بيت لحم- معا- تعتبر وحدة النخبة التكنولوجية المعروفة اختصارا باسم الوحدة " 8200" أشهر الوحدات الخاصة التي شكلها الجيش الإسرائيلي وكثرت هذه الوحدات انتشارا على مستوى العالم وتشكل احد أهم نقاط التسلل الإسرائيلي إلى عالم التكنولوجية الرفيعة والمتطورة " هاي تيك ".
لكن هذا لا يعني بانها الوحدة التكنولوجية الإسرائيلية الوحيدة التي أنتجها الجيش الإسرائيلي بل هناك العديد منها لكنها اقل شهرة من وحدة "8200 " لكنها تضاهيها قوة ونجاعة مثل وحدة "9900 " التي يصفها قسم الاستخبارات التابع للجيش بشقيقة وحدة "8200 " وتقف إلى جانبها على خط الجبهة الالكترونية وتعمل أيضا على تزويد متخذي القرار في إسرائيل بالمعلومات القيمة التي يحتاجونها .
وفيما تهتم وتنشغل الوحدة "8200 "بجمع المعلومات الالكترونية واللاسلكية وانشأ مؤسسوها الكثير من الأقسام والوحدات الالكترونية الرديفة العاملة في مجال حماية المعلومات وشبكات الاتصال تختص " شعبة المعلومات الضوئية " المعروفة باسم الوحدة رقم " 9900 " بتحليل الصور ووضع الخرائط والاستخبارات القائمة على معلومات ضوئية متوقعة .
لكن حتى هذه اللحظة لم تتحول " 9900" الى دفيئة تكنولوجية تنتج اقسام وشعب جديدة متفرعة عنها وتعمل في ذات المجال لكنها تستعد هذه الايام وبهدف تحسين صورتها واستقطاب القوى البشرية المتخصصة للعمل فيها وتحسين " الخدمات" التي تقدمها للقوات العسكرية في الميدان لاستيعاب تكنولوجيا جديدة ستقودها بالضرورة نحو عالم محوسب ومستقبل "واعد " وذلك من خلال تطوير الجيش الإسرائيلي منتجات وتجهيزات جديدة مبينا أساسا على تكنولوجية قائمة مثل " نظارات غوغل" .
وتشمل الوحدة "9900 " " العوالم الجغرافية " و" الضوئية " القائمة في شعبة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي " امان" لذلك تضم عدة أقسام متخصصةفي مجال عملها وتعمل أيضا في مجال خلق حالة من " تراكم التكنولوجيا" كما قال قائد هذه الوحدة العقيد"ي" في تصريح نقله" الثلاثاء" 31/3/2015.
ويخدم في الوحدة المذكورة مئات الجنود وبقيت هذه الوحدة طيلة السنوات الماضية بعيدة تقريبا عن أعين الإعلام والصحافة مختفية في ظلال المنطقة الرمادية الواقعة بين المعلوم والسري ولم تكشف حتى اليوم النقاب سوى عن النزر اليسير من نشاطاتها وطرائق عملها وتعتبر بالنسبة للعاملين في مجال جمع المعلومات ومجالات التكنولوجيا والأجسام القيادية المتخصصة " عالم مصغرا " قائما بذاته .
ويختص هذا العالم بجمع المعلومات الضوئية القادمة من مصادر متنوعة مثل الأقمار الصناعية وطائرات المراقبة والاستشعار إضافة للمعلومات الظاهرة والمعروفة للجميع " المنشورة" ليقوم بعدها بنقل وتحويل رؤيته الاسخبارية وتنبؤاته لزبائنها المتمثلين بمتخذي القرارات في إسرائيل والقوات العاملة في الميدان.
وتتكون الوحدة "9900 " من عدة وحدات أو أقسام أولها “ مركز المعلومات" المتخصص بدراسة وتحليل وسبر غور المعلومات وجمع المعلومات الميدانية لتشكيل صورة تنفيذية واعية ومدركة تشمل أعمال تحليل محاور المواصلات وجمع معطيات ميدانية والخروج بفهم وإدراك جوهري لطبيعة التهديدات فعلى سبيل المثال يعرف " محللو" الوحدة كيفية تشخيص أنواع الوسائل القتالية من خلال الصور الجوية .
وتصل المعلومات التي تخضع للتحليل عبر مجسات فضائية ونقاط رقابة أرضية ومجسات جوية داخل الطائرات نظام معلومات جغرافية " GIS" فيما يتم استخلاص جزء كبير من المعلومات من خلال دراسة وتحليل معلومات غير سرية ومكشوفة.
اما الوحدة الثانية القائمة ضمن قوام الوحدة الام "9900 " فهي وحدة " الخرائط وتحليل المعلومات" والمتخصصة برسم الخرائط الخاصة بالعمليات التنفيذية وبقية احتياجات الجيش .
وحدة ثالثة تعمل ضمن هذه المنظومة تدعى وحدة" الأقمار الصناعية " المسئولة عن أقمار التجسس الاصطناعية وتستخدم كافة إمكانيات ووظائف هذه الأقمار وتسخرها في خدمة الأقسام والجهات التي تحتاج معلمات فورية تبدأ من لحظة إطلاق النار أو الصواريخ .
الخوف من فائض المعلومات
على مر السنين بما في ذلك حرب لبنان الثانية " 2006 " لم تصل المعلومات التي تراكمت في خزائن وحواسيب الأقسام المختلفة التابعة لشعبة الاستخبارات " امان " وأقسام الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي في غالبية الأحيان للقوات العاملة في الميدان وحتى يتغير هذا الوضع ظهرت الحاجة للعديد من الجنود ورجال الاستخبارات " امان" ورجال الوحدة "9900 " القادرون على قراءة وضعوا لتدريبات وعملية إعداد وتأهيل مناسبة وعلى كل المستويات القيادية وغير القيادية حيث خضع الجنود لهذه التدريبات ضمن مستوى السرية واللواء والفرقة وكجزء من عملية تغير الواقع بات رجال وحدة الاستخبارات يرافقون الجنود في الميدان وسلاحهم الوحيد هو وسيلة نقل المعلومات للجنود في الوقت الحقيقي .
وقال قائد وحدة "9900 " انه وبسبب تعدد وكثرة الوسائل هناك خشية حقيقية من فائض المعلومات خاصة وان الحاجة ماسة وتجاوز هذه المخاوف يحتاج بشكل واضح الى تخصيص مزيدا من الموارد والإمكانيات .
"لقد تطورت قدراتنا بشكل كبير وهناك العديد من المجسات بمختلف الأنواع التي تعمل على مدار الساعة ولهذه نحن بحاجة لان نكون أكثر تطورا للاستفادة من المعلومات واستنفاذها بأقصى درجة ممكنة والاعتماد على وسائل تكنولوجية للحصول على المعلومات وسائل ليست بالضرورة ان تكون مبنية على العامل البشري
حوار مع القطاع الخاص:
تقع التكنولوجيا في قلب اهتمامات الوحدة "9900 " وتجري عمليات تطوير التكنولوجيا داخل الوحدة وخارجها بما يشبه وحدات أخرى في الجيش الإسرائيلي وذلكب سبب الحاجة لرفع الفعالية وزيادة الجدوى والنجاعة وتم نقل جزء من عمليات التطوير لمتعهد خارجي كما تستخدم الوحدة تكنولوجيات معروفة وقائمة خضعت لعمليات ملائمة لاحتياجاتها .
وخلافا للوحدة "8200 " التي تشكل دفيئة انطلقت منها الكثير من شركات التكنولوجيا اقام عدد قليل من خريجي ومسرحي الوحدة 9900 شركات كهذه ويبدة ان هؤلاء يملكون حامض نووي " دي ان أي" يجعل منهم اقل مبادرة من نظرائهم في الوحدة" 8200 " .
وفي إسرائيل أقيمت شركة مهمة تدعى " فييز " متخصصة بالبحث والملاحة وبيعت لشركة " غوغل" بمبلغ مليار دولار لكن من غير المعروف طبيعة أو شكل علاقة الشركة مع الوحدة 9900 هذا إن وجد أصلا مثل هذه العلاقة ومع ذلك هناك استخدامات مدنية للعلوم والمعرفة التي تمتلكها الوحدة بما في ذلك مجال " الرؤية الآلية" وهو مجال تتميز وتتفوق فيه صناعات " هاي تيك" الإسرائيلية .
وتفخر الوحدة في قة نجال متميزة هي شركة " VisionMap" المتخصصة بالتصوير ثلاثي الابعاد ورسم الخرائط و وقامت "سلطة تطوير الوسائل القتالي المعروفة اختصارا بـ "رفائيل" ببيعها لمجموعة " SK"بمبلغ 150 مليون دولار .
وتقع " عوالم" شركات " فيير " و " غوغل غلاس" في عمق نشاط الوحدة 9900 حيث يوجد حوار عميق بين الجيش والقطاع المدني حيث تعمل الوحدة الى اخذ بعض التكنولوجيات القائمة وتحويرها لتصبح ملائمة لطبيعة عملها بدلا من استثمار مليارات الدولارات في إنتاجها وتطويرها كما تفعل الشركات المدنية
التدريب والرد على العدو :
وقف هذا الاعتبار المتمثل " بالرد على العدو" وراء واحدا من التطويرات المركزية التي شهدتها الوحدة في الفترة الأخيرة وهو تطوير منحها جائزة رئيس" امان" لعام 2014 وهي الجائزة الأولى التي تمنح بفضل " الرؤيا والانجاز ".
وأطلق على المشروع اسم " نبني العوالم" ويقوم على رؤية ربط عالم الخرائط و تحليل المعلومات وانتاج نموذج يسمح باستخدام نظارات واقعية من طبقات مثل " نظارة غوغل" وذلك بهدف تزويد القوات الميدانية بمعلومات استخباري في الوقت الحقيقي على خلفية صورة من الواقع الميداني ما يسمح للقوة العسكرية على سبيل المثال برؤية ما يوجد داخل مبنى او منزل ويتم تحديد الجنود بإشارة معينة والعدو بإشارة أخرى لتمييز بينهما كما يمكن للجنود تلقي اكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بطبيعة المنطقة
لكن هذه التكنولوجيا لم تنضج حتى الان لكنها حاليا تسمح للجنود بالاستعداد قبل الخروج لتنفيذ عملية وقبل وصولهم للميدان.