الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نقطة ساخنة من ملاعبنا الرياضية

نشر بتاريخ: 09/04/2015 ( آخر تحديث: 09/04/2015 الساعة: 17:25 )
نقطة ساخنة من ملاعبنا الرياضية
كتب :أسامة فلفل

الظروف الاستثنائية التي يمر بها شعبنا ومنظومته الرياضية لا تحتمل الصمت والسكوت على ظاهرة العنف والشغب في الملاعب الرياضية الفلسطينية حيث أخذت هذه الظاهرة في التوسع والانتشار وأصبحت تؤثر على الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص سيما في الفترة الأخيرة.

لذلك نحن اليوم أمام مسؤولية وطنية رياضية في وضع إستراتيجية صارمة وحازمة للقضاء على ظاهرة العنف والشغب والقضاء على هذه الآفة التي باتت تهدد الاستقرار والأمن السلمي وتنال من الرياضة الفلسطينية ولابد من اتخاذ الإجراءات الرادعة والصارمة في الأوقات الصائبة.

مرة أخرى إن أحد الأسباب الرئيسة لظاهرة شغب الملاعب عدم التحلي بالروح الرياضية وغيابها وعدم اكتساب ثقافة الهزيمة في عقر الدار ,لذلك على الجميع أن يعلموا أن كرة القدم هي الروح الرياضية ومبارياتها دائما وأبدا فيها فائز وخاسر.

لذلك يجب أن نرفع شعارا وطنيا وحدويا رياضيا (لا للعنف أنت منافسي ولست عدوي) فالتربية هي الأساس وهي مفتاح النجاح وعبور كل المحطات والأزمات وعلى الجميع في الساحة الرياضية الفلسطينية أن يدركوا تماما أن الرياضة ما هي إلا جسر للتواصل ونهاية كل لقاء فائز ومهزوم.

إن تكاتف الجهود وتضافرها في هذه المحطة سوف يقلل من ظاهرة شغب الملاعب وعلى الجميع تحمل المسؤولية الوطنية والرياضية والأخلاقية والعمل على عودة الروح الرياضية الطيبة وتعميق هذه الفلسفة لأن الروح الرياضية هي سمة أصيلة من سمات شعبنا ومنظومته الرياضية ولابد أن تكون حاضرة في كل ملاعبنا وتجمعاتنا الرياضية الفلسطينية ولابد أن يتقبل اللاعبين واللاعبات والمدربين وأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والأندية ثقافة المكسب والخسارة.

فإذا ما تمتع الجميع من كافة مكونات المنظومة الرياضية بهذه الروح سوف نسهم في خلق حالة رياضية فريدة من نوعها وسوف ينعكس ذلك بالإيجاب على نفوس الجماهير والمنظومة الرياضية.

إن سياسة تحريض الجماهير على التخريب بالمدرجات ورشق أرضية الملعب بالمقذوفات وإشعال النار وإلقاء المفرقعات أمر مرفوض وخارج عن الروح الرياضية والمسؤولية الوطنية ويجب التصدي بحزم لمثل هذا السلوك.

اليوم ونحن نخط ملاحم الانجاز والبطولة في كل ساحات وميادين الوطن الرياضية يجب أن نتحلى بمكارم الأخلاق ونبتعد عن العصبية التنظيمية والجهوية والعشائرية والتحلي بالروح الرياضية والقيم والمبادئ السامية والنبيلة التي ينشدها شعبنا وجماهيره الوفية.

إن اتحاد كرة القدم الذي يسطر ويكتب تاريخا مشرقا رغم الإرهاصات والتحديات ليس بمقدوره الحد من ظاهرة شغب الملاعب بمفرده وإنما يجب أن تتضافر جهود الجميع من رجال الأمن ورؤساء الأندية والمدربين واللاعبين والحكام والصحافة الرياضية التي يقع على كاهلها مسؤولية وطنية وأخلاقية كبيرة في توعية الجماهير وأخذ دورها الفاعل في هذا الاتجاه للمساهمة مع كافة الأطراف في الحد من هذه الظاهرة والعمل على القضاء عليها.

ختاما...

اليوم من واجب الجميع الحفاظ على منجزات شعبنا ومنظومته الرياضية والمحافظة على سفينتنا الرياضية التي تبحر في عباب البحر متحدية العواصف والصعاب لترسو بالآمال والطموحات الجميلة للرياضة الفلسطينية عامة وكرة القدم خاصة