نشر بتاريخ: 05/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 17:40 )
رام الله - معا - اصدرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بيان حقائق حول حال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل تنظيم "داعش" منذ عدة ايام، وقيام التنظيم ببسط سيطرته على غالبية المخيم، في ظل نقص حاد في الاغذية والادوية نتيجة الحصار الذي يتعرض له المخيم منذ فترة طويلة.
فقد أقتحم مسلحو تنظيم "داعش" مخيم اليرموك صباح الأربعاء الأول من شهر نيسان الجاري، ونفذوا العديد من المجازر والمذابح بحق أهالي المخيم راح ضحيتها 9 أشخاص على الأقل داخل مخيم اليرموك واختطفوا العشرات من الأهالي المحاصرين.
ويذكر هنا أن المخيم يتعرض للحصار منذ عدة أشهر وتم زجه في الصراع الدائر في سوريا بين قوات النظام السوري ومختلف "فصائل المعارضة"، الأمر الذي أدّى لاستشهاد نحو 200 فلسطيني ومغادرة نحو 140 ألفًا من سكّانه البالغ عددهم 160 ألفًا.
ووفقا لمتابعة دائرة شؤون المغتربين، فان إرهابيي تنظيم "داعش"و"جبهة النصرة" إختطفوا العشرات من سكان المخيم وقاموا بقتل 5 أشخاص بقطع رؤوسهم وإعدام شابين رمياً بالرصاص أمام الأهالي، وأنّ إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" يقومون بتفخيخ البيوت في محاولة لإحكام السيطرة على المخيم وعزله من الجهة الجنوبية عن محيطه، كما استشهد شابان متأثرين بجراح اصيبا بها أثناء الاشتباكات مع "جبهة النصرة" و"داعش"، إضافة إلى إصابة العديد من الأشخاص إصابات خطرة في الوقت الذي يشهد فيه المخيم حالة نزوح كبيرة من قبل الأهالي، ولا يزال أبناء شعبنا في المخيم يتعرضون للقتل وتتعرض منازلهم للتدمير مما ينذر بوقوع مجازر بشعة بحق شعبنا الأعزل.
وقالت دائرة شؤون الموظفين في المنظمة ان اقتحام مخيم اليرموك (جنوب العاصمة السورية دمشق) من قبل "تنظيم داعش" جاء بتواطؤ مع تنظيم "جبهة النصرة"، في محاولة للـزج بالفلسطينيين في الصراع داخل سورية، وما يترتب على ذلك من زيادة المعاناة في المخيم بفعل الاشتباكات الدائرة مع التنظيم وبسبب تواجد مسلحين داخل المخيم رغم معارضة أهالي المخيم وبسبب الحصار المفروض عليه، إن ما يجري هو استغلال وإقحام للمخيم في الحرب الدائرة في سورية وذلك من قبل أطراف سياسية فلسطينية وأخرى تنتمي إلى تنظيمات مسلحة من خارج المخيم ، وزج المخيم في هذه الأحداث يعتبر جريمة بشعة تستهدف الوجود الفلسطيني في المخيم.
وعبرت دائرة شؤون المغتربين عن إدانتها للمجازر البشعة التي يتعرض لها شعبنا في مخيم اليرموك، داعية لخروج جميع المسلحين والى نزع كافة المظاهر المسلحة في المخيم وتحييده والتواصل مع كافة الإطراف عبر الحوار لضمان حياد المخيم، وتؤكد الدائرة أن الجانب الفلسطيني ليس طرفاً مع المعارضة أو النظام في الصراع الدائر على الأرض السورية، ولطالما دعا إلى الحفاظ على حياد المخيمات، التي كانت في بداية الأحداث مأوى آمنا لجميع المتضررين من الحرب، وتؤكد الدائرة على رفض أي حل لتدويل أزمة مخيم اليرموك الحالية، على اعتبار أن ما يجري في سورية مختلف عن أزمة مخيم اليرموك.
ووجهت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير كلمة الى أبناء شعبنا في المهجر والشتات"فيما تتواصل المجازر بحق شعبنا في مخيم اليرموك ويسقط المزيد من القتلى والجرحى ويستمر النزوح من المخيم، تقوم القيادة الفلسطينية بسلسلة من الاتصالات المكثفة مع إطراف عربية ودولية وإنسانية لإنقاذ أبناء شعبنا في المخيم من المأساة التي يتعرضون لها ولحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء، وتجنيب الأهالي المحاصرين في المخيم مزيدا من الألم والمعاناة من الجوع والعطش والمرض والقصف والقتل، كما تواصل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية جهودها للدفاع عن المخيم ولتخفيف معاناة أبنائه ولتجنيب المخيم ويلات هذا التدخل السافر من جهات ومجموعات ستؤدي إلي تدمير المخيم وتشريد أبناء شعبنا.
وفي هذا الإطار، دعت دائرة شؤون المغتربين كافة الجاليات الفلسطينية إلى التحرك العاجل والسريع لإنقاذ شعبنا في مخيم اليرموك من الموت، ومن أجل وقف المجازر التي ترتكب بحقه، كما تدعوها لتنظيم الفعاليات والتحركات الجماهيرية المنددة بهذه الجرائم البشعة ولوقف أعمال القتل والحصار والتدمير الذي يتعرض له المخيم وأبنائه.
تدعو الدائرة جالياتنا الفلسطينية ومؤسساتها وأطرها لتفعيل دور المؤسسات الحقوقية والقانونية والاتحادات البرلمانية والأحزاب والقوى المناصرة لشعبنا لإنقاذ شعبنا في مخيم اليرموك وتوفير الحياة الكريمة والآمنة له، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجاليات العربية، وتدعوها كذلك إلى مخاطبة المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، وكافة المنظمات الدولية ذات الصلة، لتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية لوقف المذبحة التي يتعرض لها شعبنا في مخيم اليرموك، ولتأمين سبل الحياة الكريمة والصمود في المخيم إلى حين تمكين شعبنا اللاجئ والمقيم فيه من العودة إلى وطنه الحر المستقل.
دعوات لفتح ممرات أمنية للاجئين
دعت عدة مؤسسات حقوقية منها" المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والشبكة السورية لحقوق الإنسان ومجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا "وكالة "الأنروا" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" إلى العمل على فتح ممرات إنسانية لسكان المخيم، والتنسيق مع القوات السورية التي تحاصر المخيم لإجلاء عشرت الجرحى داخله.
وقال المرصد خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم ان أوضاع إنسانية غير مسبوقة يشهدها قرابة 20 ألف مدني، بينهم أكثر من 3500 طفل، يعيشون تحت القصف والاشتباكات العنيفة والمتواصلة في مخيم اليرموك منذ محاولة ما يعرف باسم "تنظيم الدولة الإسلامية – داعش" دخول المخيم والسيطرة عليه يوم الأربعاء الماضي وهو ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل من ساكني المخيم حتى الآن.
واشار المرصد الى ان ثلاثة من القتلى الثلاثة عشر وجدوا دون رأس في إحدى حارات مخيم اليرموك، ويُعتقد أن عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية قاموا بقطع رؤوسهم، فيما قُتل ثلاثة آخرون إثر قصف تنظيم الدولة للمخيم، وهم "جمال خليفة"، و"عبد اللطيف الريماوي"، و"محمد صالح عيس"، كما قُتل "محمد خير تميم" برصاص قناص يتبع لتنظيم الدولة، وقُتل "رضوان الأحمد" إثر قصف للقوات الحكومية السورية، وقُتل 5 آخرون أثناء الاشتباكات الدائرة بين المسلحين في المخيم، وهم "ماجد العمري"، و "عبد الله حسن عبد الله"، و "عمر الخطاب"، و"علاء درباس" و"عبد الله ماهر سالم".
وشدد المرصد عدد القتلى في مخيم اليرموك يوفوق ما تم توثيقه مبينة عدم القدرة على توثيق جميع الجرائم بسبب الأوضاع الميدانية فائقة الصعوبة في المخيم.
واشار المرصد ايضا الى أسر عشرات الشباب من المخيم من قبل أفراد ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية - داعش، منهم 80 على الأقل تم اختطافهم في منطقة العروبة و"شارع المدارس"، بينهم فتاتان جرى اختطافهما من منزلهما في "شارع المدارس"، وناشطون إغاثيون جرى اختطافهم بعد اقتحام مقر الهيئة الإغاثية التي كانوا يتواجدون فيها.
ودعا المرصد الأطراف المسلحة داخل المخيم، ولا سيما أفراد ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، بعد إذ سيطرت على معظم أجزاء المخيم، إلى تحييد المدنيين، محذرة من قيام أفراد تنظيم الدولة باستخدام سياسة الانتقام من المدنيين، والتصفية الجسدية لهم.
كما دعا المرصد المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان للضغط على النظام السوري لحماية سكان المخيم ورفع حصاره عنهم، بصفته المسؤول الأول عن أوضاعهم. وإلى العمل على إنهاء هذه المأساة بأعلى سرعة، وتوفير العلاج الطبي اللازم للمرضى والجرحى داخل المخيم.
كما دعا مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى وضع الاعتبارات الإنسانية للحالة في الأراضي السورية، فوق أي اعتبار آخر. والتحرك العاجل بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لإنقاذ المدنيين، ووقف القتل الدائر بلا إنسانية للسنة الخامسة على التوالي.