نشر بتاريخ: 28/03/2015 ( آخر تحديث: 02/04/2015 الساعة: 18:15 )
بئر السبع - معا - عقد القسم الابتدائي لتأهيل المعلمين من فلسطيني 48 وقسم رياض الأطفال في كليّة "كي" في بئر السبع، بالاشتراك مع أجيك-معهد النّقب، مؤتمرًا بعنوان: "الأسرة في المجتمع العربيّ: واقع وتحدّيات".
وقد شارك فيه نخبة من المختصّين والخبراء في مجال الأسرة والمجتمع، كان على رأسهم القاضي الدكتور حمزة حمزة، رئيس المحكمة الشّرعيّة في الطّيبة.
كما شارك في هذا اليوم خير الدّين الباز، مدير عام مشارك في أجيك-معهد النّقب، وأميرة أبو سرحان، مديرة قسم المجتمع العربي-البدوي في جمعيّة نقب بار-كيما، هذا بالإضافة إلى الممثّلة خولة الحاج دبسي، التي قدّمت مشهدَيْن كوميديّيْن ساخرَيْن في قمّة الروعة والأداء، عالجت فيهما أثر العولمة والتّقنيّة الحديثة على أفراد الأسرة العربية، كما عالجت العلاقة بين الزّوج وزوجته وأثر ذلك على التّربية داخل الأسرة العربيّة.
افتتحت هذا اليوم رئيسة الكليّة، البروفسورة ليئه كوزمينسكي، التي رحّبت بالضيوف المشاركين والحضور من طلاب الكليّة ومنطقة الجنوب. كما أثنت على القائمين على المؤتمر بينهم الدكتور سليم أبو جابر، رئيس القسم الابتدائي لتأهيل المعلمين العرب ورئيس مركز أبحاث تدريس اللغة العربية، والدكتورة آمال أبو سعد رئيسة قسم الطفولة في الكليّة، التي رحّبت بدورها بالضيوف والحاضرين. وأنهت كلمتها قائلة: إن مثل هذه الأيام الدّراسيّة والمؤتمرات التي تُعقد في الكلية سنويًّا، تلعب دورًا هامّا في بناء الفرد والأسرة والمجتمع على مبادئ التسامح والعدالة والمساواة على كافّة الأصعدة. لذلك، فإنّنا نوليها أهميّة كبيرة.
وفي كلمته الترحيبية، أشار الدكتور سليم أبو جابر إلى أهميّة عقد مثل هذه الأيام الدراسية التي تتناول قضايا الأسرة والمجتمع العربي في البلاد، خاصّة ومجتمعنا العربيّ يمّر في مرحلة خطيرة، يعاني فيها من عملية لتفكّك الأسرة وتهميش دور الوالدَيْن فيها، وتفشّي ظاهرة العنف الذي يضرب بقسوة مجتمعنا العربي، بسبب غياب التّربية السّليمة القائمة على مبادئ التسامح والرحمة التي نادت بها الدّيانات السماويّة ونبيّ الرحمة علية الصلاة والسّلام".
في الجلسة الأولى ألقى القاضي الدّكتور حمزة حمزة، محاضرة بعنوان: تحدّيات أمام الأسرة العربيّة: عقبات وحلول، حيث طرح أمام الحضور المشكلات العصيبة التي تواجه الأسرة العربية في المجتمع العربي في إسرائيل والبلدان العربية المحيطة. كما حاول سماحته وَضْع حلول لهذه المشكلات التي تواجه الأسرة العربية، وخاصّة ظاهرة الطّلاق المتفشّية بين الأزواج الشّابة والتي تتجاوز نسبة الـ20%.
وأضاف القاضي: إنّ من أهمّ المسؤوليات على عاتق الوالدَيْن هي أن يكونا قدوة في التعامل والتسامح فيما بينهما وتوزيع الأدوار في عملية إدارة الأسرة وتنشئة الأبناء والبنات على الفضيلة والتربية السّليمة. أمّا السيّدة أميرة أبو سرحان، فقد ألقت محاضرة بعنوان: التّربية الأسرية وعلاقاتنا الاجتماعيّة- بين الحاضر والماض، حيث أكّدت فيها على الدور التربويّ للوالدَيْن في البيت وأهمية ربط وتواصل ذلك بدور المدرسة والمرحلة الجامعيّة.
أمّا الجلسة الثانية في هذا المؤتمر، فقد تناولت محاضرة لاخصائي علم الاجتماع خير الدين الباز، كانت بعنوان: تأثير التغيير على المجتمع والعائلة العربية في الجنوب. وفي هذا المقام بسط السيّد الباز معطيات مؤلمة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي الذي تعاني منه الأسرة العربية والمجتمع العربي في الجنوب.
وقد أكّد الباز أنّ هذا الوضع المتردّي الذي نعاني منه يعود إلى النّسبة المتدنّية جدًا لطلبة العِلم والمنتسبين للمؤسسات الأكاديميّة بعد المرحلة الثانوية، وخاصة بين أوساط الذّكور في المجتمع العربي في النّقب. وفي هذه الجلسة أيضًا، دار حوار مفتوح بين الضّيوف المحاضرين والحضور المشاركين والطلبة من كليّة "كي" بعنوان: تأثير التّمدّن، والإعلام والاقتصاد على المبنى التّقليديّ للأسرة العربية في إسرائيل.
في ختام هذا اليوم، لخّص الدكتور أحمد العطاونة التّحديات التي تواجه الأسرة العربية في البلاد، مثل: التطوّر المُذهل في تكنولوجيا الاتصال الحديثة. حيث أكّد على أهميّة برامج التّوعيّة من خلال الأيام الدّراسيّة والمؤتمرات بهذا الخصوص. كذلك أشار إلى أهميّة التّعامل بمرونة وتسامح داخل الأسرة خاصّة بين الزّوجَيْن، والتوازن بين الحداثة والمحافظة على الموروث من العادات والتقاليد الاجتماعية العربية الكريمة التي تتماشى مع روح الإسلام الحنيف.