الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تصطدم وحدة "المشتركة" بالأجندة الحزبية؟

نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 08:21 )
هل تصطدم وحدة "المشتركة" بالأجندة الحزبية؟
بيت لحم- تقرير معا - مضى أكثر من عشرين يوماً على إعلان نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلية الـ 20 والتي حصلت فيها القائمة المشتركة على 13 مقعداً، في حدث تاريخي اتحدت خلاله الأحزاب العربية بالقائمة المشتركة، بعد أن شاركت بشكل فردي على مدار 60 عام مضت في الانتخابات.

واليوم يتساءل البعض عن شكل ونتائج الوحدة وتأثيرها على الشارع الفلسطيني في مناطق الـ 48 وحالة الانقسام في شطري الوطن إن كان لها أي تأثير، خصوصا أن البعض شكك بحقيقة الوحدة.

فالعديد يرى أن الوحدة أتت لتفادي نتائج سلبية بعد قرار المحكمة الاسرائيلية رفع نسبة حسم المشاركة في الانتخابات من 2% الى 3.25%، وآخرون يعتقدون أنها نتيجة حتمية لضغط الشارع الفلسطيني كونه محركاً ودافعاً قوياً للوحدة واستمراريتها بعد تكوين الكنيست وظهور نتائجها.

رئيس بلدية الناصرة علي سلام الذي خاض معركة وصفت بالشرسة لرئاسة البلدية انتهت بفوزه عام 2014، عبر عن تفاؤله الحذر من ما قد تأتي به القائمة المشتركة من نتائج يمكن أن تكون ملموسة وتغير على أرض الواقع قرارات اسرائيلية فيما يخص فلسطيني الـ 48 وحقوقهم.

وأكد سلام لـ معا على ضرورة الاتحاد والضغط على الحكومة الاسرائيلية لتغيير حال فلسطيني الـ 48 وواقعهم خصوصاً في الناصرة، التي تعتبر التجمع السكاني الأكبر لفلسطيني 48 ، وكغيرها من البلدات العربية تعاني الأمرين تحت سيطرة القوانين العنصرية الاسرائيلية.

وشكك سلام بحقيقة الوحدة ووقتها للخروج بعدد أكبر من المقاعد وتجاوز مسألة نسبة الحسم، قائلا: إن الأجندة الحزبية تبقى سيدة الموقف.

وقال د. أحمد الطيبي عضو الكنيست، وممثل القائمة المشتركة إن القائمة أصبحت كتلة برلمانية مكونة من 13 نائباً وتعمل اليوم بشكل وحدوي.

وأكد لـ معا أن القائمة أمامها تحديات أكبر مما كان في الدورة السابقة؛ لأن المد العنصري اليميني ازداد قوةَ وصلبة.

وعبر الطيبي عن خيبة أمله من نتائج الانتخابات، موضحاً أن اليمين رسخ حكمه، وأن المعركة البرلمانية والميدانية أمامنا أصعب وأشد وأهم، على حد تعبيره.
ورداً على تشكيك البعض باستمرارية الوحدة وتشرذمها تدريجياً، بين الطيبي أنه لا يرى سبباً للتشكيك، مشدداً على أن اعضاء المشتركة معنيون باستمرار الوحدة بل وتطويرها أيضا.

وعند سؤاله عن الأجندة الحزبية وتأثيرها على قرارات المشتركة في الكنيست، أوضح الطيبي لـ معا أن هناك تباينات حزبية ومواقف فكرية مختلفة قد تبرز مستقبلاً، لكنه شدد على أن فكرة الوحدة يجب أن تكون صاحبة الغلبة.

ويتبادر للأذهان هنا عديد الاسئلة من بينها، هل سيكون ممثلو الأحزاب الذين توحدوا بالانتخابات ممثلين لفلسطيني 48 ما بعد نتائج الكنيست، أم ستطغى الأجندة الحزبية على قرارات الكتلة البرلمانية وسنشهد حالة تشرذم؟، ولماذا لا تشكل تجربة المشتركة نموذجاً مؤثراً على حالة الانقسام الفلسطيني؟

تقرير: رنا أبو فرحة