غزة- خاص معا - غزة مدينة ساحلية تعتبر أكبر مدن القطاع وقد تكون أكبر المدن الفلسطينية من حيث تعداد السكان حيث يبلغ عدد سكانها اكثر من 700 ألف نسمة كما تبلغ مساحتها 55 كم2 مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.
مراسل معا حاور م. نزار حجازي رئيس بلدية غزة عن المدينة التي أسسها الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد واحتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وغيرهم.
المياه الكترونية، واوضح حجازي أن البلدية بدأت بتشغيل آبار المياه الكترونيا عن طريق شريحة الجوال من خلال نظام "السكادة" العالمي، موضحا انه خلال المرحلة الثانية سيكون هناك تحويل لمحطات الصرف الصحي للنظام الكترونيا حيث سيتم تشغليها وايقافها عن طريق الحاسوب.
وتحدث حجازي أنه خلال ستة أشهر ستقام البلدية على نظام "الكونترول سنتر" لجميع مرافق البلدية وهذا النظام محوسب لتلقي شكاوى المواطنين ومراقبة بعض الشوارع ونصب شاشات كبيرة.
وأشار إلى أن البلدية قامت بمسح شامل لكل المباني في غزة من حيث مساحة البناء وعدد الشقق والسكان ونظام الخدمة بالإضافة إلى ترقيم كل مباني المدينة والشوارع بالإضافة إلى العمل بنظام "جي أي اس".
واوضح ان لدى البلدية نظام "جي بي اس" على بعض سيارات البلدية لمحاول تتبعها، مؤكدا أن البلدية تسير بخطوات جيدة لكن العائق قلة الموارد المالية الحصار المفروض على القطاع.
مياه غزة
وأكد رئيس البلدية أن المياه في القطاع غير صالحة للشرب لعدة عوامل أبرزها تكدّس السكان وقلة الامطار خلال السنوات الماضية والتقدم العماري بالإضافة إلى قيام الاحتلال بإنشاء آبار على حدود غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي.
وعن سبب ملوحة المياه في بعض اجزاء المدينة قال :" اذا قلّت مياه الخزان الجوفي يتم استعادتها عن طريق مياه البحر لأنها منطقة ساحلية".
وتحدث رئيس البلدية عن وجود مياه جيدة شرق المدينة لكن غير صالحة للشرب نتيجة تكدس المواطنين في منطقة جغرافية صغيرة وهذا يؤثر على جودة المياه، كما أوضح أن الاحتلال قبل الانسحاب أنشأ قرابة 35 بئرا على حدود غزة لسحب المياه الجوفية القادمة عن طريق جبال الخليل.
لحل ازمة المياه
أكد حجازي أن الحل الوحيد لإنهاء أزمة المياه في المدينة هو إنشاء محطة تحلية لمياه البحر.
وكشف رئيس البلدية عن وجود مشروع لإنشاء محطة مصغرة لتحلية مياه البحر في المنطقة الغربية من المدينة.
واوضح ان البلدية حصلت على مشروع بقيمة حوالي 15 مليون دولار لإقامة محطة مياه مصغرة في المنطقة الشمالية الغربية للمدينة لتحلية مياه البحر، وتم الانتهاء من المخططات وخلال الفترة القادمة ستبدأ البلدية بإمداد خطوط المياه لكن تشغيل المحطة يحتاج عامين وهذه المحطة ستغطي ثلث المدينة بالمياه الصالحة للشرب والتي ستغطي مناطق حي الشيخ رضوان والنصر الغربي ومعسكر الشاطئ.
اتفاق قديم
وأشار حجازي الى وجود اتفاق قديم مع الاحتلال من أجل مد خط مياه محلاة وتم افتتاحه قبل نحو شهر لكن بشكل تجريبي، موضحا ان هذا الخط ممتد من المنطار وسيغطي حتى منطقة أنصار وتل الهوا والصبرة والزيتون الجنوبي وشارع عمر المختار، وأن تشغيل الخط بصورة دائمة سيكون في مايو المقبل بعد الانتهاء من الاصلاحات التي أصيب بها الخط نتيجة الحرب الاخيرة، مؤكدا أن مستقبل مياه الشرب خلال العامين القادمين سيكون أفضل من السابق.
وأشار حجازي إلى أن البلدية تؤدي خدمات لأكثر من مليون شخص في ساعات النهار وقرابة الـ 800 الف في الليل.
وتحدث حجازي عن الخدمات التي تقدمها البلدية من تزويد السكان بالمياه وجمع النفايات وترحيلها خارج المدينة والصرف الصحي وانشاء الطرق والأرصفة وتشجير الميادين والاشراف على شاطئ البحر وتنظيم البناء.
مراكز ثقافية ورياضية
تحتضن بلدية غزة مراكز ثقافية ورياضية أشهرها ملعب اليرموك بالإضافة إلى مسلخ لذبح اللحوم بطريقة صحية وعلمية وأوتوماتيكية، كما يوجد لديها مركز أطراف صناعية للمعاقين والمصابين بدعم من الصليب الاحمر ومؤسسات اجنبية، وهناك قاعات للاستئجار لإقامة المعارض وحديقة حيوان متواضعة في غزة.
موازنة البلدية
أكد حجازي ان موازنة البلدية للعام الحالي لم تُعتمد نتيجة الحرب الاخيرة والتي دمرت جزءا كبيرا من مقدرات البلدية لكن موازنة العام الحالي تقدر بـ 250 مليون شيقل، معتبرا هذه الموازنة قليلة جدا والأصل ان تصل لـ 700 مليون شيقل كي تخدم المواطن.
وقال :"نحن ننفق من خلال المنح والمساعدات والمواطن ولا نستطيع دفع الخدمة المقدمة نتيجة الحصار والتدمير"، مضيفا أن الجباية لا تتعدى ال 15% من قيمة الفاتورة"، موضحا أن الفاتورة الشهرية للبلدية تتراوح من 5 إلى 6 مليون شيقل.
وأشار إلى أنه قبل الحرب كانت تتعدى الجباية 20% لكن في الوضع الحالي وعدم وجود رواتب للموظفين والحصار أثر على جباية البلدية.
وأوضح أن بلديات القطاع أغلبها لا تستطيع دفع رواتب موظفيها باستثناء بلدية غزة شبه منتظمة، موضحا أن قيمة فاتورة رواتب موظفي البلدية تصل مليون دولار، مشيرا إلى وجود 1600 موظف في البلدية.
وتحدث أن البلدية تحتاج إلى مصاريف تشغيلية ومحروقات تصل ل 2مليون دولار، ومعدات البلدية لم يتم تجديدها منذ 15 عاما نتيجة الحصار والذي يشكل عبئا على البلدية، قائلا " أصبحنا نستخدم عربات الكارو لجميع النفايات من المنازل والأحياء لأن عدد الاليات غير كاف والموجود لا يعمل بشكل جيد".
لا مشاريع تطويرية للشوارع
أكد رئيس البلدية عدم وجود خطط تطويرية بسبب الحصار، وقال :" المشاريع متوقفة والموجود لمعالجة اثار العدوان وليست بالصورة المطلوبة".
وبين وجود مشروع لمعالجة توسيع بركة الشيخ رضوان ومشروع لحديقة الصداقة بالتفاح.
وحول الحرف الموجود في غزة، توقع رئيس البلدية أنه في حال تحسن اوضاع القطاع سيكون هناك 25 الف حرفة، مشيرا الى وجود قرابة 15 الف حرفة حاليا .
وقال البلدية تقوم بحملة للترخيص لكن دون الضغط على المواطنين نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة لكن نتابع الحرف المزدهرة".
شواطئ غزة
وأعرب رئيس البلدية عن أملة أن تكون شواطئ القطاع أفضل الصيف الحالي وصالحة للاستجمام.
وقال :" من 20 أبريل الحالي سنحاول عدم ضخ مياه الصرف الصحي غير معالجة الى البحر نتيجة توفر برنامج الكهرباء ال 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات قطع".
وأضاف :"نتمنى استمرار محطة الكهرباء بالعمل كي نستطيع معالجة مياة الصرف الصحي والا سنضطر ضخها من دون معالجة".
وأكد رئيس البلدية أن الاستراحات على شواطئ البحر ستكون محدودة للسماح للسكان للاستجمام بحرية.
مكافحة البعوض
أكد حجاوي ان وحدة مكافحة البعوض في البلدية ستبدأ من مايو رش البرك والمناطق التي يشكو منها السكان.
ودعا حجازي السكان مساندة البلدية وتسهيل عمل الطواقم كي تقدم خدمة جيدة، كما دعا الدول المانحة دعم البلديات التي تعاني من أزمة كبيرة وتعرضت لدمار في الحرب.
الاثار
تشتهر غزة بوجود قبر الجد الثاني للنبي محمد هاشم بن عبد مناف لذلك تسمى غزة هاشم وتُعتبر المدينة مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767 م وهو أحد الأئمة الأربعة عند المسلمين السنة بالإضافة إلى وجود المسجد العمري الذي افتتحه عمر بن الخطاب وقصر الباشا الذي كان مقر الادارة العثمانية بالإضافة لوجود بعض الاثار الرومانية والبلدة القديمة وتلة المنطار التي دمرت نتيجة العدوان الاسرائيلي.