الفتى رمزي حلس.. ذهب ليصطاد العصافر.. فاصطاده قناص اسرائيلي من بين أخواته الاربع تاركاً قلب أمه يحترق ويعاني النزيف
نشر بتاريخ: 09/09/2007 ( آخر تحديث: 09/09/2007 الساعة: 12:28 )
غزة- معا- "إبني حبيبي وحيدي.. حلم ليلة استشهاده انه عريس والناس تجري من أمامه.. وعند سماعي لخبر استشهاده عرفت معنى هذا الحلم وقلت لقد تحقق حلمك يا رمزي ونلت الشهادة", كلمات وعبارات قالتها أم الشهيد رمزي حلس وسط دموع تتسابق في عينيها بالنزول, وكلمات وآهات تختنق في صدرها لحظة الحديث معها.
وقالت عايدة فايق حلس خلال لقاء أجرته معها "معا": "لا أكاد أتخيّل حياتي بدونه فكيف لي أن أعيش وابني قد طويت حياته وتوارى تحت التراب، لا اصدق أنني لن أراه مرة ثانية أو أن شهر رمضان سيأتي وهو غير موجود بيننا كعادته".
ووصفت أم الشهيد لحظات وداعها لابنها قائلة بصوت مُنهار يكاد يلامس أذن السامعين "إنها من أصعب المشاهد المريرة التي لن أنساها أبداً من مخيلتي, فقد كنت مصدومة وكأنني في حلم كبير لن أصحو منه أبداً.. فهو الابن الوحيد لدي، مشيرة إلى ان رمزي هو الولد الوحيد بين أربع بنات ويبلغ من العمر ( 17 عاما) فهو من مواليد 11/11/1989".
وأضافت "لقد ذهب مع مجموعة من أصدقائه في الساعة التاسعة صباحا ولم أكن اعلم أين هم ذاهبون, وها هو قد خرج ولم يعد, وعلمت بعد استشهاده أنهم كانوا عند معبر كارني لاصطياد العصافير وبشكل مفاجيء أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المكثف عليهم بشكل عشوائي وأصيب رمزي بالعديد من العيارات النارية في القلب والصدر وظل ينزف في مكانه حتى استشهد ولم يستطع احد أن ينقذه".
وأشارت إلى انه "رمزي" لم يستكمل دراسته, بل كان يعمل لفترة ما في منجرة للأخشاب ولم تكن له أي علاقة سيئة بأحد بل كانت له علاقات طيبة مع الجميع.
وقالت الأم والدموع تغلب مقلتيها: "شعوري كشعور أي أم فقدت ابنها, ولكن هناك فرحة لا تشعرها كل الأمهات إلا اللواتي فقدن أبناءهن شهداء, فهو شعور بالاطمئنان على الحياة الاخرى لابنها والفرحة له لان الله وعد شهداءه بالجنة ولكن من يخفف عني وطأة تلك الأيام الظلماء التي أعيشها بدونه؟".
ورغم مصابها وجرحها النازف, الا أن الام الثكلى, رأت أن من واجبها ان تناشد ابناء الشعب الفلسطيني وفصائله المتصارعة وقف الاقتتال, والعودة الى الحوار ولغة العقل, "فشعبنا الفلسطيني ما زال يواجه عدواً لا يعرف قلبه الرحمة".
عايدة حلس, أمٌ التحقت بقافلة طويلة من الامهات الفلسطينيات اللواتي ثكلن ابناءهن بسبب الاحتلال, فكم من أم مضى عليها الزمان وفي مخيلتها صورة لطفل أو فتى طالما حلمت أن تراه فارساً يحقق لها الامنيات.. ولكن؟!.