السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صدور كتاب سيرة جابي برامكي وتجربته بجامعة بيرزيت

نشر بتاريخ: 14/04/2015 ( آخر تحديث: 14/04/2015 الساعة: 11:32 )
رام الله -معا - صدر حديثاً كتاب "سيرة جابي برامكي وتجربته في جامعة بيرزيت (1929-2012)" للدكتور عبد الرحيم الشيخ (أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافة والعربية) عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية (بيروت).

والكتاب سيرةٌ ذاتية برسم الغير، تسردُ تاريخ المؤسسة التي نابت عائلة فلسطينية، آل ناصر، بإنشائها، عن الحركة الوطنية الفلسطينية في تدشين رافعة أكاديمية وثقافية وسياسية للمشروع الوطني الذي أظهرَته إلى الوجود منظمة التحرير الفلسطينية: جامعة بيرزيت. تسرد هذه السيرة التي يجمع عنوانها ومتنها بين "جابي برامكي" و"جامعة بيرزيت" حكاية سدانة المشروع الثقافي الفلسطيني وتوجيهه في أبرز مراكزه التنويرية، عاكسةً فرادة تجربته الفردية، وفرادة التجربة الجمعية التي تسردها-تجربة تدشين جامعة بيرزيت كمؤسسة وطنية فلسطينية في ظل الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين: أكاديمياً، وبحثياً، ومجتمعياً.

في سيرة برامكي، التي غيَّب الموت صاحبها قبل اكتمال قوسها، تجتمع هذه الفرادات وتُروى على لسان واحد ممن عاصروها لحظة بلحظة منذ تكويناتها الأولى. ونظراً لكون برامكي (1929-2012) قد عاصر الفترات الأربع لتخلُّق هذه الجامعة (في ظل الانتداب الاستعماري البريطاني، والحكم الأردني، والاستعمار الصهيوني، والسلطة الفلسطينية)، فإن هذه السيرة تعدُّ إسهاماً يندر نظيره في مدوَّنات التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي الفلسطيني، إذ هي مفردٌ بصيغة الجمع، ذلك أن الكتاب ليس سيرة لبرامكي وحسب، ولا لبيرزيت بوصفها جامعة، ولا لبلدة بيرزيت وتاريخها الاجتماعي بين القدس ورام الله وشمال فلسطين... بل هو تاريخ لفلسطين وحكاية التعليم العالي فيها، وقصة مقاومتها للاستعمار الاستيطاني الصهيوني والاحتلال العسكري الإسرائيلي على امتداد أربعة حقب تاريخية في تاريخ الشعب الفلسطيني. أما برامكي، فقد عمل، على امتداد سبعة عقود، أستاذاً، ومديراً للمدرسة، وعميداً للكلية المتوسطة، ومحاضراً حين تحوُّلها إلى جامعة، ورئيساً بالوكالة، وعضواً في مجلس الأمناء، وعضواً مؤسساً لمجلس التعليم العالي، وفاعلاً نبيلاً في الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل أكاديمياً وثقافياً التي تخلَّقت في جامعة بيرزيت. وقد كانت هذه كلها منابر لم يدافع برامكي من عليها عن هوية جامعة بيرزيت الوطنية فحسب في ظل السلطات السياسية المتعاقبة، بل ساهم، كذلك، في تدشين هويتها التعددية والديمقراطية العصية على الارتهان لتيارات السياسية والفكر المتباينة التي لم تزد جامعة بيرزيت إلا غنى وتميزاً.

هذه السيرة كتبت بالاعتماد المباشر على المقابلات التي أجريت مع الراحل برامكي، وعلى مذكراته بالإنجليزية، بالإضافة إلى طيف متعدد من الأدبيات والوثائق ذات العلاقة. فهي سيرة بدأت كمشروع "مذكرات" وانتهت "كمشروع "تاريخ سياسي ثقافي واجتماعي لجامعة بيرزيت." هي سيرة كتبت، لا كما كتب ماكس نورد عن فرانز كافكا، بل بصيغة الغائب من حيث التركيب اللغوي، وصيغة الحاضر الفذ من حيث الحضور الذي لا غياب فيه إلا مجازاً، كما علمنا سياتل، زعيم قبيلة دواميش من سكان أمريكيا الأصليين قبل أن يجتاحها الاستعمار، أن: "لا موت هناك، بل تغيير عوالم."