الحسيني نقل دعم الرئيس له:مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت احتفل باطلاق مشروع "قدرات"
نشر بتاريخ: 07/09/2007 ( آخر تحديث: 07/09/2007 الساعة: 22:05 )
رام الله - معا - اكد امين عام ديوان الرئاسة، د.رفيق الحسيني، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس ،خلال حفل اطلاق برنامج قُدُرات (CAPABILITY) الخاص بتطوير قدرات المؤسسات الفلسطينية العاملة في حقل التعلم والتعليم، الذي جرى تنظيمه في مقر مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت، مساء امس، دعم مؤسسة الرئاسة والرئيس محمود عباس للجهود المبذولة لتطوير واقع المؤسسات التعليمية الفلسطينية وتعميم استخدام تكنولوجيا المعلومات في الجامعات والمعاهد والمدارس الفلسطينية.
وشدد الحسيني على دعم الرئيس محمود عباس ومؤسسة الرئاسة لاطلاق هذا المشروع الحيوي الذي اعتبره بانه يساهم في تعزيز القدرات والخبرات الفلسطينية في مجال تطوير التعلم والتعليم وتقدما حلولا عملية لتعليم افضل.
ونقل تحيات ودعم الرئيس عباس لاطلاق هذا المشروع الهام، كما اشاد بالدور الذي تلعبه جامعة بيرزيت التي تعتبر من الجامعات السباقة في المضي بالعملية التعلمية والتعليمية للامام وتحسين نوعية وجودة التعليم.
واشار الى اهمية مواصلة العمل من اجل تطوير الخبرات والكفاءات الفلسطينية في هذا المجال وخلق نماذج ابداعية لتعميمها للعالم اجمع، مؤكدا في الوقت ذاته وجوب عدم نسيان ان الشعب الفلسطيني مازال يعيش تحت الاحتلال وان الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها تكون احد الوسائل التي يمكن استخدامها للخلاص من الاحتلال.
وعبرت وزيرة التربية والتعليم العالي، لميس العلمي، عن سعادتها لاطلاق مثل هذا المشروع الحيوي والذي يعزز دعما استخدام تكنولوجيا المعلومات في المجتمع الفلسطيني وفي دعم مؤسسات التعليم خاصة في ظل وجود التوجه الدولي المتعاظم نحو العولمة، مؤكدا ان انجاز هذا المشروع يمثل دليل على اهمية الشراكة الدولية والشراكة المحلية بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتطوير قطاع التعليم من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها في تطوير المجتمع، مشيرا في الاطار ذاته الى حرص الوزارة على دعم الافكار الابداعية الخلاقة وحرصها على تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الداعمة لاستخدام التكنولوجيا في تحسين نوعية وجودة التعليم والتعلم في فلسطين.
وقال رئيس جامعة بيرزيت، ، د.نبيل قسيس، ان الفلسطينيين خلال تاريخهم الطويل اعتمدوا على المصادر البشرية للبقاء و النمو كأمة، وان التعليم اعتبر دوما متطلب و شرط مسبق للتطور والتنمية الحقيقية دون اغفال اننا مازلنا مجبرين بسبب الاحتلال على العيش في مناطق جغرافية أصغر ومحددة لا يتوفر فيها مصادر طبيعية وفيرة.
واضاف " ان رأس المال البشري لايزال للان أهم اصولنا (مواردنا) وانه لا يزال فتيا و في نمو مرتفع" مشيرا الى ان نوعية رأس المال البشري في اي بلد يعتمد الى حد كبير على نظامها التعليمي وقدرته على خدمة الأولويات الوطنية، موضحا في الوقت ذاته ان تخلف رأس المال البشري ستصبح المسؤولية الوطنية واستنزاف الموارد الاقتصادية التي تؤدي الى الصراع وعدم الاستقرار الاجتماعي... المتلازمات التي بدأت بالظهور في فلسطين.
واشار الى ان المؤسسات التعليميه في فلسطين تواجه بعض التحديات الخطيره والتي منها ادامة الاحتلال ، والمصاعب الاقتصادية ، وفرض قيود على التنقل والسفر والواردات الخطيره هجرة الادمغه ، ومحدوديه سوق العمل".
وقال "اننا نواجه فيه عدد متزايد من الطلاب ، والقيود الاقتصادية الخطيره... والسوق العالمية التي تسعى للتنوع في معارفها وتطوير المهارات المبتكرة القادرة على التعلم باستمرار... وغيرها كثيرمن الكفاءات التي لا يتوقع عادة من المؤسسه التعليميه القائمة.
واوضح ان النموذج التقليدي للتعليم في فلسطين ومعظم البلدان الناميه ، يصبح اكثر صعوبة وتكلفة وكثيرا ما تصدع في اطار البيئة الخارجية، وقال "اعتقد ان هذا ينبغي ان يكون واحدا من اعلى الاولويات الوطنية وهو وضع النماذج التي تقدم نوعية التعليم في الحجم... وما نحتاج الى القيام به هو التفكير خارج الصندوق، وعلى الابتكار، واستخدام الأدوات والتكنولوجيات الحديثة من أجل تعلم كيفية الشكل الذي يمكن عمله على نحو أفضل وأسرع وأرخص ، وبطريقة مناسبة ومستمرة ومستدامه ضمن السياق الفلسطيني والاخذ بعين الاعتبار البيئة المحيطة.
واكد ان هذا المشروع هو مبادره تهدف الى بحث وتطوير وتصميم وتنفيذ نماذج ل"خارج الصندوق" حلول عملية ميسورة وتعليم جيد وقادرة على الاستجابة لاحتياجات السوق والمجتمع، وتعزيز قدرة المؤسسه للوصول الى التعلم الفعال وايجاد الحلول الخلاقة التي لا يمكن ان تتحقق الا من خلال عملية تعاونيه تضم العديد من اصحاب المصلحه والشركاء.
واشار الى ان مركز التعليم المستمر يسعى الى توعية المجتمع باعتباره ذراع جامعة بيرزيت في بناء القدرات المؤسسيه، من خلال القدرة وسيتم بناء قدرات مقدمي الخدمات التعليميه لتمكينهم من تقديم ديناميه مبتكرة ونوعية النظم التعليميه والحلول الابداعية.
واكد قسيس ان اطلاق القدرة هو مجرد بداية و خطوة أولى كبيرة تم البدء بها بفعل جهود العاملين الجاد والدعم السخي من المانحين، مقدما شكره لجميع المؤسسات والخبراء والمختصين في انجاز مشروع" قدرة " مبعرا عن امله في ان يصبح حقيقة واقعة.
وقدم شكره لوكالة التنمية النمساويه موحدة للمقاولات (مجلس التعاون الجمركي) ، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي (البرنامج الانمائي) ، وجمعية الرفاه، على ما قدمته من دعم لتحقيق الاهداف استنادا الى منهجيات الإبداع والبحث والتطوير وتبني التكنولوجيا كأداة من خلال تنفيذ هذا المشروع على مدار ثلاثة اعوام متتالية.
واكد نائب رئيس شركة سيسكو، ايفون لارو، الذي زار الاراضي الفلسطينية واجرى مجموعة من اللقاءات مع الرئيس محمود عباس، وعدد من الوزراء في الحكومة اضافة الى ممثلي المؤسسات التعليمية بما في ذلك زيارة مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، انه خرج من خلال هذه الزيارة التي تعتبر الاولى له بانطباعات مشجعة جدا خاصة وانه اطلع عن الكفاءات والقدرات الفلسطينية الخلاقة التي يمكن الاعتماد عليها في لتحويل فلسطين الى منطقة نموذجية من حيث استخدام تكنولوجيا المعلومات والاعتماد عليها في تطوير الحياة للافضل.
وقال ايفون لارو " التكنولوجيا لم تعد توجها بحد ذاتها وانما اصبحت الان اداة فاعلة في التطور والرقي من خلال تطوير التعليم والتعلم في المجتمعات" مؤكدا على اهمية العمل الجاد من اجل تطوير مهارات وقدرات الخبراء والمختصين بما يساهم في توظيف تكنولوجيا المعلومات بصورة مباشرة في تطوير مختلف القطاعات.
وحث لارو الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية للعمل من اجل ان تكون فلسطين نموذجا في منطقة الشرق الاوسط من خلال تقوية قطاع تكنولوجيا المعلومات وتصبح بذلك مثلا لما توفره الهند وايرلندا.
وجرى خلال الحفل توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة بيرزيت، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)،حيث وقع عن الجانب الفلسطيني د.نبيل قسيس في حين وقعها عن الوكالة نائب المفوض العام للوكالة، فليبو جراندي، الذي اكد في كلمته نيابة عن مفوضة الوكالة كرن ابو زيد، عن عمق تقديره وشكره لاتاحة المجال امام الوكالة لتكون جزء من هذا المشروع" قدرة"، مشيرا الى الدور الذي تلعبه الوكالة في تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني في المخيمات والتي يقع قطاع التعليم في مقدمتها كونه يعتبر ركنا اساسيا في عمل الوكالة.
واشار الى اهمية المشروع وطبيعة الدور التعليمي الذي تلعبه جامعة بيرزيت ومركز التعليم المستمر التابع لها في تقديم الدعم الريادي للتعليم في الاراضي الفلسطينية، مؤكدا ان الازمة الراهنة لا تكمن في توفر القدرات وانما تكمن بالاساس في نوعية التعليم وشح المصادر والمشاكل الناجمة عن الاحتلال والتي يدفع التعليم ثمنا لها .
وقال " نحن سعداء لاننا جزء من هذا المشروع الحيوي " مشيرا الى اهمية دعم وسائل الاعلام في التركيز على المشاريع والبرامج الداعمة لتحقيق السلام وعدم اقتصار تركيزها على العنف والقضايا السياسية فقط.
فيما قدم مدير التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت مروان ترزي، شرحا موجزا عن مشروع قدرات (CAPABILITY)، حيث استعراض طبيعة الافكار التي يقوم عليها المشروع والاهداف التي يسعى الى تحقيقها، من خلال تقديم نماذج ابداعية يمكن تعميمها على المجتمع ودول العالم.
وجرى الاعلان عن اطلاق المشروع الذي يعتبر الاول من نوعه في الاراضي الفلسطينية، في المركز في مدينة رام الله، من خلال اطلاق مجموعة من "البلالين" في الهواء والتي تعبر عن اهمية دور تكنولوجيا المعلومات في التطور، وقال ترزي، ان فكرة المشروع "قدرة" نشأت قبل نحو عام ونصف وتمحورت حول الكيفية التي يمكن من خلالها تحسين جودة التعلم والتعليم باستخدام التكنولوجيا كاداة".
واوضح " ان هناك العديد من المبادرات المشابهة التي كان يجري التباحث حولها في عدد من الدول العربية والتي اظهرت وجود دعما قويا لفكرة التعلم والتعليم وتحسين جودة التعليم، مؤكدا ان المشكلة في تحقيق ذلك تمثلت في عدم جاهزية المجتمع من حيث القدرات التقنية وغياب الكفاءات المتخصصة ".
واكد ان المشروع المشروع يركز على محاولة ايجاد الية تساعد في تحقيق بناء القدرات للمؤسسات والافراد لكي يقودوا عملية تحسين جودة التعليم، مشيرا الى ان الفئات المستهدفة من المشروع هي المؤسسات التي تعمل في حقل التعلم او التعليم.
واشار ترزي الى وجود مجموعة من الافكار للعمل مع مجموعة من المدارس اضافة الى وجود افكار ومشاريع لتنفيذها بالتعاون مع وكالة "الانروا"، ومشروع اخر مع مركز تطوير المناهج الفلسطيني، اضافة الى مشاريع مع مراكز تدريب المعلمين، والتعليم المهني.
واوضح رئيس مجموعة الابداع في المركز، د.صبري صيدم، الذي تولى ادارة الحفل الذي شارك فيه عدد كبير من الوزراء السابقين والشخصيات الاكاديمية ووممثلي المؤسسات والجهات الدولية المانحة، ان الهدف الرئيسي من مشروع"قدرة" هو النهوض بقدرات المؤسسات العاملة في مجال التعلم والتعليم، وتشجيع كفاءة هذه المؤسسات على محاكاة التكنولوجيا وتطويعها في نطاق التعليم والامعان في استخدام الابداع ووسائل البحث المتطورة من اجل افادة العلم والتعليم في فلسطين وتبني الوسائل التقنية الحديثة لايصال رسالة التعليم للطالب وتمكين المعلم واشراك الاهل في التعامل بصورة جدية وواقعية من تقنيات التعليم لافادة المجتمع الفلسطيني والنهوض بالمجتمع وتطوير اقتصاده لتحقيق مستقبل افضل.
واوضح صبري ان مدة المشروع الاولى هي ثلاث سنوات وقد تمتد الى خمس سنوات، مشيرا الى ان التوقعات تتجه الى امكانية ان يتطور المشروع بحيث يمكن استحداث مشروع اخر كبير يدعم ويرفد هذا المشروع.
واشار الى ان المؤسسات المشاركة في تنفيذ المشروع هي شركة سيسكو العالمية ومجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات التي اطلعت على فكرة " قدرات" التي طرحت في الاردن قبل عدة اشهر وهي شركات، "Micro Soft" و"Intel" و" HP" وشركات تقنيات المعلومات وبعض الشركات الاقليمية العالمية العربية وغيرها.
واوضح ان خطة العمل الخاصة بهذا المشروع اكدت على اهمية الاستفادة من كل عناصر ومقومات المؤسسة التعليمية ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات العاملة في مجال العمل الاهلي والمؤسسات غير الحكومية وقال " خطة عمل المشروع مبنية على التكاملية بين كافة المؤسسات من اجل تنفيذ الخطة حيث يمارس كل قطاع دوره بالتنسيق مع القطاع العام الذي نأمل ان يطبق رسالة قدرات في المؤسسات العاملة في فلسطين.
وجرى في ختام الحفل توزيع الشهادات والدروع التقدير للجهات والشخصيات التي شاركت في دعم انجاز هذا المشروع ودعم تطبيقه على الارض، وسط اعجاب وتفاعل الحضور مع الافكار الذي يسعى المشروع على تنفيذها في المؤسسات العاملة في مجال التعليم والتعلم.