الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"مدى": 35 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية

نشر بتاريخ: 07/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 14:20 )

رام الله -  معا -  شهد شهر اذار 2015 ارتفاعا كبيرا في وتيرة الانتهاكات المسجلة ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين، من حيث العدد وشدة الخطورة مقارنة بشهري كانون ثاني وشباط الماضيين، علما انهما (شباط وكانون ثاني) كانا شهدا مستويات مرتفعة نسبيا من الانتهاكات الشديدة.

وتم خلال شهر آذار رصد وتوثيق 35 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية والصحافيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو تقريبا ضعف عدد الاعتداءات المسجلة خلال شهر شباط الذي سبقه (بلغت في شباط 19 انتهاكا) علما ان اثنين من الانتهاكات التي سجلت خلال شهر آذار شملت مجموعة كبيرة من الصحافيين (احدها شمل ما لا يقل عن 20 صحافيا منعهم الجيش الاسرائيلي من دخول الحرم الابراهيمي في الخليل والآخر طال ما لا يقل عن اربعة صحافيين تم منعهم من تغطية مسيرة شعبية في قرية النبي صالح بمحافظة رام الله ومحاولة ابعادهم عن المنطقة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي).

وجاءت هذه الانتهاكات موزعة على 23 اعتداءا ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي و 12 انتهاكا ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة وقطاع غزة.

وتصدرت عمليات الاعتقال والاعتداءات الجسدية التي تعتبر من اشد الانتهاكات التي تمس الحريات، مجموعة الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون خلال شهر اذار حيث سجل ما مجموعه 7 حالات اعتقال استهدفت صحافيين وطلبة اعلام اضافة الى تحويل صحافي ثامن (علاء الطيطي) للاعتقال الاداري، بينما بلغ طالت الاعتداءات الجسدية 17 صحافيا وصحافية ارتكبت قوات الاحتلال 15 منها.
 
الانتهاكات الاسرائيلية:
ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال القسم الاكبر من الاعتداءات والانتهاكات ضد الحريات الاعلامية خلال شهر اذار حيث ارتكبت ما مجموعه 23 اعتداءا من بين 35 انتهاكا او ما يعادل نحو 66% منها.


واعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم 16/3 طالب الاعلام في معهد الاعلام العصري ومراسل شبكة بيت لحم الاخبارية اسلام زعل سالم بعد دهم منزله في قرية الشواورة بمحافظة بيت لحم (ما يزال معتقلا حتى لحظة صدور هذا التقرير)، كما واعتقلت قوة من جيش الاحتلال مقدم البرامج في اذاعة "الرابعة" في الخليل الصحافي علي عبد الكريم العويوي يوم 29/3 بعد ان دهمت وفتشت منزله وصادرت بعض الاجهزة الخاصة به كما وتم يوم 23/3 تحويل مراسل فضائية الاقصى الصحافي علاء الطيطي المعتقل منذ الثاني والعشرين من كانون ثاني 2014 للاعتقال الاداري لمدة 4 أشهر.

ومنع جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم 3/3 مجموعة كبيرة من الصحافيين الفلسطينيين (ما لا يقل عن 20 صحافيا) من دخول الحرم الابراهيمي في الخليل حيث كانوا في جولة لتغطية ما يتعرض له سكان الخليل القديمة من اعتداءات مشترطا عليهم التخلي عن كاميراتهم للدخول الى الحرم.

ومنع جنود الاحتلال الاسرائيلي يوم 5/3 طاقم فضائية "الجزيرة" القطرية من تغطية اعتداء نفذه مستوطنون في قرية المغير بمحافظة رام الله وصادروا ذاكرة الكاميرا واحتجزوها وحذفوا المادة المصورة عنها، واصيب مصور جريدة "القدس" محمود ابراهيم عليان يوم 6/3 بعيار مطاطي اطلقه عليه احد جنود الاحتلال بينما كان يغطي احداثا قرب قرية ابو ديس واحتجزت شرطة الاحتلال يوم 5/3 مراسل برنامج "عين القدس" في التلفزيون الاردني الصحافي رامي الخطيب واعاقت انجازه تقريرا كان يعده في القدس، ومنعت شرطة الاحتلال يوم 13/3 طاقم قناة "فلسطين اليوم" (الصحافيان علي محمد موسى وهادي نصري الدبس) من اعداد تقرير حول موارد البحر الميت واخضعتهم للتفتيش وطردتهم من المكان.

واعتدى جنود الاحتلال يوم 13/3 بالضرب على مراسل تلفزيون فلسطين في بيت لحم هاني احمد فنون بينما كان متواجدا في قرية كيسان لتغطية اعتصام ضد مصادرة الاراضي، ومنعت قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم 28/3 مجموعة من الصحافيين (شادي حاتم مصور اذاعة راية إف إم، عصام الريماوي مصور الحياة الجديدة، عباس المومني مصور وكالة الصحافة الفرنسية ومحمد تركمان واخرين) من تغطية مسيرة شعبية في قرية النبي صالح بمحافظة رام الله وحاولت ابعادهم عن المنطقة.

واعتدى شرطي اسرائيلي يوم 29/3 على المصور الحر عبد العفو بسام زغير اثناء تغطيته احداثا في مدينة القدس، واصيب مراسل ومصور قناة "فلسطين اليوم" واذاعة القدس في غزة مثنى النجار يوم 30/3 بحالة اختناق جراء استهداف جنود الاحتلال مسيرة نظمت قرب حدود غزة كان يشارك في تغطيتها.

واصيبت مراسلة شبكة "هنا القدس" الصحافية شذى عبد الرحمن حماد يوم 30/3 بقنبلة غاز في ساقها اطلقها جنود الاحتلال بشكل مباشر نحوها بينما كانت تغطي احداثا في بلدة سلوان بالقدس، كما واعتدى جنود الاحتلال بالضرب وبقنابل الغاز والصوت يوم 30/3 على مجموعة من الصحافيين (طال ما لا يقل عن 10 صحافيين) اثناء تغطيتهم مسيرة نظمت في بلدة حوارة جنوب نابلس وحاولوا منعهم من التغطية.
 
الانتهاكات الفلسطينية:
تم خلال آذار رصد وتوثيق 5 حالات اعتقال من بين مجموع الانتهاكات الفلسطينية المسجلة علما انه كان سبق ذلك اعتقال صحافيين اثنين من قبل اجهزة الامن الفلسطينية خلال الشهر الذي سبقه (شباط) ايضا، هذا فضلا عن تسجيل المزيد من عمليات الاستدعاء والتحقيق التي تترافق عادة مع احتجاز من يتعرض لها من الصحافيين لفترات زمنية قد تمتد لساعات طويلة احيانا.

واعتقل جهاز الامن الوقائي يوم 2/3 الطالب في السنة الرابعة بكلية الاعلام في جامعة القدس معتصم روحي قرمش من منزله الكائن في قرية بيتلو بمحافظة رام الله وحقق معه حول كتاباته على "فيسبوك"، واعتقل جهاز الامن الوقائي في بيت لحم يوم 16/3 المصور الصحفي الحر هشام كامل خالد ابو شقرة من منزله في قرية مراح معلا بمحافظة بيت لحم وتم تمديد اعتقاله، كما تم دهم منزله مرة اخرى يوم 24/3 ومصادرة كاميرتين، وما يزال ابو شقرة معتقلا حتى صدور هذا التقرير، واعتقلت قوة من جهاز المخابرات الفلسطينية يوم 17/3 مقدم البرامج في راديو الحرية بمدينة الخليل راضي احمد كرامة بعد ان اقتحمت منزله واعتدوا عليه اثناء اعتقاله وخلال توقيفه بتهمة اثارة النعرات والتطاول على الرئيس الفلسطيني وشتم مقامات عليا، واعتقلت قوة من الشرطة والأجهزة الامنية في غزة يوم 21/3 الصحفي ساهر خليل الاقرع الذي يعمل في صحيفة الشعلة للاعلام من منزله وبقي محتجزا مدة 6 ايام.

واعتقل عناصر من جهاز الاستخبارات الفلسطينية يوم 30/3 المصور في شركة "رمسات" حازم عماد ناصر (25 عاما) واعتدوا عليه اثناء تغطيته تظاهرة لمناسبة يوم الارض في طولكرم ومنعوه من التغطية واحتجزوه في مقر الجهاز وحذفوا المادة المصورة وحققوا معه ونقلوه الى مقر جهاز الامن الوقائي حيث بقي محتجزا حتى العاشرة ليلا واحتجزت كاميرته وطلب منه مراجعة الجهاز مجددا يوم 1/ 4 لاسترداد الكاميرا خاصته.

واستدعى جهاز المخابرات الفلسطينية في طوباس يوم 1/3 مراسل "قدس برس انترناشيونال للانباء" الصحافي زيد مصطفى ابو عرة، وحقق معه حول كتاباته على فيسبوك واحتجزه كما وتم احتجاز وتفتش جهاز الحاسوب الخاص به، واستدعى جهاز الامن الوقائي في حلحول الصحافي والمنتج التلفزيوني يونس ابراهيم الحساسنة وحقق معه مرتين وذلك يومي 1/3 و4/3)، كما واستدعى جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في بيت لحم المصور الصحافي المستقل اسيد عبد المجيد عمارنة يوم 30/3 وذلك بعد خمسة ايام من اخلاء سبيله اثر اعتقاله لدى نفس الجهاز (الامن الوقائي) مدة 30 يوماً.

وتعرضت الكاتبة الصحافية اسماء عوض الغول مراسلة موقع "المونيتور" ومؤسسة "سمير قصير" في غزة يوم 3/3 للتهديد على خلفية تعليق كتبته على فيسبوك حول اعتداء كان تعرض له الصحافي ابو مغصيب، واصيب المصور في جريدة "الحياة الجديدة" عصام الريماوي بحجر اثناء تغطيته مواجهات بالحجارة بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال قرب سجن "عوفر" في رام الله يوم 10/3 ما ادى لتحطم كاميراته، واستدعى جهاز الامن الداخلي في غزة يوم 15/3 المصور في الشبكة الفلسطينية للصحافة والاعلام رمضان جمال ابو سكران وحقق معه على خلفية كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي،

واعتدى موظفون من دائرة التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية يوم 29/3 على الصحافيين في اذاعة "راية اف ام" محمد يونس نصار وامجد باسم حسين ومنعوهما من بث برنامج يتعلق بشكاوى مواطنين حول اداء الدائرة وموظفيها.
 
الخاتمة والتوصيات:
ودان مركز "مدى" كافة الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية وحرية التعبير ويعرب عن قلقه من تزايد الانتهاكات خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه وفي المقدمة منها اعتداءات الاحتلال التي اتسعت دائرتها واشتدت وتيرتها لاسيما الاعتداءات الجسدية منها كما يدين الانتهاكات التي ارتكبتها جهات فلسطينية لا سيما استمرارها في سياسة اعتقال واحتجاز الصحفيين.

 ورحب مركز مدى باطلاق سراح الصحفي اسيد عمارنة بعد اعتقال استمر شهرا يعرب عن قلقه من استمرار الضغط على الصحفيين وطلبة الاعلام والنشطاء اثناء اعتقالهم اواستجوابهم من قبل الاجهزة الامنية في الضفة والقطاع للكشف عن كلمات السر الخاصة بمواقعهم على الفيسبوك، ويؤكد ان ذلك يعتبر انتهاكا للخصوصية التي كفلها القانون الاساس. ان مركز مدى يطالب بوقف كافة الانتهاكات ضد الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عنها.