بيت لحم- تقرير معا - في أجواء باردة تدفئها مشاعر ايمانية لحجاج مسيحيين مصريين لطالما حلموا أن تطأ اقدامهم بلاط كنيسة المهد في بيت لحم، لبست مدينة المسيح حلة مصرية- صعيدية لم تعتد عليها كثيراً، تزامناً مع اسبوع الالام وعيد الفصح الذي تكتظ فيه كنائس القدس وبيت لحم والناصرة بالحجيج.
وكالة معا رصدت أجواء المدينة وقابلت عدداً من الحجاج والسياح المصريين الاقباط، وحاولت نقل صورة حية عن مشاعرهم الجياشة تجاه قدسية أرض فلسطين وأهلها.
صفوت سعد من مصر، قال في حديث لمراسل معا إنه زار برفقة عائلته معظم الامكان المقدسة في فلسطين، مؤكداً أن وجوده هنا بمثابة فرصة ثمينة يلتقي خلالها بأشقائه الفلسطينيين لرفع معنوياتهم ومؤازرتهم، "إنها فرصة للاقتراب أكثر من الواقع الفلسطيني الذي يعاني جراء الاحتلال".
امنيتها الوحيدة كانت التواجد في الأرض المقدسة، هذا ما قالته جليلة جريس مضيفة أن حلمها تحقق بزيارة قبر المسيح ونهر الأردن، وحضور طقوس أسبوع الآلام هنا.
وعن تحضيرات السفر، أكدت جريس أن جميع الأوراق الرسمية والإجراءات تمت بسهولة ولم تكن هناك أي عوائق تذكر.
وكانت وزارة السياحة المصرية حددت سن 45 عاماً فما فوق لمن يسمح لهم بإجراء زيارة دينية لفلسطين، وأن يحمل المسافر جواز سفر ساريًا لمدة ستة أشهر على الأقل، إضافة لموافقة من إدارة الجوازات، وجواب من الكنيسة للسماح للشخص بالسفر.
رؤوف بخيت من اقباط الصعيد قدم الى فلسطين هو وزوجته في رحلة دينية تقديسية، تطوف في داخله سعادة غامرة بوجوده في بيت لحم مهد المسيح، عبر عنها بالقول: "معاملة الناس هنا 100%، كل سنة بزور فلسطين في رحلة جميلة".
وأضاف: "اهلي وأصدقائي في مصر بكلموني كل يوم وبقلهم يا ريت ربنا يكرم عليكم برحلة لفلسطين".
وتأتي وفود الحجاج المصريين الى فلسطين على متن طائرات شركتي مصر للطيران و"أير سيناء" الإسرائيلية وصولا الى مطار اللد "بن غريون" في تل ابيب.
وبينما كانت ساحة المهد تعج بالحجيج والسياح قابلنا ممدوح أنور صادق من صعيد مصر، الذي تلف وجهه ابتسامة هادئة يرمق خلالها بنظرات مفعمة باللهفة لأرض فلسطين ومقدساتها، جلسنا معه وتبادلنا الحديث، فأثنى على الفلسطينيين بالقول: "كل ما بشفونا الفلسطينيين في الشارع بسألونا أنتم من مصر؟ ولم نقله أه يقول احنا بنحب مصر وأهلها الطيبين".
صادق تمنى أن ينال الفلسطينيون حقهم في أرضهم بإقامة دولتهم المستقلة، "احنا بنصلي كل يوم من أجل فلسطين، نحن أخوة، نحن عرب".
وبحسب مصادر في مكاتب السياحة المصرية، تبلغ تكلفة الرحلة الدينية الى فلسطين من سبعة إلى عشرة آلاف جنيه حسب مستوى الفنادق التي سيقيم بها الشخص.
بعض السائحات المصريات أمثال سيسيليا ميخائيل وعايدة زكي من حي شبرا في القاهرة، أكدن انهم قمن بشراء هدايا من فلسطين كتذكار لزملائهن المسلمين في مصر، تعبيرا عن التسامح الاسلامي المسيحي في القاهرة.
وأشارتا إلى مدى الانبهار الذي شعرتا به، وهن يزرن الأماكن المقدسة، وعلى رأسها كنيسة "القيامة" التي تعد من أجمل الكنائس في فلسطين.
وشمل برنامج زيارة الاقباط لفلسطين المكان الذي استقبل فيه السيد المسيح بالسعف، وجبل الزيتون في القدس، وكنيسة الصعود وبستان "جثيماني"، وجبل التجربة وكنيسة المهد في بيت لحم والناصرة، وكذلك التوجه إلى أريحا ونهر الأردن محاكاة لمعمودية السيد المسيح.
نشأت كامل مدير باخرة سياحية من القاهرة، أوضح لـ معا أن زيارته لفلسطين دينية لتقديس اسبوع الام المسيح، "الفلسطينيون محبين للزوار والبلد نظيفة وحلوة جدا وهذه أول زيارة لنا ولن تكون الاخيرة، وذكريات هذه الرحلة ستمتزج بشراييني أبداً ما حييت".
وأضاف: "اشترينا كل حاجة من بيت لحم والقدس، لأن الناس في مصر تعتبر الهدايا من فلسطين مقدسة وتضعها للبركة في منازلهم".
وأكد أنه لم يتعرض لأي مضايقات خلال سفره، بل على العكس، استُقبل بالترحيب والاحترام، مضيفا: "أنا في فلسطين منذ ثمانية أيام جواز سفري في جيبي ولم يطلبه أحد مني حتى اليوم".
يشار إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، جددت هذا العام رفضها سفر أتباعها إلى القدس للاحتفال بعيد القيامة، طالما بقيت المدينة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن السفر للقدس يستلزم الحصول على تأشيرات إسرائيلية، وهو ما تعتبره الكنيسة تطبيعا مع الاحتلال.
يذكر أن مدينة بيت لحم تحتضن في بلدتها القديمة دير للأقباط بشارع مغارة الحليب، ويوجد عائلتين فقط تابعيتين للأقباط في المدينة.