الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

التأكيد على إنقاذ سكان القطاع جراء ارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي

نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 16:50 )
غزة-معا  -طالب ممثلو وزارة الصحة ومنظمات أهلية تُعنى بشئون الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسسات صحية وخبراء، المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في إنقاذ قطاع غزة، من تداعيات الواقع الخطير الذي يعيشه اكثر من 1.8 مليون مواطن حيث ارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي جراء انتهاك الاحتلال حقهم في الحصول على الغذاء الكافي في ظل تدني مستويات السلامة والجودة في الأغذية التي يتناولونها.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها قطاع التأهيل بشبكة المنظمات الأهلية اليوم بعنوان" السلامة الغذائية للأشخاص ذوي الإعاقة"، بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من نيسان من كل عام، وذلك في قاعة الاجتماعات بمقر جمعية فلسطين المستقبل بمدينة غزة.

وفي كلمته أكد منسق قطاع التأهيل بالشبكة نعيم كباجة أهمية هذا اليوم حيث تذكير العالم أجمع بما يصيب المجتمعات الفقيرة والنامية من أمراض سوء تغذية نتيجة النقص الحاد في الغذاء اللازم لبناء الجسم مما قد يعرض حياة البشر لأمراض عدة منقولة وموروثة، مستذكراً ما يحدث اليوم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا من حصار وتجويع ونقص في الغذاء والدواء وحتى الماء الصالح للشرب، وما يحصل في قطاع غزة من حصار قد طال أمده.

من جهته قال وكيل وزارة الصحة بغزة الدكتور يوسف أبو الريش أن يوم الصحة العالمي هذا العام خصص للسلامة الغذائية ومأمونيته ، موضحاً أن مأمونية الغذاء تحتاج للكثير من الضوابط من أجل الحصول على الغذاء الآمن والسليم للإنسان والحيوان على حد سواء.

من جانبه استعرض الدكتور عدنان الوحيدي مدير جمعية أرض الإنسان الخيرية في ورقة عمله بعنوان "سوء تغذية الأم الحامل وأثره على الجنين" دور الغذاء السليم في بناء جسم الإنسان والحفاظ على صحته بشكل عام في كافة الأعمار وخاصة النساء الحوامل، ومدى تأثيره على صحة الأجنة في مختلف مراحل الحمل، موضحاً أن التغذية الجيدة للأم الحامل تساهم في ولادة سهلة لوليد يتمتع بصحة جيدة.

ونصح الوحيدي النساء الحوامل بضرورة إتباع نظام تغذية متوازن يوفر لهن جميع الاحتياجات الغذائية بشكل يومي لضمان حمل آمن وولادة طفل سليم، داعياً إلى تحديد منهج غذائي ملائم لعمر وصحة ومؤشر كتلة جسم الحامل ونوع الحمل، مع الحرص على التوعية الغذائية وتشجيع تناول الغذاء المتوازن ودعم الحامل نفسياً وخاصة اللواتي يعانين من وحم الحمل.

بدوره تحدث الدكتور سمير أبو جياب مدير جمعية المعاقين حركياً في ورقة عمله بعنوان "المشاكل التي تواجه الأطفال ذوي الإعاقة في التغذية"، إن مشاكل التغذية كثيرة الحدوث عند الأطفال المعاقين و خاصة المصابين بالشلل الدماغي في جميع مراحل حياتهم وخصوصاً في السنة الأولى من العمر مما يؤدي إلى عدم نمو الطفل سوءاً في الطول أو الوزن، وهو ما يؤثر على نموه الحركي والفكري، تلك تحدث لأسباب متعددة تختلف من طفل لآخر، كما تظهر بدرجات متفاوتة بين طفل لآخر وقد تمتد مشاكل التغذية لسنوات عديدة،

وأكد أبو جياب أن المعاق يحتاج لنفس العناصر الغذائية التي يحتاجها السوي، ولكن نظرا لكون معظم المعاقين أقصر طولا وأقل حركة من أمثالهم غير المعاقين ومن نفس الفئة العمرية فإن احتياجات المعاق من الطاقة السعرات الحرارية تحسب على أساس الطول وليس العمر،

وقال أبو جياب إن التغذية المتوازنة هي ضمان الإنسان السليم، كما أن سوء التغذية لا يعني نقص الوزن وإنما عدم حصول الطفل على احتياجاته من التغذية السليمة، وأكثر أشكال سوء التغذية انتشاراً في العالم هو أن الطفل لا ينمو أو أن وزنه لا يزداد مثل الأطفال الأصحاء الذين يتغذون تغذية سليمة ومتوازنة.

وبدوره أكد الدكتور محمود دولة المدير الطبي لمؤسسة فلسطين المستقبل في ورقة عمله بعنوان "أثر سوء التغذية على النمو لدى الأطفال"، أن سوء التغذية عند الأم الحامل قد يؤدي على اجهاض الجنين أو وفاته أو حدوث تشوهات خلقية أو سوء نمو عند الجنين أو ولادة مبكرة أو صعوبات في الولادة.

واستعرض دولة بعض الأطعمة التي يجب أن تتناولها الأم الحامل والتي يجب أن تبتعد عن تناولها، والكميات اللازمة لها وللطفل ومخاطر الإفراط في الأكل أو نقص الغذاء الجيد والسليم.

وخلال المداخلات والنقاش أكد المشاركون في الورشة على عدم قدرة المرضى في الحصول على العلاجات اللازمة والتنقل إلى خارج القطاع، مما ينعكس بشكل سلبي على الأوضاع الصحية، وخاصة الأطفال منهم والنساء.

واشاروا إلى التداعيات الخطيرة للحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثماني سنوات على قطاع غزة حيث القيود على حركة البضائع ومنها السلع الغذائية، إضافة لعرقلته دخول أجهزة ومواد الفحص الخاصة بالأغذية، ومنعه دخول العديد من مستلزمات الإنتاج الزراعي الخاصة بسلامة وجودة الأغذية، إضافة إلى التداعيات الخطيرة لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي كان آخرها الصيف الماضي حيث استشهد أكثر من 2200 مواطنا وأصيب أكثر من أحد عشرة ألف مواطن جلهم من الأطفال والنساء.

وتطرقوا إلى استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً، وأثرها السيء على البيئة والأراضي الزراعية، وبالتالي على المحاصيل الزراعية وسلامة الغذاء، ناهيك عن تدمير شبكات الصرف الصحي واختلاط مياه الشرب بالمياه الملوثة وصولاً إلى عرقلة عمل الصيادين، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على توفر الغذاء الصحي.

واوصوا بضرورة إعداد الفتيات في سن الإنجاب غذائياً حتى قبل مرحلة الزواج وما يعقبها من حمل وإنجاب، والبدء معهن بمنهج غذائي سليم بمجرد حدوث الحمل وذلك لتفادي إصابتهن وجنينهن بسوء التغذية لما له من مخاطر جمة مستقبلاً.

ولفتوا إلى أهمية الكشف المبكر والدوري عن مرض السكر للمرأة الحامل وغيرها لتفادي الوقوع في مضاعفات جسمية ونفسية لا تُحمد عقباها قد تحدث لها ولجنينها في المستقبل، مؤكدين أن سوء التغذية عند الأم الحامل قد يؤدي إلى إجهاض الجنين أو وفاته أو حدوث تشوهات خلقية أو سوء نمو أو ولادة مبكرة أو صعوبات في الولادة وغيرها.