غزة- تقرير معا - يسود الغضب قطاع غزة وسط تنديد واسع بالجرائم التي يتعرض لها سكان مخيم اليرموك في سوريا.
وعقدت الفصائل في غزة اجتماعا طارئا لبحث أزمة مخيم اليرموك، بينما اعتبر قادة ونواب ما يجري في المخيم قمة الارهاب ويستحق اهتماما دوليا على غرار ما حدث في فرنسا.
ودعوا خلال وقفة نظمها المجلس اليوم الاثنين تضامنا مع مخيم اليرموك المسلحين للانسحاب من المخيم، وعدم الزج بالشعب الفلسطيني في اتون الصراع الدائر هناك.
ودعا د. احمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الكتل البرلمانية والفصائل الى العمل سويا وبذل كل جهد وتسخير كل العلاقات والاتصال بكل الاطراف لوقف الكارثة الانسانية في المخيم.
وحمل بحر المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة والاونروا توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في المخيم، وقال: "وفق اتفاقية 1951 الخاصة باللجوء تتحمل الدولة المضيفة المسؤولية الكاملة عن حماية اللاجئين وملاحقة الجناة".
وطالب بحر الصليب الأحمر والاونروا وكل المنظمات الإنسانية الى التدخل العاجل لإيجاد ممرات انسانية للجرحى والمدنيين والمحاصرين داخل المخيم وتوفير المياه والطعام والدواء لهم على جه السرعة، داعيا كل الاطراف في اليرموك الى وقف القتال من اجل الاطفال والنساء والابرياء الذين يعانون الويلات.
كما طالب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومنظمات حقوق الانسان بإرسال وفد الى المخيم للاطلاع على المأساة والكارثة الانسانية ووقف الجرائم بحق المدنيين.
من ناحيته قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي: "لا ينبغي لأي شريحة من المتقاتلين ان يدخلوا العنصر الفلسطيني في الازمة السورية"، معتبرا كل ما يدور اقتتال هامشي خارج الهدف ولن يؤدي الى انتصار.
وأضاف البطش في كلمة الفصائل "أن القضية المركزية للامة فلسطين وهي قبلة المجاهدين"، داعيا المسلحين الى الانسحاب فورا وابعاد الفلسطيني عن اتون الصراعات في وسوريا ولبنان.
وطالب جامعة الدولة العربية بذل جهدها مع اطراف الصراع والازمة لإنهاء مأساة اللاجئين في المخيم.
أما النائب محمد فرج الغول رئيس كتلة التغيير والاصلاح قال: "لا نريد فتح ممرات امنة بل نريد رفع الحصار بالكامل عن المخيم ونريد الحفاظ على المخيمات كشاهد على ظلم الاحتلال".
واضاف في كلمته "نريد ان تتوحد الجهود وينتهي الانقسام ويوحد سلاحنا للعدو الاحتلال"، متابعا: "أليس ما يحدث في اليرموك قمة الارهاب ويستحق التجمع اكثر مما حدث بفرنسا". ودعا الى تحرك دولي ومحلي واقليمي لإنقاذ اللاجئين من الموت المحقق وانهاء الصراع.
في ذات الإطار نظمت تجمعات شبابية وقفة تضامنية مع مخيم اليرموك في منطقة الجندي المجهول في قطاع غزة.
ورفع المعتصمون اعلام فلسطين ولافتات طالبوا فيها بحماية مخيم اليرموك وتجنيبه الصراعات الداخلية في سورية، وردد المتظاهرون شعارات طالبوا فيها منظمة التحرير بالتحرك، وأكدوا على صمود المخيم وضرورة فك الحصار عنه.
وتحدث رشاد أبو مدلله منسق تجمع كفى الشبابي، عن قيمة مخيم اليرموك ورمزيته كعاصمة للشتات، واعتبر ما يحدث في مخيم اليرموك هو خطة حقيرة لتهجير اللاجئين وتفريقهم ومحاولة طمس قضية العودة عن طريق ضرب مخيمات اللجوء في دول الجوار.
وطالب رشاد أبو مدلله الشعوب العربية بضرورة التحرك أمام منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة في دولهم ومطالبتهم بتوفير حماية دولية لمخيم اليرموك وفك الحصار عنه.
وشدد أبو مدلله على ضرورة التوحد الفلسطيني والخروج بموقف صريح والضغط الحقيقي لتجنيب مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية اي صراعات قادمة.وأعلن أبو مدلله عن البدء بسلسة فعاليات لدعم المخيم اللاجئين.
كما نظم اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني اليوم تظاهرة تضامنا مع اللاجئين في مخيم اليرموك بمشاركة صف قيادي واسع من الأطر النسوية وفصائل العمل الوطني وأطر شبابية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وسط هتافات ويافطات تدعو لتحييد مخيم اليرموك عن الأزمة السورية والمطالبة بوقف معاناة الفلسطينيين في المخيم.
وتلت أريج الأشقر مسؤولة اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني الإطار النسائي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مذكرة باسم الاتحاد موجهة للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، تطالبه بتحييد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا عن دائرة الصراع الحاصل هناك بين التنظيمات المختلفة داخل المخيم، وجعله خالياً من السلاح والمسلحين تجنباً لوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء في صفوف المدنيين العزل.
وأكدت الأشقر خلال الوقفة التضامنية مع مخيم اليرموك، أن ما يتعرض له مخيم اليرموك من اجتياح من مجاميع داعش بالتنسيق مع جبهة النصرة يهدد بخطر حقيقي بتحويل المخيم إلى منطقة اشتباك وتصفية حسابات وإقحام المخيم في أتون الحرب الدائرة في سورية، وهو جريمة تزيد من حالة التنكيل بأهله وتعرضهم لمخاطر أمنية ومجتمعية وتفاقم معاناتهم الإنسانية.
ووصفت الأشقر ما يجرى على أرض مخيم اليرموك ينذر بتوقف المساعدات الغذائية من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لأهالي المخيم والذي يشكو أصلاً من انعدام الكهرباء والماء والأدوية وغيرها من مقومات الحياة الآدمية بالمخيم، مشددة على أهمية أن تتحرك "الأونروا" وتعمل على توفير كل الدعم الإغاثي والإنساني للمتضررين من جراء الاقتحامات المتكررة للمخيم.
وعبرت الأشقر عن أملها بضرورة أن تتحرك كل الدول والجهات المعنية وتوحيد الجهود العربية والدولية للتدخل والتنسيق مع كل الأطراف ذات الصلة لرفع أيديهم عن مخيم اليرموك ووقف عذابات الشعب الفلسطيني، داعية مجلس الأمن والمنظمات الدولية وفي مقدمتها وكالة الغوث للتدخل العاجل لإنقاذ حياة اللاجئين وتقديم العون الفوري للسكان المحاصرين، وتأمين الحركة من وإلى المخيم، وفتح ممرات إنسانية لنقل الجرحى والمساعدات الإغاثية.
وقام وفد من اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بتسليم مذكرة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمقر المنظمة في مدينة غزة.
يذكر ان عدة فعاليات ووقفات ومسيرات خرجت يوم امس في غزة تضامنا مع اللاجئين في ميخم اليرموك.