الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفقودو غزة

نشر بتاريخ: 09/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
مفقودو غزة

غزة- خاص معا- لا يزال مصير عشرات المهاجرين الغزيين على متن سفن التهريب الى اوروبا مجهولا, بعد أكثر سبعة أشهر على حادث غرق سفن في عرض البحر كانت تقل مئات المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا .

وبات عشرات المهاجرين من غزّة في عداد المفقودين، بعد الغموض الذي اكتنف حادثة غرق سفينة المتوسّط في 10 أيلول/سبتمبر الماضي، تلتها حادثة غرق سفينة ثانية قبالة شواطئ الإسكندريّة في 12أيلول/سبتمبر، وسفينة ثالثة قبالة السواحل الليبيّة في 14 أيلول/سبتمبر.

وليس لدى اهالي المفقودين اي معلومات رسمية تؤكد مصير ابنائهم, واصبحوا رهينة لاشاعات تشير الى تواجد بعض ابنائهم في السجون المصرية او السجون الاوروبية خاصة أن عدد قليل منهم استطاع وصول اوروبا.

" معا" التقت اهالي بعض المفقودين , ويقول ابو ادهم "انه حصل على معلومات غير مؤكدة من سجين افرج عنه تفيد بان نجله -كان على متن السفينة التي غرقت بتاريخ 10/9/2015 - متواجد في احد السجون المصرية او انه موجود على قائمة الترحيل وسيتم ترحيله الى غزة نظرا لعدم تاكيد ان المهاجرين على متن السفينة قد لقوا حتفهم".

في 15/8/2014 وخلال الحرب على قطاع غزة قرر مهند الهجرة الى اوروبا وبالفعل تسلل عبر الانفاق ودفع 800 دولار ثمن العبور وكان اخر اتصال معه في 6/9/2014 حيث كان من المفترض ان تتحرك السفينة من الاسكندرية الى ايطاليا". يقول والده.

ومنذ ذلك التاريخ ومصير مهند مجهولا وتقول عائلته انها ونظرا للمعلومات التي ترد حول مصير مهند خلقت بصيص امل لدى العائلة بان ابنهم لا يزال على قيد الحياة , لكن غياب الاهتمام الرسمي بقضية المفقودين يزيد القضية تعقيدا.

ودعا والد مهند, المسؤولين الفلسطينيين ومن خلال السفارات الخارجية البحث عن اسماء المفقودين المحتمل وجودهم في السجون المصرية العلنية.

وكان على متن السفينة المفقودة ما يقارب 480 مواطنا عربيا من ضمنهم اطفال ونساء وشباب نصفهم من قطاع غزة

وتشير بعض التقديرات الى انهم مسجونين في السجون المصرية وتزيد فرضية احتمال الاعتقال لدى الاهالي في ظل عدم وجود اثار لحطام سفينة او بقايا جثث لغرقى.

لجنة المفقودين

كامل المصري المتحدث باسم لجنة اهالي المفقودين اكد ان اللجنة التي تم تشكيلها من قبل الاهالي استطاعت توثيق ما يقارب 400 شخص موزعين ما بين غزة ومخيمات الشتات ومصريين وسوريين وسودانيين بينما امتنع العشرات عن توثيق اسماءهم لدى لجنة اهالي المفقودين لظروف امنية".

وبين المصري ان الوفد الامني الفلسطيني الذي شكل برئاسة تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجية حمل توثيق من قبل احد عشر ناجيا فقط وتأكيدات من الدول الثلاثة التي وصل اليها الناجين"ايطاليا مالطا واليونان" وان الحادثة وقعت في المياه الدولية خارج المياه الاقليمية لهذه الدول الثلاثة وبالتالي لا يحملون أي تبعات قانونية .

وطالب المصري بفتح لجنة تحقيق محلية او دولية على غرار سفينة مرمرة حيث ان الطابع الجنائي المتمثل بوجود جناة موجود والسياسي موجود ايضا مشيرا الى انهم في لجنة اهالي المفقودين يمتلكون الاوراق الثبوتية والأسماء والصور الشخصية للمهربين ذوي العلاقة بالسفينة والتهريب والإشكاليات التي حدثت مع المهربين انفسهم .

ودعا المصري الجهات الرسمية الايجابة عن تساؤلات الاهالي خاصة وزارة الخارجية الفلسطينية والسفارات الفلسطينية حول كم المعلومات الواردة من مصر سواء حول الاسماء الواردة او اسماء سجون وارقام عنابر وغرف موجود فيها المفقودين.

وشدد المصري ان هذه المعلومات تحتاج الى تأكيد ان نفي متسائلا:"هل نحن امام معتقلين على مدار سبعة شهور بما فيهم اطفال ونساء ومحتجزين في السجون المصرية تحت طابع سياسي وامني.

وقال سليم السقا وزير العدل في حكومة التوافق لـ"معا" نأمل ان يكون هؤلاء ليسوا مفقودين ويتواجدون في السجون المصرية".

واضاف ان وزير الخارجية رياض المالكي وخلال زيارته الاخيرة الى مصر حصل على كشف باسماء المحتجزين في السجون المصرية لكن الكشف لم يوضح مكان الاعتقال وإنما اسماء معتقلين فقط ولكن لم ترد معلومات دقيقة يمكن البناء عليها."

واتصلت معا بوكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات ورئيس الوفد الامني الذي تم تشكيله لمتابعة ملف المفقودين دوليا اكد " ان وزارته حصلت على كشف من السجون المصرية عبر السفارة الفلسطينية في القاهرة مبينا ان كل الاسماء الواردة في الكشف والمعتقلين في السجون المصرية هم من فلسطيني سوريا ولا يوجد أي معتقل من قطاع غزة".

الدوافع النفسية للهجرة:

الدكتور فضل ابو هين الاستشاري في الطب النفسي أكد ان أي شخص يفكر بالهجرة فانه يخطط لتحسين وضع اقتصادي يقابله تحقيق الامن والأمان النفسي ويقول:"وقد يلجأ الشخص الى محاربة العالم من اجل تحقيق هذه الاشياء."

اما الدافع الثاني فقد بين ابو هين ان تحقيق الامن والامان النفسي من الحاجات التي يسعى لها أي راغب في الهجرة مبينا ان كثير من الناس اذا فقدت العمل يشعروا بالتهديد الامني ولا يستطيعوا تحقيق شي للمستقبل.

واشار ابو هين الى انه لو فتح المجال امام الشباب للهجرة فذلك سيؤثر بصورة واضحة على المستقبل والترتيب الاجتماعي واختلال الميزان الديمغرافي للمجتمع.

معلومات عن المفقودين:
وتشير المعلومات الواردة من لجنة اهالي المفقودين ان العدد الاكبر هم من مدينة خان يونس التي تقع الى الجنوب من قطاع غزة كما ان بعض المفقودين ينتمون لذات العائلة مثل عائلة بكر التي فقدت اكثر من 23 شخصا من افرادها كانوا على متن المركب الذي غرق.

الجدير بالذكر ان العائلة سالفة الذكر لجأت الى تنظيم اعتصام شبه اسبوعي يتزامن مع الاجتماعي الاسبوعي للحكومة للمطالبة بالكشف عن مصير ابنائهم.

تقرير هدية الغول