القاهرة - مراسل معا - فجّرت قيادات أمنية مصرية كبيرة مفآجات عسكرية باعترافها ان القوات المصرية الموجودة برفح والشيخ زويد اعدادها قليلة في مواجهة المساحة الجغرافية الكبيرة والتي تلعب جغرافية المنطقة لصالح عناصر تنظيم "بيت المقدس"، وان الجيش المصري في هذه المناطق لن يحقق نصرا حقيقيا على المسلحين، الا اذا دخلت قوات كبيرة لكي تستطيع فرض سيطرتها على المنطقة، ولكن القوات الموجودة حاليا في رفح والشيخ زويد والعريش وهي المنطقة "ج" حسب اتفاقية "كامب ديفيد" تقدر بقرابة 7 او 10 كتائب عسكرية تنتشر في منطقة مساحتها الجغرافية اكبر من قوات هذه القوات.
واوضح المسؤول العسكري ان هذه المعطيات وفرت لعناصر تنظيم بيت المقدس حرية التنقل ومراوغة القوات المصرية بهذه المنطقة الكبيرة خاصة القرى الجنوبية لرفح والشيخ زويد وما يحيط بها من تضاريس صحراوية وجبلية ومدقات ودروب عاشت فيها عناصر التنظيم منذ طفولتها مما اعطاها الخبرة والدراية في التنقل بسهولة من مكان الى آخر بعكس القوات المصرية التي تحتاج الى دليل ومرشد من المنطقة لكي يوجه القوات التي تنطلق في حلقة مفرغة.
واضاف المسؤول انه وبرغم نجاح الجيش المصري منذ ثورة 30 يونيو عام 2013 في تدمير جانب كبير من البنية التحتية لتنظيم بيت المقدس وقتل المئات من عناصر التنظيم والقبض على آخرين الا ان التنظيم يستطيع تجديد دمائه وبنيته التحتية بسهولة في ظل الدعم الخارجي الذي يصل الى التنظيم.
واوضح المسؤول العسكري في خضم اعترافاته بصعوبة تحقيق نصر من قبل الجيش المصري ان توزيع القوات العسكرية المصرية بهذه المنطقة غير منطقي فالاكمنة العسكرية متواجدة في نطاق محدود على الطريق الدولي فقط بخلاف معسكرات الجيش في اماكن نائية بالشيخ زويد ورفح وبقية مساحة المدينتين خالية من القوات تتيح الفرصة لعناصر التنظيم ان تفعل ماتشاء وتتحرك بحرية فالضربات الجوية اصبحت غير مجدية لان عناصر التنظيم متواجدة كما هي خاصة اخطر عناصر التنظيم التي تستطيع ان تفلت من الضربات الجوية وتختبىء بين المواطنين.
واضاف ان تنظيم بيت المقدس تصالح مع فئات اخرى من المسلحين الذين يرفضون تواجد الجيش المصري بالمنطقة لانه عطّل مصالحهم، كما قال المسؤول، مثل العناصر الجنائية وتجار البشر ومهربي المخدرات وممن صدرت ضدهم احكام جنائية وهاربين و"مافيا الانفاق" المتضررين من هدم الانفاق واقامة منطقة عازلة جميعهم انضم لتنظيم بيت المقدس، ويقدمون لهم تسهيلات كبيرة لمحاربة الجيش المصري.
واشار المسؤول الى انضمام عناصر من تنظيم داعش من الخلايا النائمة بمحافظات مصر لتنظيم بيت المقدس والذين توجهوا بأعداد كبيرة الى رفح والشيخ زويد واصبحوا الان هم قيادات التنظيم ومدربين على تصنيع العبوات الناسفة واطلاق الصواريخ وقذائف الار بي جي فالوضع في رفح والشيخ زويد لا يحمد عقباه على مصر.
وتابع المسؤول ان مصر بحاجة ملحة وسريعة لزيادة اعداد قواتها برفح والشيخ زويد وان تكون هناك كثافة عددية كبيرة للجنود المصريين ليحاصروا قرى رفح والشيخ زويد ويعزلوها عن بقية سيناء، قائلا "مصر لن تنتصر على الارهاب في سيناء في ظل الاعداد المتواضعة من القوات المتواجدة حاليا برفح والشيخ زويد" فمصر بحاجة ان تحرك قوات المشاة السابع الميكانيكي من الاسماعيلية الى رفح والشيخ زويد لفترة ستة شهور على الاقل بتنسيق مع الجانب الاسرائيلي لان الوقت ليس في مصلحة كافة الاطراف فعامل الجغرافيا بالمنطقة يلعب لصالح العناصر الارهابية ومطلوب ان تكون هناك كثافة عددية للقوات المصرية بالمنطقة حتى تستطيع ان تسيطر بشكل جاد وحقيقي على المنطقة وان يكون هناك جيش مصري حقيقي بالمنطقة.