بيت لحم- معا - في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات التي ترعاها مدينة لوزان السويسرية في النووي الايراني، لا زالت اسرائيل تعمل وتسعى لمنع التوصل الى اتفاقية بهذا الشأن، معتبرة ان ما قد يتم التوصل له بين ايران والدول "5 1" هو اتفاق أسوء بكثير مما كان يعتقد.
هذا الموضوع تناوله موقع صحيفة "معاريف" العبرية، يوم الاثنين، تحت عنوان "هل تُقدم اسرائيل على قصف المفاعلات النووية الايرانية"، خاصة بأن الموعد المحدد لانتهاء هذه المفاوضات والتوصل الى تفاهم نهائي ينتهي يوم الثلاثاء 31/3، وفي حال تم التوصل الى هذه التفاهمات والتي ستقود الى التوقيع على الاتفاقية بشكل نهائي شهر حزيران القادم.
وفقا لتقدير المستوى السياسي وكذلك الأمني الاسرائيلي، فإن الاتفاقية المنوي توقيعها سوف تسمح بأن تكون ايران دولة نووية قريبا، وسوف يتسارع برنامجها النووي بشكل كبير ما يفرض على الحكومة القادمة في اسرائيل اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن، والتي أبرزها التحرك العسكري وتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الايرانية، وهنا طرح الموقع سؤال، لماذا يجب ضرب ايران عسكريا ؟.
الضربة العسكرية الاسرائيلية تساعد في الحفاظ على استراتيجيتها والمتمثلة بمنع أي دولة "عدوة" من امتلاك السلاح النووي، وهذا ما سبق وقامت به اسرائيل من خلال قصف المفاعل النووي العراقي وكذلك السوري وفقا لما تناولته وسائل الاعلام، كذلك فإن هذه الضربة تؤكد على حقيقة بأن اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها لوحدها، وكذلك فإن القصف الجوي أو ما وضعت من خطط من قبل الجيش فإنها ستؤخر البرنامج النووي الايراني لعدة سنوات.
هذا ما ستحققه الضربة العسكرية ومع ذلك وضع الموقع سؤال آخر، لماذا لا تقدم اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية ؟
كون الموضوع ايراني يختلف عن العراقي والسوري من الناحية السياسية والعسكرية، ففي الجانب السياسي فإن اسرائيل ستواجه العديد من المشاكل السياسية لو أقدمت على توجيه ضربة عسكرية لايران، خاصة بعد توقيع الاتفاقية مع الدول "بريطانيا، المانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، الصين، روسيا"، وهذا ما سينعكس بشكل كبير على العلاقات بين اسرائيل وهذه الدولة.
وفي الجانب العسكري، فإن توجيه ضربة عسكرية من اسرائيل لايران سوف يفتح مجالا كبيرا لاندلاع مواجهة عسكرية واسعة في المنطقة، وحرب صواريخ قد يدخل فيها حزب الله اللبناني، ما قد يمنع من يتخذون القرار في اسرائيل من توجيه هذه الضربة العسكرية.
ولكن ما يجب ان تفعله اسرائيل ؟ والذي قد يكون أقرب للتحقيق، بأن تقوم اسرائيل مع شركائها بعد التوقيع على الاتفاقية من جمع المعلومات الدقيقة عن المشروع النووي الايراني، على أرضية بأن ايران سوف تنكث هذه التفاهمات كعادتها، وبأنها تكذب فيما تقدمه من معلومات عن مشروعها النووي، وفي حال كشفت اسرائيل من خلال أذرعها الأمنية استمرار ايران في برنامجها النووي، فإن العالم سوف يتراجع عن هذه الاتفاقية ويفرض عقوبات قاسية على ايران.