اللواء الرجوب .. دقّت ساعة العمل
نشر بتاريخ: 25/03/2015 ( آخر تحديث: 25/03/2015 الساعة: 19:07 )
بقلم: بدر مكي
وقّع اللواء جبريل الرجوب على مشروع قرار فلسطيني سيقدم لكونغرس الفيفا، المقرر انعقاده أواخر شهر ايار المقبل، يطالب خلاله بتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا لحين التزامها بالقوانين والأنظمة المعمول بها في أكبر محفل عالمي للعبة كرة القدم.
واستند اللواء الرجوب في مشروع القرار الفلسطيني إلى عناصر أساسية في شأن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة بحق الرياضة الفلسطينية، وأهمها عرقلة تطور اللعبة وكذا التجهيزات الرياضية وإقامة المنشآت وحرية الحركة بين مكونات الوطن والخارج، وإعاقة استضافة الاستحقاقات الرسمية والمباريات الودية، وكذلك إقامة الدوري الفلسطيني في كافة أرجاء الوطن.
محاولات عدة جرت سابقاً من أجل ضمان الحد من ممارسات الكيان العبري بحق الرياضة الفلسطينية، وكان على إطلاع مباشر عليها رأس الهرم بالفيفا السيد بلاتر، وكذا الويفا ورئيسه ميشيل بلاتيني والشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس اتحاد آسيا، وطلال بن بدر رئيس اتحاد اللجان الأولمبية العربية، وكذلك رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق جاك روغ ورئيسها الحالي توماس باخ.
وهناك رصد وتوثيق كامل ومتكامل لكل اجراءات وممارسات وخروقات الكيان، بالكلمة والصورة وأشرطة الفيديو، تثبت تورط الكيان وبصورة ممنهجة في المساس بمكتسبات الحركة الرياضية التي تشهد حراكاً غير مسبوق في السنوات الاخيرة، في محاولة من هذا الكيان للسيطرة على الإرادة الفلسطينية.
وزاد الامر في الممارسات الاسرائيلية بحق أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني، في القطاع الرياضي تحديداً، بالتعامل معهم وكأنهم كائنات من الدرجة الثانية، من جهة الألفاظ البذيئة التي تطال رموزنا الدينية، ما يفسر الوجه القبيح لهذه الدولة الخارجة عن القانون والتي تفوح من مكوناتها رائحة التمييز العنصري.
كما ينتهك الكيان العبري القانون الدولي في شأن مشاركة خمسة أندية اسرائيلية في الدوري العام الإسرائيلي، وهي اندية تقبع في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المحتلة عام 67، وهذا يخالف قرارات الشرعية الدولية كون المستوطنات غير شرعية، وهي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بعد كل ما تقدم فأن المشروع الفلسطيني الأول الذي يقدم في محفل رياضي عالمي، يحتاج إلى اسناد ودعم الدول الشقيقة والصديقة وذلك للوصول لموافقة ثلاثة أرباع أعضاء الكونغرس البالغ عددهم 209 دول، من أجل تعليق عضوية الكيان العبري، ممايعني احتياجنا إلى 156 دولة لتكون إلى جانب مشروع القرار التاريخي.
إن جهود اللواء الرجوب في هذا الشأن، سيكون لها تداعياتها سواء نجح القرار أم لم ينجح، حيث تجري اتصالات شرقاً وغرباً لإيضاح حقيقة هذا الاحتلال، وسيكون لهذا المشروع صدى ايجابي لصالح الكرة الفلسطينية، حيث تدق ساعة الحقيقة أمام العالم ليقول كلمته، امام احتلال يحاول قتل حق الفلسطيني في حرية الحركة واللعب على أرضه.
إن اللواء الرجوب يحرك المياه الرادكة بقوة، ويطالب بحق بلاده في تطوير الكرة الفلسطينية في كافة المجالات، وهذه اللعبة التي جاءت بكل العالم إلى فلسطين، وأخذ العالم ينظر إلينا باحترام لا باستعطاف، وبتقدير لا بكمالة عدد.
ويخشى الاحتلال من هذا الاهتمام البالغ بالرياضة الفلسطينية سواء محلياً أو دولياً، لأنّ ذلك يؤكد على حقيقة أن هذا الشعب يستحق الحياة، وهو متجذر في أرضه ومرابط فيها إلى يوم الدين.
وأعتقد ان العالم حين يسمع بما يحدث من انتهاكات فاضحة من قبل الكيان العبري بحق الرياضة الفلسطينية، سيطرح عشرات الأسئلة عن هذه الدولة المارقة، التي تمنع الاطفال من اللعب (كما حدث في ملعب جبل الزيتون)، وتقتل اللاعبين ( كما حدث في غرة)، وتعتقل اللاعبين (كما حدث في بيت أمر)، وعشرات النماذج في كل بقعة من بقاع الأراضي الفلسطينية، تتعرض صباح مساء لإجراءات الطارئ على هذه الأرض.
في العديد من المحافل وخاصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، كنا نحظى بتصويت عال في العديد من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ( الجدار، الاستيطان، الأسرى، القدس) .. ولكن الآن .. نحن ننتظر من الجمعية العامة في الاتحاد الدولي أن توافق على قرار تعليق العضوية لدولة الاحتلال، لأن ما ينطبق في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والانسانية، ينطبق بالضرورة على الشأن الرياضي .. ولكن مردود التصويت في كونغرس الفيفا له تبعات تعليق العضوية، وهذا ما نصبوا إليه.
وإنّ محاسبة إسرائيل على تدخلها السافر في الرياضة الفلسطينية، أصبح مطلباً ملحاً، ولا يعقل أن كرة القدم التي تمتاز بشعارات اللعب النظيف والتنافس الشريف، تواجه صلفاً وحقداً من جانب عضو في الفيفا فوق القانون، ولذا يجب تضافر جهود العالم لحماية اللعبة من هكذا عضو يجب بتره.