القدس - معا - بحث وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني سبل وآفاق التعاون مع المؤسسات التركية الاقتصادية وذلك لدى استقبالة صباح امس الجمعة في مدينة القدس رئيسة جمعية صاحبات ورجال الاعمال في تركيا نزكات امينة اطاسوي وبحضور كل من الدكتور نظمي الجعبة المحاضر في جامعة بيرزيت والاب فراس عريضة مسؤول الاوقاف اللاتينية في الاراضي المقدسة وفؤاد الحلاق من دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وفادي الهدمي مدير الغرفة التجارية الصناعية في القدس .
وأطلع الحسيني الضيفة التركية والتي تزور فلسطين للاطلاع على حقيقة الاوضاع ودراسة فرص الاستثمار وخاصة في القطاع السياحي ، على حقيقة الاوضاع في مدينة القدس وسبل التهجير الممنهجة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من حيث مصادرة الاراضي وهدم البيوت وفرض القوانين العنصرية التي تسهل ذلك ومن أهمها قانون أملاك الغائبين وفرض الضرائب الباهظة والمخالفات والقيود التعجيزية لاستصدار تراخيص البناء ، وجدار الفصل العنصري الذي عمل على عزل وتشريد عشرات الالاف من المقدسيين .
وأوضح ان الاهداف الاسرائيلية من هذه الاجراءات التعسفية تنصب حول الحد من النمو الطبيعي الفلسطيني في مدينة القدس والضغط من أجل الهجرة الطوعية بحيث لا يبق في المدينة المقدسة أكثر من 12 بالمئة من الفلسطينيين ، وبالتالي تسهل عملية الاستيطان والاحلال مكان السكان الاصليين في المدينة .
وأشار الى آليات عمل المؤسسات الفلسطينية الرسمية في القدس في القطاعات المختلفة ووسائل الدعم والمساندة التي تقدمها لتعزيز صمود المقدسيين ، مقدما أرقام ومعطيات وإحصاءيات ، ومستعرضا العوائق الاستيطانية الاسرائيلية بوجة عملية النهضة والتنمية الفلسطينية في القدس والمناطق المسماة " ج " ، داعيا الى فتح آفاق التعاون مع الدولة والمؤسسات التركية التي تمتلك تاريخ غني في هذة المنطقة وخاصة في القدس حيث نرى يوميا العظمة التركية من خلال سور القدس الذي بناة السلطان العثماني سليمان القانوني .
بدوره استعرض الدكتور الجعبة العلاقات التاريخية المميزة بين الجانبين العربي والتركي والفلسطيني على وجه الخصوص ما يؤكد على ان الشعب التركي شريك في القضية الفلسطينية ولاعب اساسي في العمل على حلها وفق الشرعية الدولية ما يدعوه الى رفع مستوى العمل في فلسطين والقدس على وجه التحديد .
فيما اكد الاب عريضة على ضرورة دعم صندوق القدس عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها الفاعلة وذلك من اجل الحفاظ على العقارات المقدسية وتثبيت المقدسين في ممتلكاتهم موضحا العلاقة الاسلامية المسيحية في الارض المقدس والتي تعتبر نموذجا يحتذى به وتعبير حقيقي عن الهوية الوطنية .
بينما استعرض الهدمي تاريخ الغرفة التجارية باعتبارها احد اهم اركان العمل الاقتصادي في مدينة القدس وهو ما ادركه الاحتلال ودفعه الى اغلاقها عام 2001 كوسيلة للضغط على الاقتصاد المقدسي وتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الاصليين واحلال مستوطنين يعيثون فسادا وخرابا في المدينة موضحا ان نسبة الفقر قفز الى 80 بالمئة ونسبة البطالة اضحت 36 بالمئة في القدس ما يستوجب وقفة جدية حقيقية نهضوية داعيا الى توسيع رقعة التبادل التجاري بين الجانبين .
من جانبه اوضح الحلاق الاليات التي تنتهجها سلطات الاحتلال في مدينة القدس والتاجيل المتعمد في طرح المدينة على طاولة المفاوضات وفي الوقت نفسه تعمد على خلق وقائع اسرائيلية على الارض بحيث تفرغ المفاوضات حولها من مضمونها الحقيقي وهو ما يدعو الى نهضة عربية واسلامية ومسيحية تؤكد حقيقة المدينة المقدسة تاريخا واقتصاديا وسياسيا .
بدورها اكدت الضيفة التركية على جدية القضية الفلسطينية بالنسبة لحكومتها والمؤسسات التركية المختلفة منوهة الى المؤتمر الذي جرى في ذكرى التضامن مع الشعب الفلسطيني والذي جاء تحت عنوان " بدون اقامة الدولة الفلسطينية لن يتحقق السلام في العالم " مع التاكيد على ان القدس هي العاصمة لهذه الدولة وهو ما احدث ضجة عالمية واضحى عنوانا عالميا معلنة عن تكرار مقل هذا المؤتمر في الاعوام التالية .
واشارت الى رسالة جمعيتها تتمحور في ان القدس هي مدينة السلام ويجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي الفلسطينية والعمل على الاستقطاب العالمي وكبح جماع السياسة الاسرائيلية التوسعية وخلق لوبي عالمي يتصدى لها .
واكدت على ضرورة الاستثمار في اهم القطاعات الواجب دعمها في مدينة القدس وهي الاسكان والسياحة وتشجيع السياحة الدينية للمدينة المقدسة منوهة الى انتشار جمعيتها في انحاء العالم وتأتي في سلم اولويات عملها جذب المستثمرين في مدينة القدس وتحسين اهداف وشروط التسويق والاستثمار ما سيعمل على انعاش الوضع العام في المدينة المقدسة .