الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسيرة الاعتراف من النقب إلى القدس

نشر بتاريخ: 26/03/2015 ( آخر تحديث: 28/03/2015 الساعة: 09:55 )
مسيرة الاعتراف من النقب إلى القدس

بئر السبع - تقرير معا - في بادرة هي الأولى من نوعها، قرر رئيس القائمة المشتركة، النائب المنتخب أيمن عودة، السير على الأقدام مع زملائه وناشطين، وذلك من قرية وادي النعم مسلوبة الاعتراف وحتى القدس، ليبدأ خطابه الأول في الكنيست الإسرائيلي بالحديث عن ضرورة الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب. ومن المتوقع أن يتم تسليم العريضة للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريبلين بعد عودة الأخير من سنغافورة.


وقال رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، لمراسل "معا": "وجود قرى غير معترف بها حكوميًا، أو منزوعة الاعتراف، بلا ماء ولا كهرباء ولا مدارس ولا مؤسسات، هذه القرى موجودة قبل قيام إسرائيل بعشرات وبعضها بمئات السنين، هي ليست وصمة عار وحسب، وإنما جريمة ومأساة متواصلة. الآن قبل تشكيل الحكومة وتشكيل خطوطها العريضة واستراتيجياتها، والآن قبل إرجاع مخطط برافر بحلة جديدة، قررت أن أسير من النقب حتى الكنيست قبل الخطاب الأوّل للتأكيد على أولوية القضية وعلى عمق الجريمة المستمرة وعلى أهمية تسليط الأضواء عليها". وأردف قائلا: "لا نعد أهلنا إلا بالنضال وعرق الجبين في الطريق الطويل حتى انتزاع الحقوق".


ويعيش عشرات آلاف السكان البدو في النقب في أكثر من أربعين قرية غير معترف بها. والنقب هي البقعةُ الوحيدةُ التي يعيش عشرات آلاف المواطنين فيها بدون كهرباء أو ماء، رغم أنّ خطوط المياه وأعمدة الكهرباء تمرُّ من جانبهم أو فوق رؤوسهم.
يشار إلى أنه نحو مائة ألف من بدو النقب ينتظرون الإعتراف. جريمتهم الوحيدة هي أنهم يريدون البقاء على أرضِهِم، ولكن تأبى سلطات إسرائيل إلا أن تردَّ عليهم بلغة الجرافاتِ المعززةِ بمئات رجالِ الشرطة. هكذا يترعرعُ جيلٌ بعد جيلٍ منذ عشرات السنين.
وكان عودة قد اجتمع يوم الاثنين مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب ولجنة التوجيه العليا في النقب، للتأكيد على المسيرة التي تنطلق اليوم "لتحمل رسالة أهالي وأبناء القرى غير المعترف بها لرئيس الدولة رؤفين ريفلين والسلطة التشريعية المنتخبة الكنيست" كما قالت القائمة المشتركة. ويشارك كل من رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الأعسم ومدير المجلس فادي مسامرة في المسيرة.


وإلى جانب عودة يشارك أيضا في المسيرة كل من طلب أبو عرار ودوف حنين، وكذلك النائب السابق طلب الصانع، والناشطين جمعة الزبارقة ويوسف العطاونة وسعيد الخرومي ود. ثابت أبو راس، والعديد من النشطاء البارزين في النقب وممثلي العديد من القرى التي يواصل أهلها النضال من أجل الاعتراف بقراهم.
وأكدت القائمة المشتركة في بيان إنه "سيتم تسليم رئيس الدولة الاسرائيلي ريفلين نسخة من المخطط البديل للاعتراف بالقرى غير المعترف بها، وحثه على بذل كافة الجهود من أجل إنهاء معاناة أهالي وأطفال هذه القرى. ووضع هذه القضية على رأس سلم عمل القائمة المشتركة في الكنيست، حيث سيقوم المحامي أيمن عودة بإلقاء خطابه الأول في الكنيست في الأول من نيسان، ليضع البديلة للاعتراف بهذه القرى على جدول أعمال الكنيست".


وانطلقت المسيرة من قرية وادي النعم غير المعترف بها جنوب بئر السبع الخميس باتجاه بئر السبع، ومن ثم إلى قرية العراقيب غير المعترف بها، لتكون المحطة الأولى للمسيرة والمبيت فيها. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية الشوارع أمام حركة السير في المناطق التي اضطر فيها الناشطون بقطع الشوارع. وستنطلق المسيرة صباح يوم غد من العراقيب باتجاه أحراج بيت جبرين لتكون المحطة الثانية، وفي اليوم الثالث (السبت) تنطلق المسيرة باتجاه بلدة أبو غوش وقريتي عين رافة وبيت نقوبا الفلسطينيتين بمحيط القدس على أن تصل المسيرة في اليوم الرابع (الأحد) إلى القدس.


وأكد عودة أن "هذه المسيرة هي تعبير عن معاناة أهالي القرى غير المعترف بها، والأطفال الذين يسيرون أكثر من 10 كيلومترات ذهابًا وايابًا الى مدارسهم يوميًا، ولا يعقل أن سكان بئر السبع وتل ابيب لا يعرفون حتى اليوم أن هناك 40 قرية بدون ماء ولا كهرباء، بيوتهم مهددة بالهدم يوميًا. هذه المسيرة هي مرحلة أخرى من مراحل النضال الدؤوب المثابر من أجل تحقيق الاعتراف بهذه القرى، كحق أساسي لكل انسان".


وكانت قد تعرضت قرية العراقيب للهدم أكثر من 80 مرة منذ العام 2006، فيما تهدف السلطات الإسرائيلية لبناء بلدة يهودية باسم "حيران" على أراضي قرية "أم الحيران" العربية غير المعترف بها في النقب في جبال عتير جنوب جبل الخليل.


مسيرة رمزية هي قمة التواصل مع الجماهير الذين ينتظرون أفعالا وليس أقوالا فحسب من ممثليهم وقيادتهم. والقائمة المشتركة تنفذ هذه المسيرة عشية يوم الأرض للفت انتباه العالم بأسره إلى هذه المنطقة الوحيدة في الكون، التي يريد سكانها العيش فيها بكرامة وبناء بيوتهم على أراضيهم.. وتأبى المؤسسةُ الإسرائيليةُ إلا أن تهدم بيوتهم على رؤوسِهِم وأن تحرثَ مزروعاتَهَم وأن تضيّق عليهم سبل العيش.

يشار إلى أنّ الزميل ياسر العقبي أعد تقريرا لفضائية معا سيبث في نشرة أخبار الثامنة.