الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صعوبات تشكيل حكومة اسرائيل واحتمالية نجاح نتنياهو

نشر بتاريخ: 02/04/2015 ( آخر تحديث: 02/04/2015 الساعة: 18:51 )
صعوبات تشكيل حكومة اسرائيل واحتمالية نجاح نتنياهو

بيت لحم - معا - من المبكر القول بأن نتنياهو قد يفشل في تشكيل حكومة ائتلافية من اليمين والمتدينين، فلا زال أمامه ثلاثة أسابيع قد يحتاج لتمديدها لأسبوعين آخرين وفقا للقانون الاسرائيلي، ولكنه يواجه صعوبات مختلفة مع طاقمه التفاوضي مع أحزاب اليمين، ما يضع عدة تساؤلات حول طبيعة الائتلاف المحتمل لتشكيل الحكومة الاسرائيلية.


المواقع العبرية تناولت اليوم الخميس ما رشح عن المفاوضات الجارية مع حزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون وحزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت، والتي تؤشر لوجود العديد من الصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة الاسرائيلية، ولاعطاء نظرة أكثر تفصيلية عن طبيعة الائتلاف والمفاوضات لا بد من تحديد طبيعة الأحزاب المفترضة للدخول في الائتلاف الحكومي مع نتنياهو.


فهناك أحزاب اليمين والمتمثلة بثلاث أحزاب غير "الليكود"، حزب "كولانو" وحزب "البيت اليهودي" وحزب "اسرائيل بيتنا"، وهذه الأحزاب عمليا بدأ نتنياهو مع طاقمه التفاوضي بعقد عدة جلسات معها للتوصل الى تفاهمات حول الائتلاف الحكومي، فبعد الحديث عن الأسس التي يجب ان يرتكز عليها الائتلاف الحكومي والتي من السهل التوصل لها "المقصود هنا السياسة العامة للحكومة، والتي لا يوجد خلاف كبير بين هذه الأحزاب في القضايا الجوهرية فيها، الصراع الفلسطيني، ايران، وغيرها"، فإنه يبدو من الصعب ارضاء هذه الأحزاب في توزيع الحقائب الوزارية "الكعكة"، حيث يجد نتنياهو نفسه أمام وضع صعب في ظل تضارب كبير بين هذه الأحزاب في مطالبها حول الوزارات الرئيسية، فهناك ثلاث وزارات عليها الصراع الكبير بين الأحزاب الأربعة "الجيش، الخارجية، المالية".


قد يبدو للوهلة الأولى بأن نتنياهو قادر على ضم حزب "كولانو" للائتلاف الحكومي بمنحه موشيه كحلون وزارة المالية، ولكنه يطالب باسناد هذه الوزارة حتى تكون فاعلة بما يطلق عليها "أدوات العمل" والمتمثلة بحصوله على "دائرة أراضي اسرائيل" و "دائرة التخطيط" ولا زالت عينه على لجنة المالية في الكنيست الاسرائيلي بالاضافة الى وزارات أخرى مثل وزارة حماية البيئة.


المشكلة الأكبر التي تواجه نتنياهو تتمثل بارضاء نفتالي بينت زعيم "البيت اليهودي" وكذلك افيغدور ليبرمان زعيم "اسرائيل بيتنا" فشروطهما واضحة لدخول الائتلاف الحكومي الحصول على وزارة الخارجية أو الجيش كما صرح نفتالي بينت في محادثات داخلية في حزبه، وكذلك الحال مع ليبرمان الذي قد يُمنح وزارة الخارجية من قبل نتنياهو لضمان وجوده في الائتلاف، ولكن سيجد نتنياهو نفسه أمام مشكلة كبيرة مع بينت الذي هاجمه بشدة في حديث مغلق تم نشره اليوم، وأصر في هذا الحديث على مطلبه اما "الخارجية او الجيش"، وفي ظل رفض حزب "الليكود" عن وزارة الجيش التي سيشغلها مجددا موشيه يعلون فأن الوضع ستعقد أكثر أمام نتنياهو.


الجزء الثاني من الأحزاب المفترضة هي أحزاب المتدينين "حركة شاس، يهودات هتوارة" قد لا يجد نتنياهو صعوبات في القضايا السياسية مع هذه الأحزاب، ولكنه سيجد صعوبات حول تقسيم الحقائب الوزارية واللجان في الكنيست الاسرائيلي، وكذلك الموازنات للعديد من القضايا التي تهم جمهور المتدينين، صحيح بأن هذه الأحزاب عودتنا على قبولها بالرشوة المالية وميزانيات تهما كثيرا، ولكن مع وجود تعارض كبير فيما تطلبه أحزاب اليمين مع هذه الأحزاب قد تعقد الأمور أكثر على نتنياهو.


فإن مطلب حزب المتدينين الغربيين "يهودات هتوارة" بلجنة المالية التابعة للكنيست يتعارض بشكل كبير مع موقف حزب "كولانو"، ففي حال بقي كحلون مصرا على هذه اللجنة فإن نتنياهو سيجد صعوبات كبيرة في ارضاء حزب "يهودات هتوارة"، بالمقابل فإن مطلب حزب المتدينين الشرقيين "شاس" يتعارض بشكل كبير مع مطلب كحلون، فالحديث عن منح ارئي درعي زعيم "شاس" وزارة الداخلية قد لا يجد معارضة، ولكن الحديث عن "دائرة التخطيط" يشكل معضلة كبيرة لحركة "شاس"، فهذه الدائرة تابعة لوزارة الداخلية ولكن كحلون يطالب بها، وهذا ما يرفضه بشكل قاطع درعي ولن يتنازل عنها.


هذه الصعوبات دفعت طاقم "الليكود" التفاوضي وكذلك نتنياهو نفسه للتلميح بالذهاب الى المعسكر الصهيوني والاتفاق معه على تشكيل الحكومة الاسرائيلية، ما سمح بعودة هذا الاحتمال ليكون على الطاولة السياسية في اسرائيل، صحيح صدرت تصريحات عن المعسكر الصهيوني وعلى لسان زعيمه يتسحاق هيرتصوغ، الذي أكد بأنه سيكون في صفوف المعارضة ويقودها، ولكن رشحت بعض المعلومات عن فتح مفاوضات من خلف ظهر هيرتصوغ، ومع ذلك يبقى نشر هذه المعلومات في سياق الضغوطات التي يمارسها "الليكود" على حلفائه من أحزاب اليمين، ودفعهم للتنازل عن بعض شروطهم والانصياع لحزب "الليكود".


يبقى القول بأن الاحتمال الأقرب هو نجاح نتنياهو بتشكيل حكومة من اليمين والمتدينين، وقد يجد نفسه مضطرا لتقديم بعض التنازلات لهذه الأحزاب لتشكيل الحكومة وبقاء نتنياهو على رأسها، والذي قد يبدو بأنه له أهمية أكبر من القضايا الجوهرية الأخرى.