الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

في عيد ميلاد اسرائيل 57 شارون يعيد توسيع الصراع الى ايديولوجي

نشر بتاريخ: 12/05/2005 ( آخر تحديث: 12/05/2005 الساعة: 11:11 )
ادامة الصراع

بقلم الوف بن - هارتس
ترجمها بتصرف رشيد شاهين

في المقابلة التي اجريت معه مؤخرا , وسع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارائيل شارون حدود الصراع العربي الاسرائيلي من نزاع حول المناطق المحتلة والسكان والترتيبات الامنية الى صراع ايدولوجي .
قد يكون شارون محقا في ادعائه ان العرب لا يقرون بحق اليهود التاريخي في اقامة دولة لهم على اراضي أجدادهم , لكن النتيجة التي انتهى اليها , والتي قال فيها , ان بالامكان اقامة سلام مع العرب فقط عندما يقومون بتعليم اطفالهم من " خلاصة وروح الصهيونية " , فانه بذلك انما يؤجج الصراع .
الصهيونية " العملية " الفاعلة تؤمن بمبدأ " فرض الحقائق على الارض " التي بامكانها ان تجبر العرب على تقبل وجود دولة اسرائيل وسط محيطهم , لقد اثبتت معاهدات السلام مع مصر والاردن اتفاقية اوسلو والمبادرة العربية للسلام عام 2002 اثبتت ان هناك ثمن يمكن ان يتحقق من خلال العناد , والصبر ,,
ان جيراننا يستوعبون فكرة وجود اسرائيل ببطء , صحيح ان ذلك لايتم بحماسة حقيقية , الا انهم معنيون بانهاء هذا الصراع , واقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل اذا ما قامت بالانكماش الى داخل الخط الاخضر , وعملت على حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين ,,
اسرائيل من جهتها , تعارض ذلك حتى ولو كان مجرد قاعدة او اساس لعملية المفاوضات , وبالمقابل فهي سعيدة بالحقيقة التي تقول ان العالم العربي لم يعد يشكك في مسألة وجودها , ان خبرة شارون المتراكمة وممارسته في المجالين السياسي والعسكري كانت التعبير الصارخ في سياسة فرض الوقائع على الارض " سوف نظل نضرب العرب بالمستوطنات حتى يقبلوا شروطنا "

لقد استحضر شارون في المقابلة الرسالة التي تلقاها العام الماضي من الرئيس الامريكي جورج بوش المعروفة " برسالة بوش " أو " رسالة التطمينات " , حيث اعتبرها شارون اهم انجاز دبلوماسي له , هذه الرسالة تقر بابقاء المستوطنات كاساس لاي حدود مستقبلية بين اسرائيل و الدولة الفلسطينية المزمعة ,, هنا نجد اندماجا ناجحا للصهيونية السياسة العملية والتي شقت طريقها في وعي وشعور قوة عظمى ,,,
يشعر شارون الان بالندم وخلال السنوات الاربع الاخيرة كان تركيزه منصبا على المسألة الامنية , وان لم يعر مسالة " الحق " ماتستجوب من اهتمام .
لقد علمه والداه ان يميز بين الحقوق " للارض " والتي هي بمجملها لليهود , والحقوق " في الارض للسكان الاخرين فيها ,,, فيما يتعلق بشارون فان غلى المعلمين ( الاساتذة ) العرب ان يتعلموا ذلك ,, وكذلك تلاميذهم حتى يغني كل الاطفال العرب من صنعاء الى الدار البيضاء ومن الاسكندرية وحلب وفي كل المدن العربية " أرض اسرائيل , للشعب الاسرائيلي " عندئذ , وعندئذ فقط يكون السلام ممكنا ,,,ان الاعتقاد السائد في العالم العربي ان اسرائيل هي بالفعل دولة غريبة , دخيلة , وان الصراع نشأ اصلا من المهاجرين اليهود الاوروبيين الذين قاموا بطرد الفلسطينين من ديارهم واراضيهم .
من الصعب التفكير في رجل دولة عربي واحد مخلصا لفكرة اقامة سلام حقيقي اكثر مما فعل اسامة الباز , المستشار الأبدي " الخالد " للرؤساء المصريين والذي يثق فيه الكثير من الاسرائيلين حتى هذا , فأنه يطالب اسرائيل ان تقوم بتغيير في هويتها من " دولة يهودية ديمقراطية " الى " دولة لكل ساكنيها " .
ياللوقاحة فدولة الباز , التي تسمي نفسها , جمهورية مصر العربية , التي تنكر على جارتها , اسرائيل الحق في تقرير المصير , ان هذا مهين ومثير للحنق والغيظ ,, لكن ومن المؤكد ان الابقاء على شروط مجحفة لن يكون هو الحل .
شارون يثير الكثير من التوقعات ,,, كيف له ان يعلم ان العرب يعتزمون بالحق اليهودي ,,, هل بالاعتماد على المسموحات واستطلاعات الرأي ؟؟ معتمدا على العلامات الممنوحة لهم في الموضوع الصهيوني ,,؟ وكيف لنا ان نعرف ماهية هذا الحق ومن الذي سيمنحه ,, الواحد المقدس , فاليتبارك هو ؟؟؟
المثير حقا , ان شارون , هذا الرجل العلماني , يمررسياسات بمراسيم وقوانين سماوية لاهوتية ,,,
يستطيع الواحد منا ان يتفهم الحاجات السياسية التي تدفعه للانحياز لليمين في انتخابات الليكود الاولية ,,,لكن المشكلة انه وبفعلته تلك , يحول الصراع الى حرب دينية , حيث لا مجال لاوساط الحلول , انها معركة واحدة حتى النهاية المريرة ,,,, يستطيع الفرد منا ان يجاول فيما يتعلق بمعاليه ادوميم , بأرئيل , وحتى بيت ايل ,, ويقايض واياهم اراض ومناطق بديلة , وترتيبات اخرى ,,, لكن عندما تصبح الامور مرتبطة , او لها علاقة بالمبادئ أو الايمان والولاء .
عند ئذ , لا مجال للمساومة او الصفقات ,,,
ان الحل الامثل , او بالاحرى المقاربة والطريقة العملية , قد تكون اقل رومانسية , لكنها الطريق الوحيد للوصول الى تسوية , فبدلا من ان نحلم احلاما ونعيش خيال بكيفية تحويل العرب الى صهاينة , من الاجدر بنا , ولبناء ان تأتي بحلول عليه , ومعقولة للعيش معا , على اساس من المصالح المتبادلة , فهاهم الارثذوكس , و البرتستنت الذي ذبح احدهم الاخر في يوم ما مضى , يعيشون معا اليوم بدون ان يعرف احدهم عقيد الاخر.