نشر بتاريخ: 01/04/2015 ( آخر تحديث: 01/04/2015 الساعة: 18:59 )
غزة- تقرير معا- لم يكن يعلم المواطن ربيع دردونة أن آخر ما تبقى من منزله الذي دمرته طائرات الاحتلال الاسرائيلي سيكون محطة للفنان الغارفيتي البريطاني المشهور بلقب "بانكسي"، الذي كان قد زار قطاع غزة قبل عدة اشهر بطريقة غير معلنة ورسم على جدران المنازل المدمرة.
واحدة من تلك الرسمات نقشت على بابا حديدي من بقايا عمارة سكنية مكونة من طابقين قصفت في الحرب الاخيرة على قطاع غزة، حيث رسم بانكسي لوحة للالهة "نيوبي" كسيرة القلب.
انشغل دردونة بتسجيل اضرار المنزل مع المؤسسات ذات الاختصاص، كما قال، ولم يلتفت الى تلك الرسومات التي نقشت على باب منزله، مبينا ان العشرات من الصحفيين وصلوا الى بيته من اجل التقاط الصور للوحة على باب المنزل.
وقال لمراسلة معا: "لا اعرف من بانكسي ولا اعرف اهمية رسوماته حتى انني لم اره عندما رسم على باب المنزل المدمر ولم اعر الامر أهمية.
جهل دردونة بأهمية رسومات الغرافيتي وقيمة هذه اللوحات وان كانت قد رسمت على جدران وأبواب حديد دفعته الى القبول بعرض احدهم بشراء الباب منه مقابل 700 شيكل فقط، دفعته الى ذلك ايضا اوضاعه الاقتصادية الصعبة حيث انه لا يعمل ويعيل اسرة مكونة من ثمانية افراد ويسكن حاليا بالإيجار.
ويتابع: "جاء احد الصحفيين وقال انه رسام جرافيتي وان وكالته طلبت منه جمع هذه الرسومات الستة وبقي هذا الباب ويجب ان يشتريه دون ان يوضح لنا قيمة الباب وأهمية اللوحة المرسومة عليه، مبينا انه تنبه الى الامر بعد ان اثارت مواقع التواصل الاجتماعي الموضوع.
أثارت هذه الحادثة ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث احتج عدد من النشطاء على طريقة البيع واعتبروها استغلال لحاجة الناس وان اللوحة يجب ان تعرض في متحف أو تبقى مكانها وليس من حق احد شراءها على الإطلاق، كما أن الباب ليس من حق صاحب البيت كي يبيعه طالما بقيت عليه هذه اللوحة حيث انها ملكية عامة.
الصحفي بلال خالد الذي قام بعملية الشراء وعلى صفحته على الفيس بوك، قال ان سبب شرائه للباب هو المحافظة عليه كعمل فني مميز من التلف أو الإزالة في حال تم إعمار البيت.
واوضح خالد ان العمل الفني (الباب) المسمى بـ"دمار القنبلة" والمرسوم على باب لبيت مدمّر لعائلة دردونة ساعدته في فكه ونقله، بعد أن اشتراه منهم بشكل رسمي وبصفته فنان جرافيتي ولا يمثل أي وكالة أو مؤسسة إعلامية.
وأكد خالد ان الباب بلوحته الفنية سيتم عرضه في معارض دولية وسيجوب العالم ليتحدث عما جرى في غزة، مبينا انه تواصل مع الفنان بانكسي بخصوص العمل الفني والحفاظ عليه. نافيا بذلك كل الادعاءات التي قالها دردونة والحملة التي مورست ضده على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي واحدة من لوحات عدة رسمها بانكسي على جدران منازل مهدمة، يظهر اطفال وهم يتأرجحون بسلاسل على برج مراقبة عسكري. وفي لوحة أخرى رسمها على الحائط الوحيد المتبقي من أحد المنازل التي دمرها القصف الاسرائيلي على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، تبدو قطة مزينة بشريط وردي على رقبتها بينما تلعب بكرة من الاسلاك الحديد الشائكة.
تقرير هدية الغول
