نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 09:43 )
شارك
بيت لحم -معا -رولا سلامة- لم يكن ليخطر في بال علي الترك، وهو يجلس حبيس المنزل لأكثر من عشرين عاما ، وحبيس كرسيه المتحرك الذي بات يئن من التعب وملً من جلوس صاحبه عليه ليل نهار ، وألمه سوء وضعه واهتراء فرشه وهبوط عجلاته ، وأما شاشة التلفاز الصغير على مدخل باب الغرفة ، فأنها تشكو القدم وباتت ألوانها جرداء وخطوطها بالكاد أن تُرى لا أن ُتقرأ، وجدران الغرفة التي إهترأت من الرطوبة وبدأت تنزف من جميع الاتجاها ، فيما خطوط الكهرباء فحدث ولا حرج ، كأنها من عصور مضت، متأكله متهالكه ومدمرة ، تحتاج لاعادة بناء من الأساس واعادة تأهيل وصيانة كما هو الحال في الغرفة بأكملها . علي يجلس على كرسيه المتحرك ، وبجانبه والدته على كرسي متحرك اخر ، يبدو أنها بأحسن حال من كرسي ابنها ، فها هو فقد الرغبة بالحديث ولا أبالغ ان قلت أيضا أنه فقد الرغبة في الحياة ، مل من الانتظار وتعب من مقارعة الأطباء ومن استجداء الدواء ومن البحث عن حلول لأسرة دمرها مرض أبنائها الخمسة واعاقتهم ، دمرها وجود خمسة أبناء على كراسي متحركة منذ سنين طويلة ، دمرها زواج الأقارب ونتائجه الكارثية على المجتمع ، دمرها عدم اكتراث أي كان بهمومهم وحاجاتهم ، دمرهم جهل المجتمع وتجاهلهم، دمرهم طرق أبواب اغلقت في وجوههم ، وزادهم دمارا مجتمع أدار ظهره لهم ولاحتياجاتهم . وعندما تبدأ بالاستماع لقصة علي وهو خريج جامعة بيرزيت العريقة تخصص محاسبة بتقدير جيد جدا ، وتستمع لباقي القصة وهو يرويها بتعب وجهد ، وتستمع لدقات قلبه المتسارعة خجلا أو خوفا أو لوما أو حتى تعبا تدرك حجم المصيبة وتدرك حجم المأساة ، وتدرك كم عانت هذه الأسرة وكم كان أملها كبيرا أن يتحقق حلم علي بالالتحاق بوظيفة تحميه وتساعده على تحمل أعباء اسرته الكبيرة ، وهو الشاب الوحيد المتعلم وخريج الجامعات على رأي والدته التي لا تناديه سوى بالدكتور علما أنه يحمل شهادة البكالوريس فقط ولكنه من اسرة ترك أبناؤها بمحض ارادتهم المدرسة بعد أن داهمهم وهم في الصفوف الابتدائية مرض ضمور العضلات الذي قلب حياتهم وأقعدهم على كراسي متحركة وأصبح حلمهم مجرد اقتناء كرسي يساعدهم على الحركة . تخرج علي بتقدير عال وطرق الأبواب بحثا عن وظيفة قد تساعده على تحمل أعباء أسرته الكبيرة واحتياجاتهم الأكبر من الدواء والعلاج ، طرق العديد من الأبواب الا أنها جميعا صدت في وجهه ، فشكرا لكل من أغلق بابه في وجه علي وشكرا لكل من سمع بقصته وقرر أن يدير ظهره وينسى هذه القضية لانشغاله في قضايا اخرى ، وشكرا لمن كان يستطيع أن يوفر وظيفة لشاب من ذوي الاعاقه بوظيفته وراتبه قد ينقذ اسرة يعاني أكثر من نصف أفرادها من الاعاقات ، فالواسطه والمحسوبية قضت على حلم علي بفرصة يؤسس فيها لمستقبله ، والواسطه والمحسوبية والفساد قضوا على حلم علي بمستقبل أفضل بعد أن تعب كثيرا لينال شهادته وبعد أن عانى كثيرا ليصل الى حلمه ومبتغاه . قد تكون الصدفه وقد يكون الحظ وقد يكون الأمل هم من جمعوا اسرة برنامج "فلسطين الخير " مع علي لنتعرف عليه عن قرب ولنكون معه في حلقة تجمعنا لنسلط الضوء على قصته واحتياجاته واسرته ، ولنناشد من عودونا على كرم أخلاقهم وعلى دعمهم ومناصرتهم ومساندتهم لأسر كثيرة كان لنا شرف الالتقاء بهم وتغيير واقعهم وايصال صوتهم وتحقيق أحلامهم ، مناشدتي كانت للأمن الوطني ولقيادة الأمن الوطني وسيادة اللواء نضال أبو دخان قائد الأمن الوطني الفلسطيني والذي عودنا في برنامجنا ومنذ انطلاقتنا قبل أربع سنوات أن يتابعنا ويتابع مناشداتنا ويلبيها ، أن يقف معنا وطواقمه المتعددة لنمسح معا دمعة طفل أو شيخ أو سيده تعبوا من الانتظار وتأملوا فينا الخير ، فوعدناهم وبقية أبناء شعبنا أن نكون السباقين الى الخير وأن نكون معهم والى جانبهم ، فما هي الا ساعات قليلة حتى لبى ندائي سيادة العميد سعادة سعادة مدير عام اللجنة العلمية في الأمن الوطني وشريكي في الميدان والذي تابع الحلقة وتوجه بعد ساعات معدودة وبصحبته المهندس عبد الحميد الديك نائب محافظ سلفيت ووفد من بلدية كفر الديك الى منزل علي الترك ليتابع عن كثب وضعه واسرته وكذلك وضع المنزل واحتياجاته . لم يكن علي يتوقع أن تحدث مناشدته كل هذا التحرك السريع ، اتصل معنا متعجبا مستغربا سعيدا ومتفاجئا للتسارع الكبير والاهتمام الأكبر من قبل العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والتي سارعت للتواصل مع البرنامج مبدية اهتماما واضحا لتقديم المساعدة الفورية للأسرة فعلنا جميعا نصحح خطأ باهمالنا لهذه الأسرة لسنوات طويلة وعلنا نتعلم درسا أن نقف ونساند كل من يحتاج للمساعدة . لمتابعة القصة كاملة بامكانكم مشاهدة حلقة برنامج " فلسطين الخير " على الرابط التالي