غزة- معا - تقضي ام عبد الرحمن ساعات طويلة على محرك البحث علها تجد طريقة ملائمة تساعدها في التعامل مع نجلها المصاب بمرض التوحد , نظرا لغياب الاهتمام الرسمي وعدم وجود المؤسسات المتخصصة لعلاج المرضى في قطاع غزة .
وتقول الام " ان سلوكيات ابنها المضطربة عن باقي اخوته ونظرا لعدم قدرة الاطباء تشخيص مرضه , في غزة اظهرت عدة جلسات في التكامل السمعي وضغط الاوكسجين في مصر ان ابنها يعاني مرض التوحد."
ويعتبر مرض التوحد من الاضطرابات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابين به إقامة علاقات مع الآخرين ويعجزون أيضا عن فهم العالم حولهم، ويعاني المصاب بالتوحد -الذي لم يتم تحديد أسبابه علميًا حتى الآن- من أعراض تتمثل في تشتت الانتباه والعصبية الشديدة وقصور في التواصل مع الآخرين.
وتقول ام عبد الرحمن" انه لا يوجد وعي كاف عن مرض التوحد في قطاع غزة في ظل عدم اهتمام رسمي بهذه الفئة وان معظم الأخصائيين في مجال التخاطب السمعي والسلوكيات غير مختصين في مرضى التوحد ويتم تشخيص طفل التوحد على ان لديه تأخر في النطق او تخلف عقلي".
وتضيف ام عبد الرحمن :"ان كل ما يحتاجه طفلي هو علاج سلوكي لكنه غير متوفر في قطاع غزة".
وينشتر في قطاع غزة اعداد كبيرة من الجمعيات والمراكز التي تعنى بالطفولة والأسرة إلا أن اعداد قليلة فقط تعنى بمصابي التوحد واحدة فقط مرخصة من قبل وزارة الشئون الاجتماعية والاخرى تتبع لوزارة الصحة وتكاد تكون هذه الجمعيات متواضعة جدا ولا تمتلك الحد الأدنى من الإمكانيات اللازمة، ولا يتوفر فيها أخصائيون في مرض التوحد، وإنما الأمر يعتمد على خريجي أقسام التأهيل العام.
وتقول اخصائية التأهيل المبكر مها ابو سمعان ان المصاب بالتوحد تحدث لديه اضطرابات مفاجأة حيث ان الشكل الخارجي لمظهره لا توحي بان لديه مشكلة".
وعن الجمعيات التي تعنى بمرض التوحد في قطاع غزة اكدت ابو سمعان انه على الرغم من كثرتها الا انها جميعها جمعيات استثمارية وتجارية تتاجر بالأطفال مصابي التوحد وتستغل حاجة الاهل لاي بصيص امل مبينة ان 85% من الحالات يفتقر ذويهم للوعي بالمتوحد رغم كونهم جميعا من فئة المتعلمين والمثقفين.
وأكدت ابو سمعان غياب برامج هادفة واليات وخدمات تقدم للطفل المتوحد بشكل صحيح بالاضافة الى ان وزارة الشئون الاجتماعية لا تتكفل الطفل المتوحد ولا تعمل مع المؤسسات الاهلية والمجتمعية التي تحاول النهوض بالطفل المتوحد في قطاع غزة.
ولا تتوفر في غزة أي إحصاءات رسمية أو غير رسمية بشأن أعداد المصابين بالتوحد ونسبة زيادتهم, لكن زينب مريش رئيس جميعة الامل لأطفال التوحد وأخصائية تأهيل تقول "انه لا يوجد احصائية دقيقة لمرضى التوحد لكن هناك تقريبا اكثر من 3000 حالة في القطاع معلن عنها".
واضافت مريش "ان هناك تهميش لاطفال التوحد في قطاع غزة ليس فقط على صعيد المجتمع وانما على صعيد الاهل الذين ينكرون ان لديهم مريض يعاني التوحد وان معظم المتخصصين يكونون اخصائي تأهيل وليس متخصصين في مرض التوحد. ".
وبينت مريش ان مرض التوحد من اصعب الاضطرابات التي تصيب الطفل وهو مصنف ما بين الاعاقة والمرض النفسي وهنا تكمن الحيرة لدى الاهل
والمعلومات المتوفرة عن هذا المرض تفيد بانه يصيب الذكور أكثر من الاناث كما يصيب الأطفال بدرجة ١.٥٪ أي من بين كل ٢٠٠ طفل يولد هنالك ٣ أطفال لديهم التوحد وهو أكثر مرض يتكاثر حالياً.
وتشير الدراسات الى أن التوحد هو خلل يتم في وقت تكوّن الجنين في الحواس الخمسة أي ان الحواس الخمسة غير متصلة تماماً بالمخ، ولهذا السبب فإن أطفال التوحد لديهم مخ مميز، مخ يختلف عن باقي الأطفال، ولذلك يكون عند الطفل تأخير في عدة أمور فيُقيم الطفل الذي يبلغ من العمر ٤ سنوات على حسب تصرفاته على انه يبلغ من العمر سنتان وهكذا ..بسبب ان الحواس غير متصلة تماماً في المخ فإن مخ هذا الطفل لا يتعب من الحواس كباقي الأطفال
وإذا قمت بتدريب هذا المخ على إستخدام أدوات معينة فإن هذا المخ سيبدع حيث ان أكبر مشاهير و أذكياء العالم كان لديهم توحد منهم ألبرت أينشتاين ونيوتن وبيتهوڤن و مايكل أنجلو"
تقرير-هدية الغول