الرياضه المدرسيه الى اين؟

بقلم: د. عبدالرحمن نعيرات
يكثر الحديث في هذه الايام عن الرياضه المدرسيه، وعن الاتحاد الرياضي المدرسي، والاسبوع الاولمبي للرياضه المدرسيه، وهذا يؤكد على اهمية هذه الفئه في المنظومه الرياضيه الوطنيه الفلسطينيه، والسعي الى التطوير الرياضي واكتشاف المواهب الرياضيه وصقلها والاهتمام بها لتصبح من اسس النهوض بالواقع الرياضي الفلسطيني، ولكن مع الاسف، واقولها بحرقه، تسود في هذه الايام الكثير من المغالطات في هذا المجال، حيث يتم التركيز والحديث، فقط، عن حصة التربيه البدنيه، واختصار الرياضه المدرسيه في هذه الحصة، بالرغم من انها جزء بسيط جدا من منظومة الرياضه المدرسيه.

ما يحزنني اكثر عندما يكتب ويتحدث عن هذا الموضوع الاكاديميون في المجال الرياضي وهم يعرفون ويدرسون في الجامعات والكليات ان الرياضه المدرسيه تقسم الى ثلاثة اقسام هي:

ـ اولا: حصة التربيه البدنيه تدخل في منهاج وزارة التربيه والتعليم، وهي الزاميه لجميع الطلاب وبمختلف الاعمار والوزارة هي المسؤؤل الاول والاخير عن هذا المنهاج وعن عدد حصص التربيه البدنيه.

ـ ثانيا: البطولات الرياضيه الداخليه المدرسية في جميع الالعاب الرياضيه الجماعيه والفرديه، وتقام خارج المنهاج وهي الخطوه الاولى لتشجيع الطلاب على ممارسة النشاط الرياضي ومن خلالها يتم اكتشاف المواهب الرياضيه وهذه البطولات تختلف من مدرسه الى اخرى من خلال اهتمام المدرسه بجميع كوادرها، من مدير المدرسه الى مدرس التربيه البدنيه والاهالي والمجتمع المحلي ولجان اولياء الامور, وهذه البطولات الداخليه هي المدخل الرئيسي الى الرياضه المدرسيه.

ـ ثالثا: الفرق الرياضيه المدرسيه الموهوبه والتي يتم اكتشافها من خلال حصة التربيه البدنيه والبطولات الرياضيه الداخليه للمدارس، ويتم تشكيل الفرق الرياضيه المدرسيه على اساسها، ومن ثم يوضع البرنامج التدريبي لها خارج المنهاج الدراسي، تمهيدا لتمثيل هذه الفرق في البطولات اللوائيه والمركزيه التي تقوم بتنظيمها الاداره العامه للانشطه الطلابيه في وزارة التربيه والتعليم واتحاد الرياضه المدرسيه بالتعاون والتنسيق مع اللجنه الاولمبيه والاتحادات، وهنا يمكن طرح العديد من الاسئله لتطوير الرياضه المدرسيه وهي على النحو التالي:

ـ هل مدرسو التربيه البدنيه مؤهلون لتدريب الفرق الرياضيه المدرسيه واكتشاف المواهب؟
ـ هل يوجد استعداد لدى مدرسي التربيه البدنيه لتدريب الفرق الرياضيه خارج الدوام المدرسي؟
ـ هل توجد قابليه لدى كليات التربيه البدنيه والرياضه في الجامعات لتغيير وتطوير المناهج كي تتواءم مع متطلبات الرياضه المدرسيه والفلسطينيه، ليصبح لدينا خريج قادر على العمل في مجال التربيه البدنيه في المدارس وتدريب الفرق الرياضيه المدرسيه؟

ـ هل يتوفر الاستعداد لدى اتحاداتنا للاهتمام بالمواهب الرياضيه خارج نطاق المدرسه؟

يجب علينا الاجابة على هذه الاسئله اذا اردنا ان نطور الرياضه المدرسيه على اسس علميه سليمه، واقولها بكل تاكيد نعم يوجد حلول لجميع هذه المشاكل التي تواجه الرياضه المدرسيه، وخاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالرياضه الفلسطينيه من القياده السياسيه، ووقوف اللواء جبريل الرجوب على راس الهرم الرياضي، واهتمامه اللامحدود بكل عناصر النجاح للرياضه الفلسطينيه، وخير دليل على ذلك التطور الرياضي المتدحرج في منظومتنا الرياضيه بقيادته، ولكن يداً واحده لا تصفق، ومن المهم ان تتضافر الجهود الحكوميه والاهليه والمجتمعيه لياخذ كل منها دوره للوصول برياضتنا الى بر الامان وخاصة في ظل الهجمه الشرسه للاحتلال الصهيوني ضد الرياضه الفلسطينيه.