رام الله-معا-عرض الدكتور حسن خاطر المنسق العام للجبهة الإسلامية المسيحية في مؤتمر صحفي عام عقد برام الله اليوم الاحد خلاصة التقرير الشهري السادس الخاص بأوضاع القدس والمقدسات خلال شهر آب أغسطس 2007 م بمشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي ابو زهدي وهيئة رؤساء الجبهة الإسلامية المسيحية سماحة الشيخ الدكتور تيسير التميمي ونيافة المطران الدكتور عطا لله حنا.
القدس على الطاولة ؟!
بعد أكثر من ست سنوات من الجمود أعيد طرح ملف القدس في لقاءات القمة التي عقدت على مدار هذا الشهر بين الرئيس ابو مازن واولمرت ، ورغم اعلان الطرفين ان ما يجري بخصوص القدس والملفات الجوهرية الأخرى هو نقاش واستماع لوجهات نظر متبادلة ، اكثر مما هو مفاوضات في التفاصيل ، الا أن حقيقة ما تم في هذه اللقاءات بقي طي الكتمان والسرية التامة ، ولم نعرف بالتحديد تفاصيل ما دار حول القدس والمقدسات، وقد اعلن الرئيس ابو مازن ان أي اتفاق او وثيقة مباديء سيتم التوصل اليها مع الجانب الاسرائيلي بهذا الخصوص ستطرح للاستفتاء الشعبي ، وان كانت هذه الخطوة تشكل صمام امان لهذه الملفات الكبيرة والخطيرة ، الا أن ما رشح عن هذه اللقاءات المكثفة وما سربه الجانب الاسرائيلي يثير القلق ويمكن تلخيصه فيما يلي:
1-يتحدث الطرف الاسرائيلي عن 90% من اراضي الضفة الغربية ، وعن مبدأ تبادل الأراضي ، وعلى ضوء اطلاعنا على الوضع الاستيطاني في القدس فانا نميل الى الاعتقاد ان اسرائيل تخطط الى الاستحواذ على معظم مساحة القدس الشرقية ومحيطها الاستيطاني واراضيها الخالية بما يصل الى 5% من مساحة الضفة الغربية مقابل أراضي في صحراء النقب محاذية لغزة .
2-اما قلب القدس الشرقية او ما تطلق عليه اسرائيل " الحوض المقدس" وهي المساحة التي تشمل البلدة القديمة امتدادا الى سلوان والطور فان اسرائيل تقبل ادارة مشتركة للاديان الثلاثة تحت السيادة الاسرائيلية ، بحيث يتولى اتباع كل دين ادارة اماكنهم المقدسة .
3-تتضح اطماع الاحتلال عند الاقتراب من التفاصيل والاماكن الحساسة، حيث يطرح الإسرائيليون صراحة مبدأ الشراكة في المسجد الأقصى وهو الخط الأحمر الذي أفشل مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة مع الرئيس الراحل ابو عمار ، ومعلوم ان الإسرائيليين لا يمتلكون أي مقدس يهودي ملموس ومعروف داخل حدود البلدة القديمة او ما يسمونه الحوض المقدس ، وان كل المقدسات التي يدعونها كحائط البراق وغيره هي في حقيقتها وأصولها مقدسات إسلامية خالصة .
4-بعد كل ما ذكر فان إسرائيل ستكون على استعداد لتسليم الفلسطينيين في مرحلة مبكرة عدة احياء ومخيمات لاجئين خارج الجدار وفي منطقة خط التماس ، وفي فترة لاحقة أحياء عربية أخرى، وصولا الى تجمعات خاصة يتم إخضاعها لرؤية كلينتون "ما لليهود لليهود وما للعرب للعرب ".
ولا شك ان كل نقطة من هذه النقاط كفيلة بافشال أي حل عادل لقضية القدس ، وبالتالي فان اجتماع كل هذه الاطروحات الإسرائيلية على الطاولة لا يبعث على التفاؤل في انهاء هذا الملف الكبير والحساس ، ويؤكد مرة أخرى ان الإسرائيليين غير جادين اطلاقا في مزاعمهم عن السلام ، وان قادة إسرائيل يبحثون عن مزيد من الوقت للاستمرار في ابتلاع القدس وتهويدها تحت لافتات وشعارات السلام المزعوم .
ومن جهة أخرى شهد هذا الشهر أيضا تفاعلا فلسطينيا داخليا مع القدس، حيث التقى الرئيس ابو مازن بوفد رفيع المستوى من الشخصيات الوطنية المهتمة بهذ الملف، وقدموا لسيادته التوصيات التي تمخضت عن المؤتمرات التي نظمتها الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات بالتعاون مع مكتب الشؤون الفكرية في حركة فتح تحت عنوان " القدس الى أين " و " القدس أولا " وقد بحث المجتمعون مع سيادته أهمية اختيار مرجعية واحدة للقدس لمليء الفراغ الموجود، وقد فوض السيد الرئيس المجتمعين اختيار الشخصية التي يرونها مناسبة لتحمل مسؤولية هذا الملف ، وقد شكلت لجنة مصغرة من الحضور لترتيب هذا الموضوع .
وفي نفس السياق تم هذا الشهر تعيين السيد عدنان الحسيني مستشارا للسيد الرئيس لشؤون القدس ، كما قامت الحكومة بعد ذلك مباشرة بتعيين السيد حاتم عبدالقادر مستشارا لرئيس الحكومة لشؤون القدس ، وهي بدون شك خطوات في الاتجاه الصحيح خصوصا اذا تم تفعيل هذه المواقع وتدعيمها بالإمكانيات والصلاحيات اللازمة .
كما تم خلال هذا الشهر - وبمرسوم رئاسي - تشكيل لجنة وطنية لادارة احتفالية القدس العاصمة الثقافية للعرب عام 2009م ، ومما لاشك فيه ان هذه المناسبة تعد فرصة ذهبية لاعادة الاعتبار للقدس في الوجدان العربي والاسلامي والدولي اذا ما أحسن استثمارها بما ينسجم مع خصوصية هذه العاصمة .
اما على المستوى غير الرسمي فقد شهدت القدس هذا الشهر العديد من المؤتمرات والنشاطات والاحتفالات الدينية عند المسلمين والمسيحيين ،كما توالى صدورالمواقف والبيانات عن الحركات الاسلامية والوطنية والمؤسسات العامة والشخصيات الدينية التي حذرت سلطات الاحتلال من استمرار الاعتداء على الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية والاستهتار بمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين في العالم .
آب شهر الأقصى !
بقي الأقصى خلال هذا الشهر كعادته مركز الحدث ، فقد شهد شهر آب العديد من المناسبات والذكريات والاحداث التي تتعلق بالأقصى ، كان أبرزها حادثة الاسراء والمعراج ، وهو الحدث الديني الذي كان الأقصى يشكل مسرحه الجغرافي وقطبه الارضي في العلاقة بالسماء .
الا أن هذه المناسبة الدينية العظيمة مرت هذا العام كما مرت في الاعوام الماضية ، مجرد ذكرى احتفالية لم تحسن الامة قراءة الرسالة الخالدة التي تحملها في معانيها ودلالاتها،وهي نفض الغبار عن مكانة الأقصى والقدس في عقيدة المسلمين ، وتجديد هذه المكانة في وجدان الامة باستمرار، فمرت هذه المناسبة دون ان تعي الامة ان مكانة القدس في الاسلام برزت قبل اربعة اركان من اركان الاسلام الخمسة ، وانه في القدس ولد الركن الثاني من اركان هذا الدين وهو الصلاة ، وفيها ترجمه الرسول (ص) اماما بالانبياء الكرام ، وانها القبلة الأولى للمسلمين...!
وقد شهد هذا الشهر ايضا ذكرى أخرى من نوع آخر ، الذكرى 38 لجريمة احراق الأقصى على يد المستوطنين ، وقد مرت هذه الذكرى المشؤومة دون ان تعي الامة ان هذا الحريق الذي أشعل في الأقصى قبل أربعة عقود لم ينطفيء بعد، وأن نيران الاحتلال ما زالت تلتهم الأقصى من كل مكان ، وهي توشك ان تقوض اساساته ، بل ان هذه الذكرى المشؤومة تأتي هذه المرة ودولة الاحتلال قد طورت أهدافها وأطماعها تجاه هذا المقدس الاسلامي ،فهي مستمرة في الحفر والتنقيب والتخريب تحت أساسات الأقصى دون ادنى اكتراث للنتائج التي يمكن ان تترتب على هذا العبث المقصود ، فان انهدم الأقصى او أصبحت ابنيته خطرة وغير صالحة للعبادة فهم جاهزون للهدم وازالة الانقاض وبناء الهيكل المزعوم ، اما وقد استمر الأقصى شامخا ومتينا ولم تظهر عليه ملامح الخراب المفترضة ، فقد اتجهوا نحو الاستحواذ عليه ، وكخطوة في هذا الاتجاه يحاولون فرض شراكة كاملة فيه مع المسلمين ، وفي كل يوم بتنا نلمس خطوات واجراءات جديدة نحو هذا الهدف الخطير، فقد تم احكام السيطرة على الأقصى من قبل شرطة الاحتلال ومؤسساته الامنية ، وتحولت ابواب الأقصى الى ثكنات عسكرية ولم يعد يسمح لجيران الأقصى وابناء القدس وفلسطين من الدخول الى هذا المسجد الا بتصاريح امنية وشروط تعجيزية، والعدد القليل الذي ينجح بالوصول - ومعظمهم من النساء وكبار السن - يخضعون لاجراءات تفتيشية وقمعية ورقابة الكترونية بواسطة 19 الة تصوير مثبتة في جميع الاماكن الحساسة ، بما يمكّن سلطات الاحتلال من رصد الحركات والسكنات والهمسات داخل الأقصى وساحاته...!!
ونحن بدورنا نتساءل في هذه الذكرى المشئومة: لمن الأقصى اليوم ؟ وهل حقا نجحنا كفلسطينيين وعرب وأمة اسلامية في اطفاء الحريق ؟
وقد سبق ان أعلنا في بيانات رسمية ان شهر آب يعد الأكثر خطورة على وجود المسجد الأقصى ، فهذه الذكرى المشؤومة لم تأت في هذا الشهر مصادفة ، وانما جاءت انتقاما لذكرى خراب الهيكل المزعوم في شهر آب ،وهذا جعلنا في الجبهة الاسلامية المسيحية نطالب الامة جمعاء بضرورة اعتبار شهر آب من كل سنة هو شهر الدفاع عن الأقصى وشهر التعبير عن الالتفاف حول اولى القبلتين ومسرى الرسول محمد (ص)، لتفويت الفرصة على المتطرفين المتربصين بهذا المسجد الاسير .
والعجيب ان الاسرائيليين لا يفوتون مناسبة صغيرة أو كبيرة تتعلق بالأقصى الا ويستثمرونها على طريقتهم ، فقد اقاموا الدنيا- خلال هذا الشهر - ولم يقعدوها جراء قيام الاوقاف الاسلامية باجراء اعمال حفر وصيانة لكوابل الكهرباء داخل ساحات الأقصى ،وهاجموا اعمال الصيانة والقائمين عليها واصفين هذا العمل بجريمة خطرة وعمل مشين يمس بآثار يهودية في المكان ،وكأن شراكتهم في المسجد الأقصى أصبحت امرا قائما وتحصيل حاصل !!
ان هذا الاستهتار بات يستوجب موقفا عربيا واسلاميا ودوليا واضحا وحازما من استمرار هذه الهيمنة على أقدس مقدسات المسلمين!
القدس ..مرحلة جديدة من الاستيطان !
تكشف الستار قليلا خلال هذا الشهر عن مصير العقارات العربية الواقعة تحت مسؤولية حارس املاك الغائبين الاسرائيلي،وما خفي أعظم ، وقد قدر عدد العقارات العربية التي تقع ضمن هذه المسؤولية في القدس الشرقية وحدها بما يزيد عن 2200عقار ،وقد تبين ان هناك تعاونا وثيقا وقديما بين دائرة أراضي اسرائيل والجمعيات الاستيطانية في القدس وعلى رأسها جماعة عطيرت كهانيم ،وانه بموجب هذا التعاون سربت مساحات كبيرة من اراضي وعقارات القدس في سلوان ورأس العامود والشيخ جراح وشعفاط وبيت حنينا والنبي صموئيل وغيرها ، وفي البلدة القديمة وحدها سرب أكثر من 70عقارا .
وفي نفس الاطار تم خلال هذا الشهر الاعلان عن قرار مصادرة كرم المفتي في منطقة الشيخ جراح بالقدس ، حيث تبين ان ادارة أراضي اسرائيل قامت بتأجير هذا الكرم الذي تتجاوز مساحته (30) دونما لجمعية عطيرت كوهانيم رغم ان هذه الارض ليست تابعة أصلا لهذه الإدارة وانها مملوكة بوثائق كاملة لشركة الفنادق العربية التي تقدمت باوراقها للمحكمة العليا لإلغاء القرار !
وهذا يجعلنا نؤكد على ضرورة وأهمية تأسيس وحدة قانونية كاملة ومتفرغة لتولي أمر الدفاع عن املاك وعقارات الفلسطينيين في القدس ومحيطها والوقوف في وجه التزوير والتلاعب بالاوراق الذي كان سببا في سلب وتسريب الآلاف من الدونمات والعقارات الى جمعيات ومؤسسات استيطانية.
واستمرارا لسياسة الاحتلال الهادفة الى اعادة ترتيب جغرافيا القدس بما يخدم الوجود اليهودي والاستيطاني فيها، فقد اعلن خلال شهر آب عن تدشين عدد من الطرق والشوارع التي تربط الكتل الاستيطانية بالقدس ، حيث اعلن في احتفال مصغر عن افتتاح طريق التفافي جديد خاص باليهود فقط يربط غوش عصيون مرورا بشرق القدس الى مستوطنة تقوع شرقي بيت لحم وصولا الى معاليه ادوميم كبرى مستوطنات القدس ، وهذا الطريق سيسهل وصول المستوطنين ايضا الى مستوطنة جبل ابو غنيم وسيساعد بشكل كبير على تكثيف الوجود الاستيطاني في هذه المناطق .
كما اعلن ايضا عن مواصلة شق طريق رئيسي يعبر الضفة الغربية والقدس الشرقية مما سيسهل العلاقة بين البؤر الاستيطانية الواقعة على طول هذا الخط بالقدس المحتلة .
وتواصلت خلال هذا الشهر أيضا سياسة هدم البيوت داخل البلدة القديمة وخارجها واستمر توسيع المستوطنات واستحداث بؤر استيطانية ومواصلة بناء جدار الدمار والقهر حول القدس ، الا ان هذا الشهر تميز بتجاوز اطماع الاحتلال لهذه الحدود التقليدية ،وعلى غرار الحفر تحت الاقصى قررت سلطات الاحتلال على ما يبدو الحفر تحت القدس هذه المرة، والاستيطان في اعماق جبالها ، فقد كشفت وسائل الاعلام العبرية عن قيام سلطات الاحتلال بحفر وبناء ملاجيء عملاقة تحت الارض وداخل جبال القدس اطلقت على احدها "ملجأ يوم القيامة " وهو الذي سيستخدم كمقر للقيادة الإسرائيلية في حال اندلاع حرب نووية ،وهذا يؤكد ان الإجراءات الإسرائيلية في القدس لا توحي اطلاقا بالشعور ان لها شركاء في هذه البقعة المقدسة !
المقدسيين ..معاناة مستمرة الى متى؟
رصد التقرير ايضا الاوضاع المأساوية للمواطنيين المقدسيين في حدود البلدة القديمة خاصة وحدود بلدية الاحتلال عامة ، فهناك أكثر من 30ألف فلسطينيني يقطنون البلدة القديمة ومعظم هؤلاء المواطنين المرابطين باتوا يحيون حياة لا يطيقها بنو البشر ، فمعظم مساكن البلدة القديمة لم تعد صالحة للسكن الآدمي، فاضافة الى ما تعانيه من اكتظاظ شديد ، فان معظمها قديم وبحاجة الى ترميم ولا يتوافر فيه الحد الأدنى من شروط الحياة الانسانية ، ومعظم هذه المساكن يعتريها الخراب وترتفع فيها نسبة الرطوبة وتقل التهوية ،وهناك نقص كبير في خدمات البنية التحية ونقص اكبر في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية ،ورغم النقص الحاد في المدارس والغرف الصفية فان قسما كبيرا من مدارس البلدة القديمة بحاجة الى ترميم وصيانة ومعظمها يفتقر الى ابسط الخدمات ، وبعضها الآخر أغلق بقرار من المحاكم الاسرائيلية لعدم قدرتها على دفع الايجار لاصحاب العقار ،وكثير منها ينقصه الحد الأدنى من الخدمات البديهية البسيطة .
ورغم ان بناء الجدار ادى الى رجوع ما يقرب من (90) ألف مقدسي للعيش داخل حدود البلدية ، الا أن هؤلاء في حقيقة الامر لا يمتلكون في معظمهم مقومات الحياة المستقرة والطبيعية ، مما يشكل خطرا حقيقيا ليس على وجودهم فحسب وانما أيضا على وجود غيرهم من المواطنين المقدسيين !
وفي نظرنا فان تضافر سياسات الاحتلال مع غياب استراتيجية وطنية لحماية القدس والمواطن المقدسي،أدى الى تراجع كبير وخطير على القطاع التعليمي والاجتماعي والصحي والاقتصادي... ولم يعد من الصعب على أي مراقب ان يلمس بنفسه خراب معظم اسواق القدس وانتشار الفقر والظواهر الاجتماعية الخطيرة في اوساط الشباب وعلى رأسها المخدرات والتسرب من المدارس والجنوح نحو الجريمة ...الخ
وقد جاء جدار العزل والقهر ليضاعف حجم هذه المعاناة ، ويهدد بصورة حقيقية الوجود العربي في القدس ،لذا فاننا في الجبهة الاسلامية المسيحية نوصي في هذا الموضوع بما يلي :
-رغم ان الخطوة التي بادرت اليها الرئاسة ثم تبعتها فيها الحكومة بتعيين مستشارين للقدس خطوة مهمة في اتجاه تعزيز علاقة القيادة بالقدس ، الا أنها غير كافية لإغاثة المواطنيين المقدسيين وتخفيف معاناتهم المستمرة تحت الاحتلال ، لذا فاننا نوصي بضرورة واهمية تخصيص ميزانية مالية خاصة باغاثة أهل القدس وتطوير حياة المواطن المقدسي بما يعزز صموده ويضمن له حياة كريمة وبعيدة عن ابتزاز الاحتلال قدر الامكان.
الكنيسة الأرثوذكسية ..والمقدسات المسيحية .
شهد شهر آب استمرارا وتصاعدا في ازمة الكنيسة الارثوذكسية ، ويبدو ان كل الجهود الاسلامية والمسيحية التي بذلت لانهاء هذه الازمة وانصاف جميع الاطراف لم تحقق الهدف المرجو منها ، مما اطال في عمرها، وقد شهد هذا الشهر العديد من الفعاليات التي شارك فيها مسيحيون ومسلمون تضامنا مع المطران عطالله حنا ، ونحن في الجبهة الاسلامية المسيحية ندعوا الى انهاء هذه الازمة لأن بقاءها لن يخدم - في الدرجة الأولى - الا الاحتلال ومخططاته ، وندعوا في الوقت نفسه الى تعزيز الصوت العربي في الكنيسة الارثوذكسية والحفاظ على حقوق واملاك واوقاف الطائفة العربية الارثوذكسية كما وندعوا الى انصاف المطران حنا ومكافأته على مواقفه الوطنية والدينية التي عززت اللحمة بين ابناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين !
ومن جهة أخرى فاننا نستنكر استمرار التحكم الاسرائيلي في دخول المواطنيين المسيحيين الى القدس للمشاركة في احتفالاتهم الدينية كما حصل هذا الشهر في عيد مار الياس ونؤكد ان استمرار تحكم اسرائيل في الوصول الى المقدسات الاسلامية والمسيحية هو اعتداء سافر على حرية العبادة التي كفلتها جميع الحضارات الانسانية على مدار التاريخ .
إعداد وتحرير الدكتور حسن علي خاطر
[email protected]