الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سليم نجم الزمن الجميل

نشر بتاريخ: 05/04/2015 ( آخر تحديث: 05/04/2015 الساعة: 21:32 )
بقلم: أسامة فلفل

الأمجاد العظيمة والانجازات الكبيرة والذكريات الجميلة تبقى خالدة في ذاكرة الأجيال مهما تعاقبت السنين ولا يمكن أن يطالها النسيان لأنها ترسخت في محطات وظروف تجلت فيها روح العطاء وتجسد فيها الانتماء الحقيقي للوطن والرياضة الفلسطينية.

حتما جماهير الرياضة الفلسطينية ولاسيما كرة القدم تحفظ في القلب والذاكرة نجوم الزمن الجميل الذين أبدعوا بعطائهم وعطروا ملاعبنا الكروية بشذى فنونهم وسيمفونياتهم الرائعة التي ما زالت صور إيقاعاتها الجميلة تعيد لنا مشاهد وذكريات لا تنسى تعكس حجم وقوة وزخم المستويات الفنية للعصر الذهبي للكرة الفلسطينية في السنوات العجاف رغم الظروف التي واكبت هذه الحقبة الزمنية من مخاطر وتحديات كبيرة.

سليم الزيناتي ابن العميد نادي غزة الرياضي هو واحد من أبطال ونجوم الزمن الجميل ,فبرغم مرور عقود وسنين وشهور وأيام طويلة ورغم غيابه القسري عن ملاعبنا الكروية والبعد عن الأهل والأحبة والعشيرة إلا أن سليم الزيناتي صاحب الشخصية الدمثة لم يغب بالمطلق عن ألسنة العامة والخاصة والجماهير والصحافة الرياضية حيث يتذكره الجميع وهو يسطر مع أقرانه من نجوم الزمن الجميل الأمجاد الرياضية الجميلة مع معشوقته المستديرة ويدشن جسور التواصل والمحبة مع الأحبة أبناء الضفة الصامدة النجوم الغوالي الذين شهدت لهم ساحات وميادين وملاعب الوطن صولات وجولات وكانوا جسرا للتواصل وساهموا في تحقيق وتوحيد الجغرافيا الفلسطينية.

اتسم سليم الزيناتي بطوله الفارع وبنيته القوية ولياقته البدنية العالية وإجادته للألعاب الهوائية والارتقاء لمسافات كبيرة في الضربات الركنية وبقذائفه الصاروخية التي كانت لا تصد ولا ترد.

تخصص أبا طارق في الضربان الثابتة التي كان يجيدها بإتقان وبحرفية عالية ,كان المهاجمون يحسبون للفدائي الأسمر الزناتي صخرة دفاعات غزة الرياضي ووزير دفاعه ألف حساب ولطالما هتفت الجماهير في رفح الصمود ونابلس جبل النار وفي القدس العاصمة لأبى طارق فهزوا مشاعرنا نحن ولم ينجحوا في هز تواضع أبي طارق واتزانه.

من منا لا يعرف سليم الزيناتي ومن منا لم تطرق أذنيه شهرته ومن منا لا يعرف الإنسان الودود والنجم الخلوق صاحب القلب الطيب الذي تغنت به الجماهير وحملته على الأعناق في مناسبات كثيرة.

بالأمس فاجئ أبي طارق الجميع في مهرجان أكاديمية العميد العاشر للكاراتيه بدخوله الاحتفال مع كوكبة من رفاق الزمن الجميل فسادت المهرجان حالة من الذهول ووقف واصطف الجميع ليعانقوا النجم العائد إلى صدر العميد الذي أجبرته الغربة على البعد عن الأحبة رفاق المسيرة.

لحظات لا توصف ومشاعر جياشة حيث ذرفت فيها الدموع وهطلت أمطار الحب بغزارة لتروي عطش سنين طويلة وتوقفت فعاليات المهرجان لبرهة ليحيي الكل النجم سليم الزيناتي.

اللحظات المؤثرة كانت حين عانق الحاج سالم الشرفا عميد الرياضيين لأبي طارق والدموع التي انهمرت حيث لم يتمالك العائد الزيناتي نفسه وكذلك كان الحال مع الرياضي والقائد الرياضي المخضرم معمر بسيسو ورئيس النادي موسى الوزير وكوادر وقيادات وجماهير العميد الذين احتفلوا جميعهم بأخيهم وابنهم ورفيق دربهم احتفالا يليق بالقائد الرياضي الذي ما زالت صور عطاءه وتضحياته مجسدة في قلوب الجميع وعلى أرضية ملاعب الوطن العزيز.

لقد عاشت جماهير وقيادات العميد وكوادره أمسية جميلة مع أبي طارق وعاد شريط الذكريات حيث كان العائد متأثرا برحيل كوكبة كبيرة من رفاق دربه الذين عايشهم أيام الطفولة وريعان الشباب في صفوف العميد وخاصة المرحوم رفعت الريفي والشهيد عاهد زقوت والمرحوم عبد السلفيتي وقد ترحم الجميع على الراحلين وامتدت الأمسية لساعات متأخرة من الليل.

ختاما...

تبقى الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان, وتبقى ذكرى الأحبة ممن عشقوا الوطن وناديهم مطبوعة في خلجات القلوب وتظل مساهماتهم وانجازاتهم وتضحياتهم حاضرة وخالدة إلى الأبد