بيت لحم - تقرير معا - يرحب الكثير من الناس بالعمل بالتوقيت الصيفي "تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة الى الامام" ويعطيهم فسحة طويلة من ساعات النهار لقضاء اعمالهم وحاجاتهم .
وفلسطين كغيرها من الدول قررت العمل بنظامي التوقيت منذ مجيء السلطة الفلسطينية، الاول بالتوقيت الشتوي والذي يبدأ بالخريف وهو تأخير عقارب الساعة 60 دقيقة الى الوراء حيث تكون ساعات النهار قصيرة مقارنة مع الليل، والثاني صيفي في الربيع ويكون النهار طويلا بسبب تأخر غياب الشمس.
وللتوقيت الصيفي اثار ايجابية وسلبية على صعيد صحة الانسان، وكذلك من الناحية الاقتصادية والطاقة .
التأثير الصحي
الدكتور عيسى قديمات استشاري قلب، أكد في مقابلة لغرفة تحرير وكالة معا ان العمل بالتوقيت الصيفي له فائدة على صحة الانسان، حيث يبدأ الشخص يومه مع شروق الشمس وينهي عمله في ساعات الظهيرة عندما تكون درجات الحرارة عالية، وبذلك يحصل على جزء كبير من الراحة خلال ساعات النهار الاخيرة قبل غياب الشمس.
واضاف قديمات ان الساعة البيولوجية للانسان لا تتأثر نتيجة تغير التوقيت من شتوي الى صيفي، وأن ذلك يعود لقدرة الانسان على تعويد نفسه للنوم، مضيفا ان نسيم الصباح في التوقيت الصيفي والمعروف باسم "اوكسيد الاوكسجين" مفيد جدا للدماغ وينقي الرئتين، فيما يصبح الهواء بعد شروق الشمس "O2" والذي لا يحمل اي فائدة كبيرة للانسان.
وتابع قديمات ان الانسان بحاجة يوميا للنوم ما بين 6- 7 ساعات تقريبا، وان الساعة البيولوجية في جسم الانسان تعتمد على شروق الشمس ودخول ساعات الليل ويستطيع الانسان ضبطها خلال الاسبوع الاول من تغيير التوقيت.
وفيما يتعلق بامكانية اصابة الانسان بالجلطات خلال التوقيت الصيفي، اكد قديمات ان الانسان معرض للجلطات القلبية في ساعات الصباح من التوقيت الصيفي، مضيفا ان التغيرات الهرمونية تكون كبيرة في ساعات الصباح وتبدأ دقات القلب بالزيادة ويكون الانسان في ذروة النشاط وبذلك يصاب بالجلطات القلبية.
فيما يصاب الانسان بالجلطات الدماغية في ساعات الليل من التوقيت الشتوي .
واضاف قديمات ان الانسان قادر على الحفاظ على صحته من الاخلال الافطار في ساعات الصباح بشكل يومي باعتبار ان الافطار من اهم الوجبات الغذائية، حيث يكثر الانسان من شرب السوائل في الصيف، وفي الشتاء يكثر الشخص من الوجبات الغذائية خاصة ان الجو يكون باردا وبذلك يحتاج الانسان الى الطاقة والحرارة .
اقتصاديا
ومن الناحية الاقتصادية اكد المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم ان العمل بالتوقيت الصيفي بدأ في الدول الصناعية لتوفير الطاقة في المناجم والمصانع والذهاب للعمل مبكرا والعودة دون التاخر في ساعات الليل .
اما فلسطينيا اكد عبد الكريم أن الاقتصاد الفلسطيني بسيط، وان تغيير التوقيت ليس له الاثر الكبير على اقتصادنا وتاثيرته على الطاقة والاقتصاد لا تذكر، وهو غاية سياسية للسلطة ليس اكثر.
وكان الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784, ولكن لم تبدو الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين, حيث طرحَهَا من جديدٍ البريطاني وليام ويلت الذي بذَلَ جهوداً في ترويجها، وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.
و تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
وكان أول من قَدَّم التوقيت الصيفي الحديث هو عالم الحشرات النيوزلندي جورج فيرمون هودسون، الذي أعطاه عمله متعدّد الورديَّات أوقات فراغٍ لجمع الحشرات، وجعله يُقدِّر ساعات ضوء النهار.
تقرير زهير الشاعر