نشر بتاريخ: 01/04/2015 ( آخر تحديث: 01/04/2015 الساعة: 20:28 )
لاهاي- معا- أعلنت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الأربعاء عن انضمام دولة فلسطين رسميا إلى المحكمة لتصبح العضو 123 في المحكمة التي يوجد مقرها في مدينة لاهاي بهولندا.
وشارك وزير خارجية دولة فلسطين د. رياض المالكي، في حفل أقيم صباح هذا اليوم في مبنى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على شرف دخول عضوية دولة فلسطين في نظام روما الأساسي حيّز النفاذ، ولتصبح دولة عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.
وقد استقبلت القاضية كونيكو اوزاكي رئيسة المحكمة الجنائية الدولية بالولاية، صباح اليوم، وفد دولة فلسطين برئاسة وزير الخارجية ، وإلى جانبها كل من رئيس جمعية الدول الأطراف السفير صديقي كابا، والنائب الاول السيد ألفارو مويرزينجر، و نائب المدعية العامة السيد جيمس ستيوارت، بالإضافة إلى قلم المحكمة السيد هيرمن ڤون هيبل.
وفي مستهل الاحتفالية قدمت رئيسة المحكمة القاضية كونيكو اوزاكي كلمة رحبت فيها، بفلسطين الدولة العضو الجديد في المحكمة والتي انضمت الى جهود معظم دول العالم لرفع الحصانة والمساءلة على الجرائم الفظيعة، وهو تعبير ان فلسطين تلتزم بقواعد القانون الدولي، وان اي جريمة يجب الا تمر دون عقاب.
وتمنت القاضية ان دخول عضوية فلسطين حيّز النفاذ سيشجع دول العالم بما فيها العربية، ودول اسيا والباسيفيك للانضمام الى الجهود الدولية لرفع الحصانة عن المجرمين. وشددت ان فلسطين دخلت في معظم اتفاقيات حقوق الانسان التي تشكل بالاضافة الى نظام روما فسيفساء القانون الدولي، وهنأت بالختام القاضية اوزاكي دولة فلسطين، وقالت ان دولة فلسطين الان تستطيع المشاركة باتخاذ القرار جنباً الى جنب مع الدول الأطراف في المحكمة.
وقدم رئيس جمعية الدول الأطراف السفير صديقي كابا، كلمة جمعية الدول الأطراف رحب بها بفلسطين الدولة ١٢٣ في جمعية الدول الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وقال اننا نحتفل اليوم في هذا الجمع، بدخول دولة فلسطين، وأكد وان شعوب العالم أينما كانوا يتعتزون بمبادئ القانون الدولي، والسلام العدالة للجميع، وشدد ان دولة فلسطين هي الدولة ١٩ من دول اسيا والباسيفيكي هي الان جنبا الى جنب مع دول العالم في محاربة الافلات من العقاب ورفع الحصانة عن المجرمين. وتعزيز قيم العدالة، والقيم العالمية للكرامة الانسانية. وثمن توقيع فلسطين على اتفاقية الحصانات والامتيازات للمحكمة، وهو ما سيساهم في تسهيل عمل أعضاء المحكمة، وفي الختام هنأ دولة فلسطين بالنيابة عن جمعية الدول الأعضاء، والعائلة المتعاظمة للمحكمة الجنائية الدولية.
وقامت رئيسة المحكمة خلال مراسم الاحتفالية بتسليم د.رياض المالكي نسخة خاصة من ميثاق روما، بدوره عبر وزير الخارجية عن سعادته أن علم دولة فلسطين سيرفع الى جانب أعلام الدول الأعضاء في أركان المحكمة الجنائية الدولية، وقال خلال كلمة ألقاها في الاحتفال أن انضمام دولة فلسطين سيساهم في تحقيق عالمية نظام روما الأساسي. وقال: إنه لشرف عظيم لي أن أخاطبكم نيابة عن الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية من تاريخ شعبي، حيث تصبح دولة فلسطين الدولة 123 وتنضم رسمياً إلى المحكمة الجنائية الدولية". وشكر المالكي كل من يشارك الشعب الفلسطيني هذه اللحظات التاريخية، والتي تجسد خطوة نحو إنهاء حقبة من عدم المساءلة والإفلات من العقاب، وفي نفس الوقت إعلاء مبادئ العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان. وأضاف: "نحن ننظر إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها عنصراً لا غنى عنه في الالتزام الدولي لتعزيز ودعم سيادة القانون وضمان الطابع العالمي لمبادئ المساءلة والمساواة في الانتصاف".
وأكد وزير الخارجية أن المحكمة قد أُنشئت لتعكس إرادة المجتمع الدولي لمنع ارتكاب أفظع الجرائم،جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، ولتؤكد أن ارتكاب هذه الجرائم لن يمر دون عقاب، وهي ضمانة لانتصاف الضحايا الذين لن يكونوا وحدهم في مواجهة الانتهاكات. وشدد المالكي على ان الشعب الفلسطيني قد عانى من مثل هذه الجرائم لفترة طويلة جداً نتيجة للممارسات غير الشرعية للإحتلال العسكري الاستعماري الذي طال أمده، وتمثلَ آخره بالعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأشار إلى أهمية إجراء كل الخطوات الممكنة لضمان المساءلة على جرائم الاحتلال، وفي نفس الوقت تأمين الحماية للمدنيين الفلسطينيين. وقال : " إن الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية ليس حقاً فقط بل واجب في وجه الظلم الدائم والكبير الذي يتعرض له شعبنا، والجرائم المتكررة التي تُرتكب ضده، مع ذلك فإن قرار فلسطين للإنضمام هدفه السعي لتحقيق العدالة وليس الانتقام".
وعبر وزير الخارجية عن استعداد دولة فلسطين لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتنفيذ التزاماتها وواجباتها بموجب القانون الدولي، وان خطوة الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية تستحق الترحيب من دول العالم بوصفها خطوة تتسق وتخدم قواعد القانون الدولي وتؤدي الى السلام وحفظ الأمن الدولي.
ودعا الوزير المالكي الدول إلى مواصلة دعم عمل المحكمة ومعارضة كافة الهجمات غير المقبولة ضدها بوضوح ودون مواربة. وفي نفس الوقت دعا المحكمة لإعطاء الاهتمام اللازم للوضع في فلسطين، مؤكداً أن قضية فلسطين واحدة من أهم الاختبارات لقدرة المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة، لدعم ترسيخ القيم العالمية، وهو اختبار لا يحتمل الفشل.
وفي ختام كلمته قال د. المالكي : " ان أولئك الذين يعرقلون جهود السلام؛ هم أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب او يحمون مجرمي الحرب، وليس من يسعى إلى مقاضاتهم. وان الذين يسعون إلى تحقيق السلام على حساب العدالة لن يحققوا أي منهما". مؤكداً " أن العدل هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام."
وفي ختام الحفل أقامت المحكمة حفل استقبال شارك فيه قضاة المحكمة وعدد من أعضائها هذا وكانت فلسطين قد وقعت صك انضمامها إلى المحكمة بتاريخ 31/12/2014 والذي يدخل حيز النفاذ بتايخ 1/4/2015.
كما أن دولة فلسطين أودعت إعلاناً بموجب المادة 12/(3) والذي قامت على أساسه المدعية العامة بفتح دراسة أولية حول الحالة في أرض دولة فلسطين.
خريشة:دولة فلسطين تستكمل المسار القانوني
قال سفير دولة فلسطين في مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشة، إن دولة فلسطين تستكمل اليوم المسار القانوني الذي بدأته القيادة الفلسطينية في التوجه للمؤسسات الدولية وتعزيز مكانتها القانونية، وذلك من خلال تسلمها عضوية كاملة في محكمة الجنايات الدولية.
وأكد خريشة أن هذه العضوية ستتيح لفلسطين إمكانية تحويل بعض القضايا التي تتبع لولاية المحكمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن المحكمة بدأت منذ فترة بدراسة ملف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والاستيطان تمهيداً لبدء تحقيق فيها.