباب الاستقلال حفل تكريم للنساء الفلسطينيات المشاركات في إطلاق أول إطار نسوي على المستوى الفلسطيني والعربي وهي لجنة العمل النسائي والتي تأسست عام 1978 بمشاركة ممثلات عن مختلف الأطياف السياسية والفكرية الفلسطينية.
وافتتحت الأمينة العامة للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" زهيرة كمال، بالتزامن مع ذلك، معرض صور تحت عنوان (المسيرة) وثق لنضال المرأة الفلسطينية خلال حقب تاريخية مختلفة من عمر الثورة الفلسطينية.
وأقيم المعرض وحفل التكريم في قاعة منتزه البيرة وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم وحضره حشد غفير من الفعاليات النسوية والمهتمين والمهتمات وعدد من عضوات وكادر اتحاد العمل النسوي واتحاد شباب الاستقلال وشاركت فيه نائب الأمينة العامة لـ "فدا" سهام البرغوثي ونائب رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية نهاية محمد، ومدير مؤسسة الناشر سعد عبد الهادي والذي تم تقديم الشكر لمؤسسته على رعايتها الكريمة لمعرض الصور.
واستهلت عريفتا الحفل منال عوض الله ونبيلة رزق بتوجيه التحية للمرأة وخاصة للنساء العاملات، والأسيرات في سجون الاحتلال، ولكل الفلاحات المرتبطات بالأرض، وكل الطالبات الساعيات لنيل العلم، وللأمهات داخل بيوتهن دون أجر مالي. كما حيتا المناضلات في جميع الميادين، وكل النساء المناضلات في العالم اجمع، والمرأة العربية المشاركة في النضال ضد الظلم والقهر والتمييز، ومن أجل التحول الديمقراطي كل في بلدها.
وأوضحت عوض الله ورزق أن هذا الحفل والمعرض جاءا لتكريم النساء الأوائل اللواتي "وضعن اللبنة الأساسية للعمل النسوي ذي البعد السياسي والجماهيري في الوطن؛ فقد التقين من مشارب سياسية مختلفة لكن الهم الواحد قد جمعهن من أجل فلسطين ومن أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية".
وكانت في مقدمة المتحدثين في الحفل، والذي جرى فيه تكريم (53 امرأة) من النساء الرياديات ، محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام التي نقلت تحيات الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للمرأة الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وللأم الفلسطينية بمناسبة حلول عيد الأم، وبمناسبة قرب حلول يوم الأرض الخالد.
كما حيت غنام اتحاد العمل النسوي على هذا الجهد لما فيه من أهمية في توثيق التجربة النضالية للمرأة الفلسطينية والتي لا تقل مستوى ولا أثرا عن التجربة النضالية لأخيها الرجل.
وألقت السيدة نهاية محمد كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والتي أكدت فيها على ترابط مكونات الحركة النسوية الفلسطينية في الداخل والخارج وأشادت بدور الأطر النسوية الجماهيرية في تعزيز الدور النضالي للمرأة الفلسطينية.
واستذكرت محمد في كلمتها أول رئيسة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عصام عبد الهادي وترحمت على روحها داعية للامتثال بتجربتها والحفاظ على الإرث الذي تركته لنا ودعت إلى المزيد من الوحدة والتماسك بين النساء الفلسطينيات تحت مظلمة الاتحاد.
بدورها، استهلت الأمينة العامة لـ "فدا" الرفيقة زهيرة كمال كلمتها بتوجيه التحية للنساء المكرمات، وقالت "إن هذه الباقة من المناضلات الفلسطينيات استجبن لمبادرة تشكيل أول إطار نسوي جماهيري في فلسطين في الثامن من آذار عام 1978، والذي كان عمليا أول إطار جماهيري يتشكل في الوطن العربي".
وبعد أن استعرضت التجربة النضالية الغنية لاتحاد العمل النسائي الفلسطيني والانجازات التي حققها، قالت الرفيقة كمال "إن أبرز التحديات التي تواجهها النساء هي محاولة الانقضاض على منجزات المرأة وبخاصة تلك المتعلقة بتعديل القوانين الجائرة، كقانون الأسرة أو الأحوال الشخصية، وقانون العقوبات، وضمان حق المرأة في المشاركة السياسية عبر تخصيص مقاعد للنساء في المجالس البرلمانية والهيئات المحلية (الكوتا)".
وأكدت كمال "أن هذا يتطلب منا جميعا التوافق على برنامج عمل ينقل الاهتمام من قضايا خاصة بالمرأة إلى القضايا العامة ودراسة تأثيرها على المرأة كمراجعة الموازنات العامة لمعرفة مدى استجابتها للأولويات السياسية الاجتماعية والاقتصادية" كما أضافت "أن الحقوق الإنسانية تتطلب وضع قوانين وتشريعات، والتزام بتطبيق هذه القوانين عبر أنظمة يلتزم الجميع بتطبيقها، ووعي المرأة لهذه القوانين مترابطا مع وعي المجتمع لها".
وختمت الأمينة العامة لـ "فدا" كلمتها بالقول "علينا أن نعمل معا كأحزاب سياسية تقدمية ومع مؤسسات المجتمع المدني من أجل دولة مدنية تتعزز فيها حقوق الإنسان وتلغى فيها كافة أشكال التمييز المبني على الجنس أو العرق أو الدين".
وتوجهت مجد سمحان من اتحاد شباب الاستقلال في كلمتها للنساء المكرمات قائلة "إننا اليوم شباب وشابات نقف مرفوعين الرأس بكن وبحركتنا النسوية التي بادرتن إلى تشكيلها وبتاريخها النضالي وما حققته من إنجازات متراكمة لبنات وأبناء هذا الوطن كان آخرها إقرار كوتا نسائية للمرأة الفلسطينية بنسبة 30 في المئة، وهو ما يعد خطوة إيجابية على طريق الوصول إلى المساواة الكاملة مع الرجل".
أما الصيدلانية كاملة الكردي فألقت كلمة النساء الرياديات المكرمات والتي استذكرت فيها بدايات تجربة تشكيل أول إطار نسوي فلسطيني وحجم الالتفاف الذي قوبل به من جموع النساء الفلسطينيات، وربطت النجاحات التي حققها هذا الإطار بما تميزت به قيادته من تواصل مع مختلف قطاعات النساء.
هذا وتخلل الحفل عرض فيلم تسجيلي تحدث عن أنشطة اتحاد العمل النسوي في مختلف الميادين والمحافظات الفلسطينية.
وقدمت الفنانة دورين امنير وصلة غنائية أهدتها لـ "ست الحبايب" ومن ثم جرى تكريم النساء الرياديات مع استعراض لمحة موجزة عن الدور النضالي لكل منهن.